كولومبيا تشن الحرب على المسلحين اليساريين بمساعدة أميركية

TT

بوجوتا ـ وكالات الانباء: بعد اعلان حالة الطوارئ خاضت كولومبيا غمار الحرب ضد الجماعات اليسارية المسلحة مع قصف سبعة من معسكراتهم مدعومة من الولايات المتحدة التي تزودها بالعتاد العسكري. وهذا الخط المتشدد للنظام الجديد جاء بعد ايام من تسلم الرئيس اليميني الفارو اوريبي السلطة في السابع من الشهر الجاري ويأتي ردا على موجة العنف التي اوقعت 130 قتيلا خلال هذه الفترة القصيرة.

وتتيح حالة الطوارئ لرئيس الدولة «تعليق العمل بالقوانين التي لا يتفق تطبيقها مع حالة المساس الخطير بالأمن العام التي تشكل تهديدا وشيكا لاستقرار مؤسسات الدولة وأمنها». واقصى مدة لحالة الطوارئ 90 يوما مع امكانية تجديد العمل بها مرتين اي تسعة اشهر في الاجمال.

ومساء الاثنين الماضي قصفت القوات الجوية الكولومبية سبعة ملاجئ للقوات المسلحة الثورية الكولومبية (ماركسية)، التي تشن حرب العصابات في هذا البلد الواقع في منطقة جبال الانديز التي تضم 17 الف رجل.

ولم يحدد الجيش بعد عدد الضحايا في صفوف الحركة. وانتهى هذا الهجوم الجوي الاول منذ توقيع مرسوم حالة الطوارئ يوم الاثنين الماضي مع وصول مساعد وزير الخارجية الاميركية مارك جروسمان الى بوجوتا امس الاول في زيارة تستغرق يومين.

وخلال مباحثاته مع الفارو اوريبي ثم مع وزيرة الدفاع مارتا لوتشيا راميريز ووزيرة الخارجية كارولينا باركو استعرض المسؤول الاميركي «دعم واشنطن لجهود كولومبيا في الدفاع عن «ديمقراطيتها» امام تهديد الارهاب والمخدرات» كما اوضح متحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية. وللمرة الاولى منذ اطلاق خطة مكافحة المخدرات الكولومبية سنة 2000 اصبح مبلغ الملياري دولار من المساعدات الاميركية تحت تصرف الجيش الكولومبي ليستخدمه ايضا في حربه ضد المجموعات المسلحة اثر تصويت اخير على هذا الموضوع في الكونغرس، اذ اصبح في الامكان استخدام 79 مروحية بينها 16 بلاك هوك و800 مستشار، 500 عسكري و300 مدني كلهم اميركيون في القيام بعمليات رش جوي لمواد كيميائية لابادة 150 الف هكتار من الكوكا، وهي المادة الاولية التي يصنع منها الكوكايين، في كولومبيا، فضلا عن ضرب رجال حرب العصابات والقوات شبه العسكرية المعارضة للحكومة. ومع ذلك فان هذا الدعم الاميركي للجيش الكولومبي لا يتطلب وجود اي جنود اميركيين في البلاد.

وتتهم السلطة القوات المسلحة الثورية الكولومبية بالمسؤولية عن الهجوم على القصر الرئاسي باطلاق 14 قذيفة صاروخية عيار 120 ملم خلال مراسم انتقال الرئاسة من المحافظ اندريس باسترانا الى اليميني الفارو اوريبي. واسفر هذا الهجوم الدامي عن مقتل 21 واصابة اكثر من 50 من المدنيين الذين كانوا حول القصر. وأسفرت المعارك التي دارت بعد ذلك بين رجال حرب العصابات والجيش عن سقوط 109 قتلى مما يرفع عدد الضحايا الى 130 منذ السابع من الشهر الجاري.