مبارك يحمل الشرع رسالة جوابية إلى الأسد حول الشـرق الأوسط وتطـورات العـراق

TT

حمل الرئيس المصري حسني مبارك نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية السوري فاروق الشرع رسالة جوابية الى الرئيس السوري بشار الأسد حول الأوضاع في الشرق الاوسط والتنسيق بين الجانبين في مختلف قضايا المنطقة وتطورات الموقف بشأن العراق رداً على رسالة الأسد التي نقلها الشرع الى الرئيس المصري خلال استقباله له أمس بمدينة مرسى مطروح الساحلية على البحر المتوسط (شمال غربي مصر).

وقال وزير الخارجية المصري احمد ماهر الذي حضر المقابلة للصحافيين ان الرسالة الجوابية تحمل رأي الرئيس مبارك في الأوضاع الحالية وتؤكد على أهمية وقف الأعمال العدوانية الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني واحترام الشرعية الدولية مما يقتضي الالتزام بالقرارات والاتفاقيات الموقعة وانسحاب اسرائيل من أراضي السلطة الفلسطينية التي احتلت منذ 28 سبتمبر (ايلول)، واستئناف المفاوضات من أجل استكمال الانسحاب الى حدود 4 يونيو (حزيران) 1967 على جميع الجبهات كأساس لتسوية ترتكز على قيام الدولة الفلسطينية وتحقيق السلام الدائم وفقا للمبادرة العربية التي اقرتها قمة بيروت بالاجماع. واضاف ماهر انه تم الاتفاق على استمرار التنسيق بين البلدين تحقيقا للأهداف العربية.

وكان ماهر قد قطع اجازته الصيفية للقاء مع الوزير السوري فاروق الشرع مساء أول من امس بمطار مرسى مطروح وعقد معه جلسة مباحثات تركزت حول قضية العراق. وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» ان الشرع نقل الى ماهر خلال مباحثاتهما مخاوف سورية من التهديدات الاميركية بضرب العراق ومن ان تنجح في تنصيب نظام حكم جديد في بغداد موال لاميركا مثلما فعلت في افغانستان.

وأشارت المصادر الى ان ماهر والشرع اتفقا على ضرورة اتخاذ موقف عربي موحد في اجتماعات مجلس الجامعة العربية يومي 4 و5 سبتمبر (ايلول) المقبل ضد ضرب العراق. وأوضحت المصادر ان رسالة الرئيس بشار الأسد الى الرئيس مبارك أكدت دعم سورية لكل من مصر والسعودية في مواجهة الحملات الاميركية الأخيرة على البلدين وتضمنت افكاراً بضرورة التنسيق بين البلدان الثلاثة خلال الفترة المقبلة وصولا الى عقد قمة ثلاثية بعد الانتهاء من اجتماعات وزراء الخارجية العرب واجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تعقد منتصف سبتمبر المقبل.

وكان نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية السوري فاروق الشرع قد وصل الى مصر مساء أول من أمس في زيارة قصيرة استغرقت بضع ساعات قادما من جدة.

ويأتي استقبال الرئيس مبارك لوزير الخارجية السوري في اطار الاتصالات والمشاورات التي يجريها الرئيس مبارك على المستويات العربية والاقليمية والدولية لتهدئة الأوضاع في الاراضي الفلسطينية المحتلة على ضوء التصعيد الاسرائيلي وممارسات القوات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين.

ورغم انه لم يصدر عن اللقاء أي بيان رسمي سوى تقديم مقتضب لوزير الخارجية المصري أحمد ماهر الا ان «الشرق الأوسط» علمت ان زيارة وزير الخارجية السوري فاروق الشرع للقاهرة ولقاءه بالرئيس المصري حسني مبارك يندرج في إطار الاتفاق على موقف ثلاثي مصري ـ سعودي ـ سوري مشترك (الترويكا العربية) في مواجهة الحملات الاميركية ضد مصر والسعودية في الفترة الأخيرة، وخلق موقف عربي مؤازر للبلدين فضلا عن دراسة التهديدات الاميركية للعراق بهدف الاتفاق على موقف عربي موحد ضد الضربة المتوقعة واقناع كل الدول العربية بعدم تقديم أية مساعدات لوجيستية للقوات الاميركية والعمل على ضرورة تبني موقف عربي خلال اجتماع مجلس الجامعة العربية المقرر يومي 4 و5 سبتمبر المقبل بحيث يصدر قرار جماعي رافض للتهديدات الاميركية للعراق أو أي دولة عربية.

وأشارت المصادر الى ان الشرع نقل الى الرئيس المصري حسني مبارك نتائج الاتصالات التي جرت على مستوى رفيع في الفترة الأخيرة بين سورية والعراق وطبيعة الموقف السوري في حالة تعرض العراق للضرب من الولايات المتحدة.

ويذكر ان لقاء الشرع مع مبارك يأتي بعد اسبوع من زيارة للوزير السوري لنيودلهي سلم خلالها رسالة من الرئيس الأسد لرئيس وزراء الهند أتال بيهاري فاجيايي كما أجرى محادثات مع وزير خارجية الهند باشوانت سينها حول الاوضاع المتدهورة بالنسبة للقضية الفلسطينية والوضع في العراق. وأكد الجانبان اتفاقهما على معارضة أي هجوم عسكري ضد العراق وان تغيير القيادة العراقية قضية يقررها الشعب العراقي. ومن ناحية أخرى تقرر تأجيل اجتماع الرئيس مبارك مع طلاب الجامعات المصرية للمرة الثانية الى يوم الثلاثاء المقبل بدلا من الأحد.