مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يدعو إلى الفصل من جانب واحد بين إسرائيل والفلسطينيين

TT

القدس المحتلة ـ الوكالات: دعا أمس مجلس الامن القومي الاسرائيلي المكلف بدرس الخيارات الاستراتيجية للدولة العبرية في تقريره الاول الى «فصل احادي الجانب» بين اسرائيل والفلسطينيين، فيما قال رئيس بلدية القدس الإسرائيلي السابق تيدي كوليك أمس انه يجب على اسرائيل ان تعطي الفلسطينيين السيطرة على بعض اجزاء من المدينة ومنها الاماكن الاسلامية المقدسة من اجل احلال السلام في الشرق الاوسط.

واقترح مجلس الامن القومي الاسرائيلي الذي يضم ضباطا كبارا ومسؤولين اقتصاديين ان تقوم اسرائيل «برسم حدودها من جانب واحد» مع الكيان الفلسطيني ما دام الاتفاق مع السلطة الفلسطينية متعذرا.

وفي التقرير الذي حمل عنوان «تقييم الوضع الامني لعام 2002» يعتبر المجلس ان امام اسرائيل ثلاثة خيارات خلال السنوات القليلة المقبلة:

ـ قيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل باتفاق بين الطرفين.

ـ ضم الاراضي الفلسطينية.

ـ فصل من جانب واحد تقرره اسرائيل من دون اتفاق.

ويدعو التقرير الى اعتماد الخيار الثالث. وهو لا يحدد خط الحدود المستقبلية الا انه يشدد على ضرورة ان تأخذ اسرائيل في الاعتبار «الامن والتوزيع السكاني» أي بمعنى آخر الاحتفاظ بمواقع استراتيجية في الاراضي الفلسطينية، مع تجنب زيادة عدد الاقلية العربية عبر ضم مزيد من الاراضي الفلسطينية.

وهو يدعو الى تعزيز السياج الذي يجري العمل حاليا على بنائه في شمال الضفة الغربية قرب الخط الاخضر لاقامة «منطقة فاصلة» فعلية تكون قادرة على منع تسلل الفلسطينيين المسلحين الى اسرائيل.

بموازاة ذلك على الجيش، ودائما حسب التقرير، ان «يواصل محاربة الارهاب في جميع الاراضي» حتى في مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني من دون الاتكال على الشرطة الفلسطينية.

كما يطالب المجلس بـ«مبادرة سياسية اسرائيلية» تستند الى الافكار التي عرضها الرئيس الاميركي جورج بوش. ويربط التقرير بين تدهور الوضع الاقتصادي والانتفاضة الفلسطينية ويعتبر ان اسرائيل لن تخرج من هذه الازمة قبل عودة الهدوء.

ويعكس التقرير مواقف قريبة من مواقف التيار اليميني في حزب العمل وخصوصا مواقف رئيس الحكومة السابق ايهود باراك. وقدم رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي الجنرال عوزي دايان هذا التقرير الى الحكومة الامنية المصغرة الاربعاء الماضي. ومن المقرر ان يترك الجنرال دايان الجيش خلال اسبوعين.

وكان تم انشاء هذا المجلس قبل ثلاث سنوات. وهو مكلف بتقديم تقييمات للاوضاع تضاف الى المعلومات التي تجمعها اجهزة الاستخبارات. الا ان تأثيره بقي محدودا حسب الخبراء.

من جهته قال كوليك (91 سنة) الذي ترأس بلدية القدس لمدة 27 عاما انتهت في 1993 انه سيكون على اسرائيل ان تقدم بعض التنازلات في القدس اذا هي ارادت السلام. وقال لراديو الجيش الاسرائيلي «اعتقد انه يجب علينا ان نتوصل الى اتفاق. وفي اطار مثل هذا الترتيب يجب اعطاؤهم (العرب) شيئا.. لن نحقق الهدوء دون اعطائهم بعض ما يطلبون ان تكون لهم السيطرة عليه ويعتبرونه ارضا عربية».

وجاءت تصريحات كوليك في الوقت الذي اعلنت فيه اسرائيل أمس انها ستسحب تصاريح اقامة اربعة من سكان القدس الشرقية العربية اعتقلوا للاشتباه في اشتراكهم في هجوم وقع في الجامعة العبرية بالقدس الشهر الماضي وادى الى مقتل تسعة من بينهم خمسة اميركيين.

وقال ايلي يشاي وزير الداخلية الاسرائيلي ان سكان القدس الشرقية الاربعة استغلوا حرية الحركة التي يتمتعون بها وعقود العمل التي توفرها لهم بطاقات الاقامة الدائمة في اسرائيل وان الوزارة تنوي الغاءها.

وضمت اسرائيل القدس الشرقية العربية بعد احتلالها في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي. بينما يطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.

واثارت هذه الاعتقالات مخاوف الاسرائيليين من امتداد العنف الى القدس الشرقية. ولم يشارك معظم سكان القدس الشرقية العربية الفلسطينيين وعددهم نحو 200 ألف في الانتفاضة.