غادر موسكو امس قاصدا فلاديفو ستوك في الشرق الأقصى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اطار جولة تستغرق سبعة ايام يلتقي خلالها زعيم كوريا الشمالية كيم جونج إيل. وقال مصدر روسي ان اللقاء المرتقب بين الزعيمين يهدف لاستيضاح ابعاد مواقف الجانبين تجاه استئناف الحوار بين بيونج يانج ومختلف اطراف الساحة الدولية، وفي مقدمتها واشنطن وسيول وطوكيو. واشار الى ان موسكو تواصل بنشاط القيام بدور الوساطة بين كوريا الشمالية وهذه العواصم من اجل نزع فتيل التوتر في منطقة شبه الجزيرة الكورية من جانب، واحتواء ما سبق أن اعلنته واشنطن حول اعتبار بيونج يانج أحد اقطاب محور الشر من جانب آخر. وبهذا الصدد يقول الروس ان بوتين يكاد يكون الزعيم الوحيد الذي يواصل لقاءاته الدورية مع زعيم كوريا الشمالية، الى جانب الاتصالات المستمرة بين ممثلي البلدين على شتى المستويات، مما أسفر عمليا عن الكثير من التحولات في سياسات كوريا الشمالية على الصعيدين الداخلي والخارجي.
ولعل ذلك تحديدا هو ما يفسر حرص موسكو على التمسك بنهج اعلاء المصالح الاقتصادية المشتركة سبيلا لبلوغ الأهداف السياسية. ومن ذات المنظور تبدو اهمية اهتمام الجانبين بالمشاريع المشتركة، مثل بناء خط السكة الحديدية الذي يربط الشرق الأقصى بأوروبا عبر كل اراضي روسيا الاتحادية، فضلا عن مختلف مشروعات التعاون في مجالات الطاقة والنفط والغابات والصناعات البحرية.