عضوان في الكونغرس يتهمان «إف. بي.آي» ووزارة العدل بالإهمال

TT

قال عضوان بارزان باللجنة القضائية التابعة لمجلس الشيوخ الاميركي ان وزارة العدل الاميركية و«مكتب المباحث الفيدرالي» (اف بي آي) لا يعملان على التحقيق بجدية في ادعاءات حول تجسس مترجمة سابقة كانت تعمل في «اف. بي.آي» » بواشنطن. وتتركز القضية في ادعاءات حول احتمال ان تكون مترجمة كانت تعمل في السابق في «اف. بي.آي» قد توصلت الى تسوية في اطار تحقيق حول مكافحة التجسس، من خلال علاقاتها الشخصية مع الشخص المزمع التحقيق معه. وقالت شيبيل ادموندز، التي اثارت هذه القضية، ان زميلتها، التي اشير اليها في وثائق المحكمة بـ«آن ديكرسون» عملت سابقا في منظمة كانت تحت المراقبة وأقامت علاقات لم تبلغ عنها مع شخص اجنبي في المجموعة التي كان مزمعا مراقبتها وانها حذفت معلومات مهمة من تقارير بعد ان ترجمت مكالمات هاتفية للأجنبي المذكور جرى تسجيلها سرا. وكان مسؤولو «اف. بي.آي» قد اكدوا من جانبهم جزءاً من هذه الاتهامات وقالوا ان عددا من العوامل، بما في ذلك ضعف التدريب، ربما يكون سببا فيما حدث. الا ان هذه التفسيرات لم تقنع رئيس اللجنة القضائية التابعة لمجلس الشيوخ باتريك ليري والسيناتور الجمهوري تشارلس جراسلي، وكتبا شكوى رسمية يوم اول من امس للنائب العام الاميركي جون آشكروفت. وقالت شيبيل ادموندز، التي ابلغت الجهات المسؤولة بالادعاءات الخاصة بآن ديكرسون، ان الامر المثير للقلق هو ان «اف. بي.آي» ووزارة العدل لا يعملان بالسرعة المطلوبة لمعالجة هذه القضايا. واوضحت متحدثة باسم وزارة العدل ان الجهات المسؤولة بالوزارة تدرس حاليا الخطاب الذي تسلمته بهذا الصدد. ورغم ان «اف. بي.آي» يحقق في الجزء الرئيسي من ادعاءات شيبيل ادموندز، فقد كتب عضوا مجلس الشيوخ ان «مكتب المباحث الفيدرالية قد قلل من اهمية هذه القضية وبدا كأنه قد اوقف النظر في الشكاوى التي قدمت كمسألة امنية الى حين فراغ مكتب المفتش العام من تحقيقه حول الأمر».

الجدير بالذكر ان شيبيل ادموندز قد تقدمت الشهر الماضي بدعوى ضد وزارة العدل لفصلها من العمل بسبب إبلاغها الجهات المسؤولة بسلوك زميلتها التي تعمل في مكتب واشنطن التابع لمكتب المباحث الفيدرالي. وادعت ادموندز ان ديكرسون حاولت تجنيدها في للانضمام الى المجموعة المستهدفة التي يحقق «اف. بي.آي» حولها، كما زعمت كذلك ان ديكرسون هددت حياتها وحياة اقربائها في الخارج. وقال محامو ادموندز انهم يسعون الى مطالبة المحكمة بإجراء ترتيبات عاجلة بشأن هذه القضية بسبب سفر ديكرسون وزوجها الميجور بالقوات الاميركية خارج الولايات المتحدة في 6 سبتمبر (ايلول) المقبل. ورغم ان ديكرسون تركت العمل في «اف بي آي» طوعا، فإن المسؤولة بمكتب المستشارة العامة، بيستي ليفينسون، قالت ان المكتب يعترض على عزلها لأنها وزوجها يتمتعان بحصانة تطبيق القوانين، وامتيازات خاصة باسرار الدولة.

وابدى اعضاء مجلس الشيوخ من جانبهم دهشة ازاء التعامل مع شكوى شيبيل ادموندز.

وكتب جراسلي وليهيل: «أي شخص تقريبا في «اف. بي.آي» جرى إبلاغه مسبقا كان رده «لماذا تسببت ادموندز في هذه المشكلة»، واضافا: «من المؤكد ان اول خطوة امنية داخلية لمكتب المباحث الفيدرالي في هذه القضية ركزت على شيبيل ادموندز نفسها بدلا من التركيز على الادعاءات التي اثارتها بحسن نية للتنبيه للخطر المتعلق بالامن القومي والحرب ضد الارهاب».

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الاوسط»