عادت غيوم الخلافات الى افق العلاقات بين روسيا وبيلاروس (روسيا البيضاء) مجدداً اثر ما اسمته مصادر روسية بـ«الاهانات الشخصية» التي وجهها رئيس روسيا البيضاء الكسندر لوكاشينكو الى نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وكان لوكاشينكو قد انتقد سياسات بوتين وموقفه من الوحدة الاندماجية بين البلدين، في حضور محمد علي محمدوف رئيس داغستان احدى جمهوريات الاتحاد الروسي. وتعليقا على ما طرحه بوتين حول انضمام روسيا البيضاء الى الاتحاد المقترح مع روسيا من خلال ضم اقاليمها ومقاطعاتها السبعة الى روسيا، لبناء الدولة الاتحادية وفق بنود دستور روسيا، قال لوكاشينكو: «حتى لينين وستالين لم يفكرا يوما في تقسيم جمهوريتنا الى مقاطعات لضمها على مثل هذا النحو الى الاتحاد السوفياتي»! وانتقد لوكاشينكو ما سبق وطرحه بوتين حول تطوير العلاقات بين البلدين، على غرار ما يجري بين بلدان الاتحاد الاوروبي، معتبراً ذلك مسألة تقف على طرفي نقيض مع قناعاته، ومع المعاهدة الاتحادية التي وقعها مع القيادة الروسية السابقة ابان سنوات حكم بوريس يلتسين.
ويذكر ان لوكاشينكو سبق ان استقبل يلتسين في يونيو (حزيران) الماضي على نحو بدا وكأنه محاولة لاعادته الى الاضواء، وانتزاع مباركته لسياسات ومواقف رئيس روسيا البيضاء تجاه المسألة الاتحادية. ورغم اتساع هذه الخلافات بين لوكاشينكو والمعارضة السياسية في بلاده فقد رأت الاخيرة في تصريحات القيادة السياسية ضوءاً اخضر، دفعها الى الخروج الى شوارع العاصمة مينسك احتجاجاً على ما اسمته تحويل بيلاروس الى «احد روافد الامبراطورية العدوانية». وقامت رموز المعارضة بتمزيق صور بوتين تحت وقع الهتافات التي تنادي «تحيا بيلاروس».