وزير الزراعة الفلسطيني: أبلغنا الإسرائيليين بعدم إدخال منتجاتهم إلى مناطقنا طالما يمنعوننا من تصريف بضائعنا

رفيق النتشة: القطاع الزراعي الفلسطيني إحدى ضحايا الاحتلال الإسرائيلي

TT

قال وزير الزراعة الفلسطيني رفيق النتشة إن هناك اتصالات بين السلطة الوطنية وإسرائيل تتعلق بتصريف المنتجات الزراعية الفلسطينية. واضاف ان السلطة الفلسطينية ابلغت الإسرائيليين بانها لن تسمح بدخول المنتجات الزراعية الإسرائيلية إلى مناطقها بقوة الدبابات بينما تمارس قوات الاحتلال حصارها المحكم ضد حركة المنتجات الزراعية.

وقال النتشة في مقابلة مع «الشرق الأوسط» في عمان إن الإسرائيليين وعدوا بمنح تسهيلات للفلسطينيين بنقل منتجاتهم الزراعية إلى الأسواق المحلية والخارجية وفتح المعابر أمامها، مؤكدا انهم نفذوا ذلك جزئيا فقط لكن السلطة ترغب بفتح جميع المعابر، مضيفا أن الإسرائيليين سمحوا لاطباء البيطرة الفلسطينيين بالتحرك جزئيا لمعالجة أمراض الحيوانات وأهمها الحمى القلاعية كما أن الإسرائيليين تعاونوا جزئيا في هذا الأمر.

واعتبر النتشة أن «القطاع الزراعي الفلسطيني هو إحدى ضحايا الاحتلال الإسرائيلي الذي يركز على الأرض ويواصل تجريفها وبالذات الزراعية واقتلاع الاف الأشجار المثمرة واتلاف المحاصيل ومنع المزارعين من الوصول إلى مزارعهم واطلاق النار عليهم وقتل العشرات منهم ناهيك من قتل الاف الحيوانات من الماشية والابقار وتدمير ابار المياه والسيطرة عليها وحرمان المزارعين الفلسطينيين من المياه وكذلك فساد المنتجات الزراعية بسبب الحصار الكامل وتفشي الأمراض الحيوانية وعلى رأسها الحمى القلاعية».

وردا على سؤال حول ثورة المجلس التشريعي ضد الحكومة الفلسطينية أوضح النتشة أن ما يمارسه المجلس التشريعي حاليا يعد حقا طبيعيا لاعضائه الذين انتخبوا من اجل ذلك، مشيرا إلى أن الاحتلال منع المجلس التشريعي من القيام بواجبه عن طريق الحصار والإغلاق حيث انهم لم يتمكنوا من اللقاء كاملا منذ سنتين وقد تمكن الأعضاء المقيمون في كل من غزة ورام الله بالاجتماع كلا على حدة بسبب الحصار. واوضح النتشة ان وظيفة المجلس التشريعي هي مراقبة أداء الحكومة والسلطة الوطنية.

أما في ما يتعلق بأعمال لجنة متابعة الانتفاضة التي تضم 13 فلسطينيا، وامتناع حركة حماس من حضور اجتماعاتها أوضح الوزير الفلسطيني أن لقاءات القوى الإسلامية والوطنية متواصلة من خلال لجان متعددة لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه من خلال الأرضية المشتركة وان الحوار يستمر حول ما يتم الاختلاف عليه. وقال إن هناك نقطة أساسية وتعد موضع الاختلاف وهي العمليات الاستراتيجية في العمق الاسرائيلي، مضيفا أن السلطة الوطنية تتبنى موضوع النضال بكافة أشكاله السياسية والإعلامية والعسكرية في حدود المناطق المحتلة عام 1967 بينما تمارس النضال الإعلامي والسياسي في المناطق المحتلة عام 1948، غير انه بين أن هناك منظمات فلسطينية ترى أن ساحة الصراع مفتوحة لكافة أشكال المقاومة وتشمل كافة أنحاء فلسطين المحتلة وان الخلاف على ذلك ما زال مستمرا.

وحول مواقف حركتي حماس والجهاد الإسلامي أكد النتشة ان السلطة الوطنية تقوم على أسس تعددية وتحترم كل الأفكار بغض النظر عن مضمونها، لكنها تحرص على عدم جواز وجود سلطتين وانه يتوجب وجود سلطة واحدة فقط لشعب فيه تعددات حزبية وحركية وفكرية.

واعتبر النتشة خطة غزة أولا التي اقترحها وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعزر ضربا من ضروب أحلام اليقظة عند رئيس الحكومة الإسرائيلية آرييل شارون وهي عنوان واضح لارتباك وتخبط حكومته في مواقفها السياسية والأمنية حيث لا يوجد في قضية الاحتلال شيء اسمه أولا واخيرا، مؤكدا أن المطلب هو الانسحاب أو الحق الشرعي في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل، موضحا انه لو عرض على الفلسطينيين انسحاب الاحتلال من شارع فإنهم لن يرفضوا ذلك لأنها أراضيهم وبلادهم.

وتفسيرا لرفض شارون لها بعد موافقة السلطة عليها قال النتشة إن شارون شعرعندما قبلتها السلطة بان ذلك سيؤدي إلى إدانته لعدم رغبته في التنفيذ فعاد ليعرض خطة جديدة بشروط جديدة وهي رغبته في الانسحاب من مدينة أو مدينتين ليضع الفلسطينيين في امتحان ويتأكد من قدرتهم على ضبط الامن وقمع المعارضين واعتقالهم والقضاء عليهم ثم ينسحب من أخرى لنفس الغرض. واكد النتشة ان شارون لن يحظى بقبول السلطة الوطنية وظيفة حارس أمن غبي لاسرائيل.

وأضاف أن السؤال المطروح على شارون هو: «هل استطاع الاحتلال وقف المقاومة الفلسطينية منذ عام 1967 بالرغم من امكاناته العسكرية الهائلة واجهزته الأمنية الغادرة. ومن هو المسؤول حاليا عن الامن في المناطق المحتلة.. أليس هو شارون نفسه الذي تحتل قواته كافة الأراضي الفلسطينية بعد تدميرها لكل الأجهزة الأمنية الفلسطينية».

وكرر الوزير الفلسطيني القول «أن لا سلام ولا أمن مع الاحتلال والاستعمار الاستيطاني وان الانسحاب التام من المناطق المحتلة هو المبرر المعقول للحديث عن السلام الحقيقي النابع من المفاوضات الجادة لتحقيق الأهداف وليس من المواقع العسكرية وجنازير الدبابات وصواريخ الطائرات».

وحول زيارة الوفد الفلسطيني الذي ضم كلا من وزير الحكم المحلي في السلطة صائب عريقات ووزير الداخلية عبد الرزاق اليحيى إلى واشنطن أوضح النتشة أن المخطط الإسرائيلي هو تسويق الفلسطينيين على انهم رافضون لكل شيء وبالتالي استغلت القيادة الفلسطينية دعوة وزير الخارجية الأميركي كولن باول لوفد فلسطيني كلفه الرئيس ياسر عرفات بذلك وفوضه ممثلا عنه للتحدث مع الأميركيين وبخصوص اللقاءات الأمنية الإسرائيلية ـ الفلسطينية أكد النتشة انه لم تحدث أي لقاءات أمنية مجردة وانما كانت ذات صبغة سياسية أمنية كون الفلسطينيين يرفضون أن تكون القضية أمنية بحتة فهي انعكاس للاحتلال وان حلها الوحيد يتمثل بالانسحاب الإسرائيلي من جميع المناطق واقامة الدولة المستقلة وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وفق قرار الأمم المتحدة رقم 194، مشيرا إلى أن كل ذلك مرتبط بعضه ببعض إذ لا أمن للاسرائيليين بدون حق تقرير مصير الشعب الفلسطيني.

وحول الأوضاع المأساوية في مدينة الخليل اكد النتشة أن هذه المدينة الفلسطينية تعيش أوضاعا صعبة شأنها شأن بقية المدن الفلسطينية لكنها تمتاز عن غيرها من المدن بأنها مقسمة إلى قسمين وان المستعمرين يعيثون فسادا في المنطقة «ب» وان فيها مستعمرة تضم أعتى واقذر المستعمرين في المجتمع الإسرائيلي.

واختتم بالقول إن الاحتلال يمنع الحكومة الفلسطينية من اللقاء مع الرئيس عرفات، واصفا عرفات بأنه المسيطر والثابت على الثوابت وان وضعه وصحته مستقران وهو المنتخب الشرعي الديمقراطي ولا بديل له نافيا وجود مرشحين جديين أمامه.