المجلس المصري للشؤون الخارجية يؤكد عقد لقاء لأعضائه مع بيريس خلال الشهرين المقبلين بالقاهرة

TT

أكد رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير محمد شاكر ان امكانية عقد لقاء لأعضاء المجلس مع وزير الخارجية الاسرائيلي شيمعون بيريس مازال قائما ومقررا عقده خلال الشهرين المقبلين استكمالا لحوار كان قد بدأ خلال زيارة بيريس الأخيرة للقاهرة على هامش لقائه مع الرئيس المصري حسني مبارك. ونفى شاكر في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» خروج المجلس المصري للشؤون الخارجية كمنظمة أهلية عن اجماع المنظمات الأهلية والشعبية المصرية التي ترفض تطبيع العلاقات مع اسرائيل وتفرض مقاطعة عليها، موضحا ان اللقاء مع بيريس «يستهدف ابلاغه بوجهة نظرنا وهي بالطبع تتفق مع رؤية كافة المؤسسات والتجمعات الشعبية الأهلية المصرية».

وأشار الى ان الحديث مع وزير الخارجية الاسرائيلي لن يقتصر على المسار الفلسطيني، وسيتناول كافة المسارات الأخرى. وعن جدوى عقد مثل هذا اللقاء في التوقيت الحالي ومدى انعكاسه على سياسات اسرائيل واحتمالات احداث تغيير فيها قال رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية انه من المهم ان يستمع بيريس أو أي مسؤول اسرائيلي إلينا وان ينقل وجهة نظر الشارع والرأي العام المصري الى حكومة وشعب اسرائيل، كما استمع الى وجهة نظر الحكومة المصرية خلال لقائه مع الرئيس ووزير الخارجية، مشددا على انه من المهم أن يعرف بيريس وحكومته حجم السخط والغضب المصري حكومة وشعبا تجاه سياسات حكومة اسرائيل، وانه لن يحدث سلام أو استقرار أو تطبيع للعلاقات ما دامت تلك السياسات التي تنتهجها حكومة اسرائيل قائمة بدون تغيير وابلاغ رسالة محددة اليهم مفادها انهم لن ينجحوا في فرض السلام وفقا لمخططاتهم واستراتيجيتهم على العرب بصفة عامة والفلسطينيين بصفة خاصة بدون ان يقوم هذا السلام على توازن الحقوق والالتزامات وتلبية مصالح كل الأطراف.

وعما اذا كان هذا الحوار قد جاء بناء على رغبة بيريس بهدف تحسين صورته أو صورة حكومته، قال رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية «اننا لسنا مطالبين بذلك ولن نقوم بمهمة تبييض وجه اسرائيل وحكومتها ولكن دورنا كمؤسسة سياسية أهلية ان ننقل نبض الشارع المصري الى تلك الحكومة لعلها تستمع الى صوت العقل وتعيد النظر في سياساتها ونهجها وتتراجع عن تلك الممارسات والسياسات». وأضاف شاكر قوله ان المجلس يضم عناصر وشخصيات من مختلف التخصصات، وبالتالي يعتقد ان مثل هذا التجمع يعبر عن موقف عام لجموع الشعب المصري الرافض لسياسات حكومتها. وأضاف ان «اللقاء والحوار بين المجلس وبيريس يأتي تلبية لرغبة الطرفين وان كل منهما سعى الى الآخر حيث ان بيريس سعى للتحاور واللقاء مع جزء من المثقفين المصريين، ولم تتح زيارته القصيرة للقاهرة اتمام لقاء موسع فكان الرأي ان يلتقي بأعضاء المجلس المصري للشؤون الخارجية كما سعى المجلس من جانبه لاجراء هذا الحوار بغرض نقل وجهة نظره التي هي وجهة نظر المصريين الى حكومة شارون».

وعما اذا كان اللقاء مع بيريس يمثل حرجا للمجلس خاصة انه ـ الوزير الاسرائيلي مجرم مذبحة قانا ـ لم يخف قبل ساعات قليلة من زيارته السابقة للقاهرة أمنياته بأن يرى عرفات مقتولا، قال شاكر انه «من أجل ذلك أردنا اللقاء والحوار حتى نسمعه وجهة نظرنا تجاه كل هذه القضايا وليس من أجل ان نستمع إليه أو لحججه ومبرراته التي نعرفها ونرفضها».