إدارة بوش تحدد 6 دول كمصدر خطر رئيسي في مجال الحرب المعلوماتية

TT

صرح مسؤول اميركي بارز بأن ادارة الرئيس جورج بوش ضاعفت من المناقشات حول كيفية التعامل مع حرب محتملة في الفضاء المعلوماتي اثر تزايد الادلة على قيام حكومات اجنبية باستكشاف البنيات الاساسية الرقمية للولايات المتحدة خلسة ربما تمهيدا لشن هجوم ضد الولايات المتحدة على هذه الجبهة.

وقال ريتشارد كلارك، مدير مكتب امن الفضاء المعلوماتي، ان الحكومة بدأت بالفعل اعتبار بعض الدول الاكثر خطرا على أمن شبكات الكومبيوتر اثر العديد من عمليات الاقتحام المشبوهة التي استهدفت شبكات فيدرالية. واضاف كلارك خلال لقاء مع صحافيين من «واشنطن بوست»، ان ثمة مجموعات ارهابية ترغب في شن هذا النوع من الهجوم على الولايات المتحدة، من ضمنها تنظيم «القاعدة»، لكنه اكد ان مصدر الخطر الرئيسي والحقيقي يكمن في مجموعة متخصصة في حرب المعلومات تتكون من خمس او ست دول.

وكان البيت الابيض قد استدعى الاسبوع الماضي جريجوري راتراي، وهو ضابط بسلاح الجو ومؤلف كتاب «الحرب الاستراتيجية في الفضاء المعلوماتي»، للمساعدة في تحديد القضايا القانونية والاخلاقية المحيطة بالهجمات المعلوماتية. وكانت مجموعة من المتخصصين في التسلل الى شبكات الكومبيوتر قد حاولت عامي 1999 و2000 الحصول على عشرات من الوثائق الداخلية التي وصفت بأنها «حساسة لكنها غير سرية» من مختبرات لوس آلموس وليفرمور ووزارة الدفاع (البنتاغون).

وتمكن المحققون من تتبع آثار المتسللين الى ان اوصلتهم الى احدى الدول، بيد ان حكومة الدولة المعنية نفت أي تورط لها في ما حدث.

ومنذ ذلك الحين، توقفت محاولات الاقتحام بصورة مفاجئة. وأشار كلارك الى ان مسؤولين اميركيين يعتقدون ان حكومة اجنبية ربما ساعدت في إطلاق فيروس «ريد كود» الذي اختطف 314000 جهاز خادم العام الماضي ووجهها لشن هجوم على اجهزة كومبيوتر البيت الابيض.

وكان كلارك، الذي يرفع تقاريره الى وزير الامن الداخلي، توم ريدج، ومستشارة الامن القومي، كوندوليزا رايس، قد ظل يعمل خلال الشهور التسعة السابقة على إعداد خطة تشارك فيها الحكومة والشركات الخاصة والأفراد تهدف الى صد أي هجمات مستقبلية، ومن المقرر توضيح جوانب هذه الخطة الشهر المقبل في سيليكون فالي.

وأشار كلارك الى ان الكثير من الاشخاص يدخلون شبكة الانترنت بدون ان يدركوا ان اجهزتهم مفتوحة أمام المتسللين. واضاف ان الهدف الاساسي لا يتركز في منع هذه الهجمات بل مقاومتها وصدها.

وأوضح كلارك ان الولايات المتحدة حققت بعض التقدم منذ هجمات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي في تعزيز دفاعاتها، بيد ان عملية سد الكثير من الثغرات تتطلب سنين من العمل. كما اشار الى ان الحكومة بصدد دراسة احتمال إخراج بعض اجهزة الكومبيوتر الحساسة من الشبكة او ادارة شبكة منفصلة لها.

وزاد بعض الهيئات الفيدرالية من الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات خلال السنة المالية الحالية التي بدأت في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي بزيادة وصلت الى 64 في المائة مقارنة بالعام السابق. كما وضعت الشركات الرئيسية لإنتاج برامج الكومبيوتر، مثل «مايكروسوفت» و«اوراكيل كورب»، الجانب الامني في صدارة قائمة اولوياتها، حسبما اوضح كلارك. وفي نفس الوقت قال كلارك ان المزيد من الدول، وخصوصا الاكثر فقرا، بات يعرف فوائد فيروسات شبكات الكومبيوتر كحرب تقليدية. وأشار الى قلة تكاليف هذا النوع من الهجمات مقارنة ببرنامج نووي، على سبيل المثال، كما انه من السهل إخفاء التحركات ومحاولات الاقتحام والهجوم. واحتمال تعرض الولايات المتحدة لهجوم معلوماتي دفع الحكومة الى استكشاف مدى استخدام التكنولوجيا في الحرب. وتجدر الاشارة الى ان الاستخدام العسكري في المجال المعلوماتي لا يزال قاصرا بصورة كبيرة على الجانب الدفاعي او جمع المعلومات. وبعيد الحملة العسكرية ضد يوغوسلافيا عام 1999، كشف الجنرال هنري شيلتون، رئيس هيئة الاركان المشتركة، النقاب عن ان الجيش الاميركي شوش على شبكات الكومبيوتر الصربية خلال عمليات القصف. بيد ان كلارك اوضح ان الولايات المتحدة ليست على استعداد بعد للمشاركة في هجوم لتدمير نظم وشبكات كومبيوتر اخرى.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»