مشرف يلمح إلى مقتل بن لادن والملا عمر ويتعهد بمكافحة التشدد الأصولي في باكستان

TT

اسلام أباد ـ وكالات الأنباء: قال الرئيس الباكستاني برويز مشرف امس في مقابلة مع صحيفة «الازفستيا» الروسية ان اسامة بن لادن زعيم جماعة القاعدة والملا محمد عمر زعيم طالبان قد يكونان قتلا. واضاف: «في هذا الوقت لا احد يملك معلومات محددة حول مكان وجود الملا عمر وبن لادن ولا حول نشاطاتهما. من الممكن الا يكونا على قيد الحياة».

ومنذ شرائط الفيديو التي وزعت خلال الشتاء الماضي لم يظهر اسامة بن لادن ويحتمل ان يكون قد قتل خلال القصف على افغانستان حسب مشرف. كما لم يظهر الملا عمر من جهته منذ سقوط آخر معاقله في قندهار (جنوب) في ديسمبر (كانون الاول) الماضي.

وامس تعهد مشرف بمكافحة التشدد الاصولي الذي تلقي عليه اسلام اباد مسؤولية تصاعد العنف في الاشهر القليلة الماضية، ووصل الى ذروته الاسبوع الماضي بالهجوم على اهداف مسيحية وسقوط 11 قتيلا. وقال مشرف ان السلطات الباكستانية قامت بحملة اعتقالات في اعقاب الهجوم على مدرسة تابعة للارسالية البروتستانتية ومستشفى تابع للكنيسة المشيخية، وان ذلك يظهر ان المخابرات وقوات الامن بدأت تكسب المعركة ضد الاصوليين.

وقال الرئيس الباكستاني في خطابه بمناسبة يوم الاستقلال: «كل الجناة الذين ارتكبوا الهجومين اما قتلوا او اعتقلوا». وقالت الشرطة الباكستانية ان الثلاثة الذين نفذوا الهجوم على المدرسة وقتلوا ستة باكستانيين نسفوا انفسهم بعد ان حاصرتهم قوات الشرطة. واضافت انها اعتقلت 16 يشتبه في انهم متورطون في الهجوم الثاني وجميعهم ينتمون الى جماعتين محظورتين.

وقال مشرف الذي كان يلقي خطابه بالانجليزية: «هذا عمل يستحق الثناء على اجهزة الامن والمخابرات وايضا القضاء، اذ حان الوقت لان نكف عن انتقاد هذه الاجهزة كما نفعل دوما، ونقدر جهودها». وحظر مشرف نشاط سبع جماعات اسلامية على الاقل لكن هذا لم يوقف العنف الذي سقط خلاله عشرات في الاشهر القليلة الماضية من بينهم 11 مهندسا فرنسيا وزوجة وابنة دبلوماسي اميركي.

وقالت الشرطة الباكستانية ايضا امس انها القت القبض على 27 نشطا من بينهم زعيم جماعة طائفية محظورة في اطار الحملة التي بدأتها هذا الاسبوع ضد اصوليين حملتهم مسؤولية اعمال عنف طائفية. وقال ضابط شرطة كبير ان الاعتقالات التي بدأت يوم الاحد الماضي في البنجاب جاءت اثر هجمات على كنيسة قرب بلدة موري ومستشفي مسيحي في تاكسيلا قرب اسلام اباد في الاسبوع الماضي.

وقال ان خادم حسين دالو الامين العام لجماعة فرسان الصحابة اعتقل في منطقة جهانج. واضاف: «ان دالو (47 عاما) نجح في الهرب منذ حظر جماعته في يناير(كانون الثاني)، وكان مختبئا منذ ذلك الحين حتى اعتقلناه». واعتقل رئيس الجماعة مولانا عزام طارق منذ ذلك الحين. وتتهم الشرطة الجماعة السنية بقتل عدد من زعماء الاقلية الشيعية في باكستان. وفيما يتعلق بكشمير وصف الرئيس الباكستاني الانتخابات التي تعتزم الهند اجراءها في المنطقة التي تسيطر عليها من كشمير الشهر القادم بأنها مهزلة تحرم سكان المنطقة المتنازع عليها من الخيار الحقيقي. وقال ان بلاده يجب الا تلام على الهجمات التي يقوم بها الانفصاليون في المنطقة الهندية من كشمير الواقعة في جبال الهمالايا منذ بدء الحملة المطالبة باستقلال كشمير عن الهند عام 1989.

واضاف: «ما اعلنته الهند عن اجراء انتخابات في كشمير التي تحتلها هو محاولة جديدة لاضفاء قناع من الشرعية على الاحتلال الهندي غير المشروع لجامو وكشمير.. الحكومة الهندية نظمت من قبل انتخابات هزلية مماثلة.. ما يسمى بالانتخابات زورت ودائما ما يقاطعها شعب كشمير». ومشكلة كشمير هي سبب النزاع الرئيسي بين الجارتين النوويتين. وخاضت باكستان والهند بسببها حربين من بين ثلاث حروب نشبت بينهما منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947.

ولاحت في الافق سحب حرب جديدة في مايو (ايار) الماضي بعد هجمات للانفصاليين القت الهند مسؤوليتها على باكستان لانها تتم عبر الحدود. وخفت حدة التوتر بعد وساطة اميركية لكن الدولتين لا تزالان تحشدان مليون جندي على حدودهما المشتركة، ولا تزال فرص اجراء حوار لانهاء الخلافات بعيدة. وقال مشرف: «باكستان غير مسؤولة عن التطورات التي تحدث في المنطقة التي تحتلها الهند من كشمير ويجب الا تعلق الهند فشلها في الانتخابات على باكستان.. لا يجرؤ احد في التفكير بالقيام بمغامرة عبر حدودنا».