إسرائيل تعتقل رجل دين أرثوذكسيا مقدسيا بتهمة تأييد الانتفاضة وحث المسيحيين والمسلمين على المقاومة

TT

طالب رئيس المجلس المركزي الارثوذكسي في الاردن وفلسطين الدكتور رؤوف ابو جابر جميع المنظمات والهيئات العربية والعالمية التي تعنى بحقوق الانسان بالتحرك الجاد والفاعل من اجل الضغط على حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون واجبارها على اطلاق سراح الناطق الرسمي للبطريركية المقدسية للارثوذكس الارشمندريت الدكتور عطا الله حنا الذي تم اعتقاله من قبل الشرطة الاسرائيلية قبل ظهر امس واقتياده الى المسكوبية بتهمة السفر الى سورية ولبنان وتأييده للمقاومة الفلسطينية وحثه المسلمين والمسيحيين بفلسطين على دعم الانتفاضة.

وقال أبو جابر في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» امس ان المجلس المركزي الارثوذكسي يشجب ويستنكر مثل هذا الاعتداء الصارخ على حرية رجل دين له قيمته واعتباره، مضيفا ان اعتقال اسرائيل لعطا الله يؤكد مرة اخرى أن العدوان الوحشي الاسرائيلي لن يتوقف الا اذا وجد قوة اكبر منه قادرة على ردعه وبالطريقة التي يفهمها.

واوضح ابو جابر ان عطا الله يمثل شعبه الفلسطيني وهو دائم المطالبة ومن فوق جميع المنابر المحلية والعالمية بحقوق شعبه المشروعة والتي انتهكتها اسرائيل في احتلالها لفلسطين عامي 1948 و.1967 وشدد على ضرورة التحرك الدولي السريع من اجل الاطلاق الفوري لسراح رجل الدين الأرثوذكسي واستعادته حريته حتى يتمكن من الاستمرار في عمله وخدمة رعيته.

وردا على سؤال حول امكانية اتصال المجلس المركزي بالحكومة اليونانية اوضح ابو جابر انه يخدم في كنيسة عربية اصيلة ولذلك لا توجد أي مبررات لاقحام اليونان في مثل هذه القضية.

وطالب رئيس المجلس المركزي المفاوضين الفلسطينيين الذين يلتقون مع الاسرائيليين اثارة قضية اعتقال عطا الله والمطالبة باطلاق سراحه فورا، مؤكدا انه رجل دين وان تصريحاته تهدف لخدمة شعبه وازالة المعاناة عن هذا الشعب المنكوب بالاحتلال والتعنت والغطرسة.

وجاء اعتقال الأرشمندريت عطا الله فيما كان يستعد لحضور مؤتمر يوم الاثنين المقبل في عمان دعا إليه المجلس المركزي للأرثوذكس في فلسطين والأردن للتدارس في امكانية انقاذ البطريركية الأرثوذكسية وأوقافها الواسعة في فلسطين من الوقوع في براثن الاسرائيليين وتصحيح مسار القيادة اليونانية الحالية للكنيسة بقيادة البطريرك إيرونيوس الأول، الذي حاول عزل الأرشمندريت عطا الله من منصبه إرضاء للاسرائيليين.

وقال ابو جابر انه في حال استمرار اعتقال عطا الله فإن المؤتمر سيناقش هذا الامر ويصدر بيانا بشأنه يطالب فيه جميع المعنيين بالعمل على اطلاق سراحه وسراح جميع المعتقلين الفلسطينيين. واختتم بالقول انه آن الاوان لتحرك دولي فاعل للجم حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون من اجل الكف عن ممارساتها التفجيرية للمنطقة بأسرها، منتقدا الصمت العربي والدولي تجاه اعتقال القادة الفلسطينيين امثال مروان البرغوثي وغيره.

وقالت مصادر امنية اسرائيلية ان اعتقال يوحنا جاء بناء على تعليمات من المستشار القانوني للحكومة الاسرائيلية. يذكر ان عطا الله كان قد تعرض لاعتداء جسدي في الأسبوع الماضي على يد مجهولين لم تعرف هويتهم حتى الآن، الا ان الاعتقاد السائد انها كانت محاولة لاسكاته في ظل توجهاته الوطنية والقومية العربية.