وفد من المعارضة العراقية يزور قريبا عددا من العواصم العربية لطلب التأييد

TT

قال مصدر في المؤتمر الوطني العراقي المعارض لـ«الشرق الاوسط» امس ان فصائل المعارضة العراقية التي زار وفد منها الولايات المتحدة قبل ايام بدعوة من الادارة الاميركية سيقوم قريباً بجولة في المنطقة تشمل عدداً من الدول العربية وايران لوضع المسؤولين فيها في اجواء محادثاته مع المسؤولين الاميركيين التي تناولت مستقبل الوضع العراقي في ضوء الحملة الدولية التي تحضر لها واشنطن لاطاحة نظام الرئيس صدام حسين.

وكشف المصدر ان ممثلي المعارضة ركزوا خلال محادثاتهم في واشنطن على مسألتين تعتبران اساسيتين في اي خطوة ستتخذها واشنطن لاطاحة نظام بغداد وهما:

اولاً- تقديم ضمانات حماية للمعارضة العراقية في حال استعمل النظام العراقي في مواجهتها اسلحة الدمار الشامل، «بحيث لا يتكرر ما حصل عام 1991 حيث بطش هذا النظام بالانتفاضة الشعبية العراقية في الجنوب مرتكباً مجزرة بلغ عدد ضحاياها ما يفوق الـ 900 الف مواطن عراقي كانوا منطلقين في مظاهرة من النجف الى البصرة، اذ استخدم الطائرات المروحية في الاغارة على المتظاهرين».

وذكر المصدر ان الوفد صارح الادارة الاميركية في هذا المجال، مؤكداً ان الرئيس العراقي «ما كان ليستخدم طائرات الهليكوبتر ضد المنتفضين لو لم تغض واشنطن الطرف عنه، حيث كان ممنوعاً عليه آنذاك استخدام سلاح الطيران من اي نوع، بل انه لم يكن يقوى على استخدام الطيران في ظل الحصار البري والبحري والجوي المفروض عليه من قوات التحالف الدولي التي خاضت حرب «عاصفة الصحراء» ضده وأخرجته من الكويت التي كانت قواته احتلتها في اغسطس (آب) 1990، علماً ان قائد قوات التحالف الدولي آنذاك الجنرال نورمان شوارزكوف صرح بذلك مراراً مؤكداً التغاضي الدولي عن استخدام القوات العراقية للطوافات في مواجهة انتفاضة الجنوب».

ثانياً- ان لا يكون لاسرائيل اي تدخل او دور من قريب او بعيد في اي عمل عسكري تنوي واشنطن والتحالف الدولي القيام به لاطاحة نظام الرئيس صدام حسين، لان ذلك من شأنه ان يعطي صدام فرصة لتعبئة الشارع العراقي والعربي والاسلامي ليكون ضد اي عملية تغيير في العراق».

واشار المصدر الى ان المعارضة العراقية اصيبت بما يشبه الخيبة من الموقف الذي عبر عنه الرئيس الاميركي جورج بوش بقوله «ان العراق سيبقى عدواً (للولايات المتحدة) الى ان يثبت العكس». واعرب المصدر عن خشيته من ان يكون مضمون هذا الموقف دعوة للرئيس العراقي صدام حسين الى تقديم تنازلات او اتخاذ مواقف معينة يمكن بعدها للادارة الاميركية ان تعيد النظر في موقفها منه». لكن المصدر اعرب عن امله في ان يكون ما قاله الرئيس بوش «زلة لسان عودنا عليها في خطاباته». واستغرب كيف ان هذا الموقف يصدر عن الرئيس بوش في الوقت الذي كان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد مجتمعاً بوفد المعارضة العراقية ويؤكد له «تصميم» الادارة الاميركية على اطاحة نظام صدام حسين.

واستغرب المصدر ايضاً المواقف التي تصدر عن كثير من الانظمة العربية في هذه المرحلة وترفض اي عمل عسكري اميركي ضد النظام العراقي، «فيما هي تعرف تمام المعرفة ان هذا النظام ارتكب كثيراً من المجازر بحق الشعب العراقي الى حد انه لم يتورع عن استخدام السلاح الكيماوي ضد العراقيين في الجنوب كما في الشمال».

وذكر المصدر ان وفداً من الفصائل التي زارت واشنطن «ستكون له قريباً بعض الزيارات الى الدول العربية وايران بعد عودته من واشنطن وذلك من اجل اطلاع من سيلتقيهم على نتائج محادثاته مع الادارة الاميركية، وكذلك شرح وجهة نظره ازاء الحملة الدولية المنوي شنها لاطاحة النظام العراقي، فضلاً عن شرح ما يدور على ارض العراق في هذه المرحلة وما يفرضه من تحرك عربي لانهاء المعاناة التي يرزح تحتها الشعب العراقي».

واكد المصدر ان المعارضة العراقية «حريصة على ان يكون لتحركها بعد عربي وقومي لأن مسؤولية التخلص من عبء سياسات نظام صدام هي مسؤولية عربية قبل ان تكون مسؤولية اميركية او غيرها خصوصاً ان كل الحماقات التي ارتكبها النظام العراقي في حربه ضد ايران او في احتلاله للكويت كان المتضرر الاول منها العرب والمستفيد الاول الادارة الاميركية».

وأكد المصدر «ان المعارضة ستلعب دوراً اساسياً في الحملة التي ستشنها واشنطن لاطاحة نظام بغداد، وذلك من خلال تحالفين: تحالف الشمال الذي يجمع الحزبين الكرديين بزعامة مسعود البارزاني وجلال الطالباني، وتحالف الجنوب الذي يجمع كل القوى العراقية الوطنية الاسلامية». ولفت الى ان ايران سيكون لها دور بارز في الحملة الدولية ضد نظام صدام حسين شبيه بالدور الذي لعبته في افغانستان. وقال ان المؤشر الى هذا الدور هو مشاركة المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق بشخص عبد العزيز الحكيم شقيق رئيس المجلس محمد باقر الحكيم في اجتماعات واشنطن الاخيرة حيث ان الحكيم يحظى برعاية طهران ودعمها.

وقال المصدر العراقي المعارض ان المعارضة العراقية لا تعير مآخذ البعض عليها انها تحظى بدعم الادارة الاميركية اهمية «لانها تعتبر ان اطاحة نظام صدام هدف ينبغي الوصول اليه بأي وسيلة من اجل اخراج العراق وشعبه من الحالة المزرية التي يعيش فيها على كل المستويات، وبالتالي اقامة نظام عراقي ديمقراطي جديد تريده المعارضة ان يكون نموذجاً يحتذى في المنطقة».

وكشف المصدر ان «لا مشكلة بين فصائل المعارضة العراقية على تركيبة النظام المنوي ارساؤه بعد اطاحة النظام الحالي، اذ ان هذه الفصائل اتفقت على كل تفاصيل هذا النظام في اجتماعها الشهير الذي عقدته عام 1992 في مصيف صلاح الدين بشمال العراق. واشار الى ان وحدة العراق الترابية امر تتمسك به المعارضة العراقية بقوة وان الادارة الاميركية هي الاخرى تتخذ الموقف نفسه.

واكد المصدر ان المعارضة العراقية بكل فصائلها حريصة على ان تكون صاحبة الدور الاول في تغيير النظام وليس هناك طائفة او فصيل عراقي له مصلحة في تقسيم ارض العراق الى دويلات، فالشيعة الذين يشكلون الغالبية العراقية العظمى لا مصلحة لهم في تقسيم العراق، والاكراد العراقيون ليس لهم اي مصلحة في تشكيل دولة كردية محاصرة من الاتراك والعراقيين والايرانيين والسوريين وليس لها اي منفذ بحري على اي مكان، والسنّة وغيرهم من الطوائف لا مصلحة لهم ايضاً في التقسيم، ولذلك فإن الجميع متمسكون بقوة بوحدة العراق الترابية. وهذه ثابتة من الثوابت التي يخوضون على اساسها معركة تغيير النظام، حسب قول المصدر.