100 طالب سعودي مهددون بالتوقف عن الدراسة في أميركا بسبب تأخر حصولهم على تأشيرات الدخول

TT

يواجه مئات من الطلاب السعوديين الذين يتلقون دراساتهم في الولايات المتحدة الاميركية او يرغبون في التوجه اليها لهذا الغرض مصيراً مجهولاً نظراً لعدم حل مشكلة الحصول على تأشيرات الدخول والعودة الى هناك لإكمال دراساتهم في الجامعات والمعاهد المختلفة بسبب مماطلة السفارة الاميركية في الرياض في منح هؤلاء الطلاب تأشيرات الدخول. وبسبب هذا الاجراء اعلنت وزارة التعليم العالي السعودية عن فتح الباب امام الراغبين أو ممن واجهوا هذا المصير للدارسة في الجامعات الاهلية في عدد من الدول العربية، كما ان بعض الجهات تفكر جدياً في نقل مبتعثيها الى دول اخرى.

ويتزايد القلق والتوتر في اوساط حوالي 100 طالب سعودي من مبتعثي شركة ارامكو الساعين للحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة من تأخر اصدار هذه التأشيرات مع قرب بدء العام الدراسي في اميركا، في الوقت الذي اكدت فيه الشركة متابعتها باهتمام متواصل للموضوع مع سفارة واشنطن في الرياض. واكدت مصادر لـ«الشرق الاوسط» عزم الشركة على ابتعاث موظفيها للدراسة في بريطانيا فيما فتحت وزارة التعليم العالي السعودية الباب امام الراغبين في الدراسة في الجامعات الاهلية في عدد من الدول العربية.

وقال الطالب (ع أ) لـ«الشرق الاوسط»: «تقدمت بطلب الحصول على تأشيرة الدخول من السفارة الاميركية في الرياض في 26 يونيو (حزيران) الماضي واستوفيت كامل الشروط المطلوبة ومن ضمنها اجراء المقابلة الشخصية وطلبت السفارة مني مراجعتها يوم 31 يوليو (تموز) الماضي من اجل الحصول على الفيزا». واكد الطالب المبتعث من قبل ارامكو لدراسة البكالوريوس في احدى الجامعات الاميركية ان الفيزا لم تصدر له حتى الان، مشيرا الى ان الدراسة ستبدأ في 20 اغسطس (اب) الحالي. واضاف «نظام الجامعة يؤكد على الطلبة الحضور في اليوم المحدد للدراسة ومن يحضر مثلا يوم 21 اغسطس (آب) فانه سيفقد الامل في الدراسة مما يعني الدخول في عناء البحث عن قبول جديد».

من جانبه، قال (س ف) والد احد الطلبة «كل ما نريده هو الوضوح من جانب السفارة، هل سيحصل ابني على التأشيرة ام لا. فاذا كانت الاجابة بلا فهذا يمنحني الفرصة في البحث عن قبول لابني في جامعات اخرى سواء داخل المملكة او في دول اخرى». واضاف (س ف) قائلا «من غير المقبول ان تعطي السفارة موعدا للحصول على الفيزا ويمر الموعد ولا يتم تسليم الفيزا او حتى الاجابة بالرفض او القبول». واوضح ان الدراسة تبدأ عادة في جامعات الولايات المتحدة الاميركية في الفترة من 20 اغسطس (اب) الحالي وبداية شهر سبتمبر (ايلول) المقبل، مضيفا بأن حوالي 100 طالب اخر من شركة ارامكو يعانون من نفس المشكلة. واكد انه يفكر جديا في ان يترك ابنه شركة ارامكو وان يبحث له عن قبول في احدى الجامعات المحلية بدلا من الانتظار على «امل لا ادري سيتحقق ام لا».

كما عبر طالب اخر، فضل عدم ذكر اسمه، عن مخاوفه من ان يفقد فرصة اكمال دراسته التي بدأها قبل عامين. وقال «امضيت سنتين من دراستي الجامعية في الولايات المتحدة وقدمت هذا الصيف من اجل زيارة عائلتي وتجديد التأشيرة، لكن الى الان لم احصل عليها والفصل الدراسي على وشك البداية».

من جانبها، اوضحت الشركة في بيان صحافي ردا على سؤال لـ«الشرق الاوسط» عن الجهود المبذولة من جانبها لمساعدة مبتعثيها على الالتحاق بالدراسة في الجامعات التي قبلوا فيها، بانها «تتابع باهتمام متواصل مع سفارة الولايات المتحدة الاميركية في الرياض انهاء الاجراءات المطلوبة لمبتعثيها، اضافة الى قيام المبتعثين بمراجعة السفارة بانفسهم حسب ماتتطلبه تلك الاجراءات». واشار البيان الى مواعيد الدراسة، مضيفا انه «لا يزال هناك وقت». واعربت الشركة عن الامل في أن تنجز تلك التأشيرات في وقت مناسب، في الوقت الذي علمت فيه «الشرق الاوسط» من مصادر مطلعة بان النية لدى ارامكو تتجه الى توجيه مبتعثيها الى بريطانيا. وكانت البعثة الدبلوماسية الاميركية في الرياض قد اصدرت بيانا اواخر شهر يوليو (تموز) الماضي اكدت فيه على انه «يجب ان يضع المتقدمون في اعتبارهم عند الترتيب لسفرهم الى الولايات المتحدة الاميركية ان اصدار التأشيرات قد يستغرق خمسة اسابيع او اكثر وعلى جميع المتقدمين لطلبات التأشيرات الذين تتجاوز اعمارهم 12 عاما ان يتوقعوا بأن تتم مقابلتهم من قبل مسؤول الشؤون القنصلية».

من جانب اخر، فتحت وزارة التعليم العالي السعودية الباب امام الراغبين في الدراسة في عدد من الجامعات الاهلية في عدد من الدول العربية. ووفقا لنشرة الوزارة الصحافية، فقد فتحت الوزارة المجال امام الراغبين في التسجيل في دراسة الطب البشري للبكالوريوس في كلية الطب بجامعة الخليج العربي في البحرين، كما اقرت الدراسة في اكثر من 20 تخصصا من بينها الطب والحاسب الالي والهندسة وطب الاسنان والصيدلة والاقتصاد والمحاسبة في ثلاث جامعات اهلية مصرية واربع جامعات اخرى اردنية.