نائب عربي يرغم الأمن الإسرائيلي على السماح لوفد سلام فرنسي بزيارة الأراضي الفلسطينية

باريس تحتج على معاملة الوفد وتأخير إقلاع طائرة للخطوط الفرنسية

TT

نجح عصام مخول العضو العربي في الكنيست الاسرائيلي من خلال معركة قضائية ممضة في منع السلطات الإسرائيلية من إبعاد وفد فرنسي من أنصار السلام حل ضيفا عليه يوم الثلاثاء الماضي، باستصدار أمر قضائي من المحكمة العليا في القدس ضد قرار وزارة الداخلية يمنعها من إبعاد الوفد الفرنسي.

وكانت السلطات الإسرائيلية احتجزت في المطار أعضاء الوفد البالغ عددهم 52 شابا وشابة بينهم عدد من الشبان من بلجيكا، بناء على تعليمات من جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) وبعد بضع ساعات من الاحتجاز قررت وزارة الداخلية طرد الوفد واعادته الى باريس على متن الطائرة التي وصل عليها، إلا أن أعضاء الوفد رفضوا الصعود إلى الطائرة التي أرغمتها السلطات الإسرائيلية على تأخير موعد إقلاعها. في هذه الأثناء توجه النائب الشيوعي مخول إلى محكمة العدل العليا واستصدر منها قرارا يمنع وزارة الداخلية من تنفيذ عملية الإبعاد.

وقال مخول في تصريح لـ«الشرق الأوسط» انه اكتشف من خلال «الاتصالات الحثيثة التي اجريتها من المطار مع وزير الامن الداخلي ومع نائب وزير الداخلية ان أيا من الوزارتين لم تتخذ قرارا بمنع دخول الوفد، وان اجهزة الامن «الشاباك» فرضت على وزارة الداخلية اتخاذ هذه الخطوة».

وقال مخول «كان القاضي دروري قد ناقش الموضوع بحضور وزارة الداخلية في المركزية بالقدس واصدر امرا بالسماح للوفد بالبقاء في اسرائيل وتنفيذ برنامجه بما في ذلك زيارة بيت لحم، وفق الانظمة المتعارف عليها ويكون القاضي بذلك وجه صفعة موجعة للانفلات الهستيري التي مارسته سلطات وزارة الداخلية في مطار بن غوريون تجاه انصار السلام الاجانب».

وكانت كتل الليكود وشاس طرحت على جدول اعمال الكنيست في الجلسة غير العادية للكنيست قضية استقبال النائب مخول للوفد الفرنسي وما اسموه مسألة محاربي السلام الفرنسيين. وكان رئيس الائتلاف زئيف بويم طرح الموضوع على الليكود وعبأه بالتحريض الهستيري الدموي على النائب مخول وعلى وفد انصار السلام الفرنسيين متمهما اياهم باللاسامية وبالارهاب والاستفزاز.

من جهة أخرة اجرى السفير الفرنسي لدى اسرائيل اتصالات مع الجانب الاسرائيلي طالبهم فيها بوقف التحريض والاساءة الى انصار السلام الفرنسيين، كما أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بيانا ادانت فيه الاستفزاز الإسرائيلي تجاه المواطنين الفرنسيين واحتجت على احتجاز اسرائيل للطائرة الفرنسية بسبب رفض الوفد الصعود اليها، كما استهجنت قيام السلطات الاسرائيلية باحتجاز الوفد بالرغم من انه دعي الى زيارة المناطق الاسرائيلية والفلسطينية من قبل عضو الكنيست مخول.

واعتبر مخول ان قرار المحكمة يشكل انتصارا للعقل وفي وجه التسيب الهستيري للمؤسسة الإسرائيلية وان إسرائيل الرسمية تخشى قوى السلام وتقاومها محليا وعالميا وان حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون تتصرف بشكل فاشي وبشع وعلى العالم المتنور ان يحاصرها ويخنقها ويعزلها بشكل منهجي.