أسرى طالبان المختنقون في حاويات دستم لعقوا عرق بعضهم .. عطشا

TT

دانت الحكومة الافغانية امس قتل مئات من اسرى طالبان في شمال افغانستان في اواخر العام الماضي، خلال الحملة الاميركية لاقصاء طالبان عن السلطة، ولكنها لم تشر الى تعهدها باجراء تحقيقات في الامر. وطبقا لمجلة «نيوزويك» الاميركية ومنظمات غربية مدافعة عن حقوق الانسان فإن الاسرى وضعوا في حاويات واختنقوا داخلها، ودفنوا في ما بعد في مقابر جماعية بعدما اسرتهم المليشيات الافغانية العاملة مع الولايات المتحدة لمواجهة طالبان.

واشار تقرير للامم المتحدة الى ان الاسرى كانوا يلعقون عرق بعضهم بعضاً لارواء عطشهم في الحاويات المغلقة، وتعرض السائقون الى الضرب على يد رجال المليشيات لمحاولتهم ثقب الحاويات للسماح بدخول الهواء. وقد صدر هذا التقرير بعد التحقيقات التي اجرتها الامم المتحدة في شهر مايو (ايار) الماضي، التي كشفت عن ادلة على وجود اعداد كبيرة من الجثث في مقابر جماعية في المنطقة ذاتها. واشار متحدث باسم الممثل الخاص للامم المتحدة في افغانستان الى «اجراء تحقيقات شاملة» في عمليات القتل، قائلا ان التحقيقات المبدئية للامم المتحدة اكدت ان ثلاثة اشخاص عثر على جثثهم في مقبرة جماعية في داشت الليلي، وهي بلدة في اقليم جوزجان، ماتوا مخنوقين.

غير ان المسؤولين في الامم المتحدة ذكروا ان التحقيقات يجب ان تتم على يد السلطات الافغانية وان دور الامم المتحدة محدود بدعم مثل هذا الجهد. وذكر بيان صدر عقب اجتماع مجلس الوزراء الافغاني امس ان الحكومة الافغانية «تدين بشدة هذا العمل الاجرامي». وتعهدت بأنها ستتعاون «بكل جدية» مع اي جماعة لحقوق الانسان او غيرها من المنظمات التي تحقق في هذا الامر. ولكنها لم تشر الى انها ستجري تلك التحقيقات بنفسها.

واعرب وزير الدفاع الافغاني محمد فهيم عن شكه عن بدفن مئات من سجناء طالبان في سجون جماعية. وقال: «انا لا اصدق تلك الاشاعات التي ترددت عن اكتشاف مقبرة جماعية تحتوي على عدة مئات من الجثث». واكد انه «على اتصال بمراكز مسؤولة» في المنطقة لتقييم الوضع.

ويذكر ان فهيم دان تحالف الشمال الذي قاتل الى جانب الولايات المتحدة والمليشيا التي يقودها الجنرال عبد الرشيد دوستم، وهي ميليشيا متهمة بارتكاب تلك الانتهاكات. ولايزال دوستم يسيطر على تلك المنطقة في شمال افغانستان بالقرب من مزار الشريف.

وذكر متحدث باسم وزارة الخارجية الافغانية ان العديد من الضحايا دفنوا في المنطقة خلال السنوات الاخيرة من المعارك في شمال افغانستان، ومن غير الواضح من الذي دفن في تلك المقابر ومتى دفن. وقال المتحدث عمر صامد: «نحن نعارض كل انتهاكات لحقوق الانسان وقعت هناك، وسندرس الوضع». ولكنه اضاف: «في العقدين الماضيين وقعت مثل تلك الانتهاكات في نفس المنطقة، وعلى السلطات التأكد من هوية الضحايا».

ودعت هيئة حقوق الانسان في افغانستان الى حراسة موقع المقبرة لكي يتم التأكد من «عدم تغيير الوضع عمدا». وقد حدثت الوفيات في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما كانت الميليشيات الافغانية تنقل مئات من مقاتلي طالبان الذين استسلموا في اقليم قندوز الى بلدة شبرجان في اقليم جوزجان، حيث كان يتم احتجاز مجموعات اخرى هناك. والمنطقة خاضعة لسيطرة دوستم، الذي امرت قواته بوضع السجناء في الحاويات.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»