قوات الاحتلال تصل إلى مسافة 200 متر من مقر الرئيس عرفات في غزة

الجيش الإسرائيلي يزعم أن الاقتحام جاء لإحباط محاولة لتهريب كمية كبيرة من السلاح

TT

في اكبر عملية توغل شهدتها مدينة غزة منذ انطلاقة الانتفاضة، شنت اسرائيل هجوما بريا وبحريا وجويا على المدينة في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية. فقد اقتحمت 15 دبابة للاحتلال حي الشيخ عجلين الساحلي وقصفت طائرات هليكوبتر من طراز اباتشي الاميركية الصنع بقصف المنطقة من الجو، في الوقت الذي كانت فيه سفن سلاح البحرية الاسرائيلية تصلي الساحل بنيران رشاشاتها.

وواصلت قوات الاحتلال توغلها غير المسبوق ووصلت الى منطقة الشاليهات التي تبعد مائتي متر فقط عن مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في المدينة الذي يطلق عليه المنتدى، كما كانت دبابات الاحتلال على بعد عشرات الامتار فقط عن المقر الرئيسي لجهاز الامن الوقائي في قطاع غزة. وادى القصف الى اصابة محول للكهرباء الامر الذي ادى الى انقطاع التيار الكهربائي عن جميع مناطق غزة.

وادعى الناطق بلسان قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال ان الهجوم جاء لاحباط عملية تهريب كميات كبيرة من الاسلحة لغزة عن طريق البحر الذي كان هائجا بشكل خاص في تلك الليلة، الامر الذي اعاق قدرة سفن خفر السواحل الاسرائيلية اكتشاف عملية التهريب.

واثر التوغل المفاجئ اتخذ العشرات من المقاومين الفلسطينيين تحصينات في الضواحي الغربية للمدينة تحسبا لمواصلة دبابات الاحتلال تقدمها شمالا وشرقا، بينما فر المئات من سكان المنطقة من النساء والاطفال.

وجاءت هذه التطورات في اعقاب قيام مسلحين فلسطينيين باطلاق قذيفة هاون على احدى المستوطنات في تكتل غوش قطيف غرب مدينة خان يونس.

في تطور اخر قتل فلسطيني برصاص الاحتلال قرب مستوطنة تل قطيف بين دير البلح وخان يونس. وذكر شهود عيان ان محمد بركة وهو تاجر خضار قتل عندما اطلق عليه جنود الاحتلال النار وهو يحاور احد اصحاب المزارع في المنطقة لشراء صناديق خضار. وذكرت مصادر طبية فلسطينية ان بركة اصيب في منطقة اسفل الجمجمة بعيار ناري من نوع «الدمدم» المتفجر. وكان طفل فلسطيني من مخيم خان يونس قد اصيب بجراح عندما قصفت قوات الاحتلال المخيم بالرشاشات فجر امس. وردت المقاومة الفلسطينية بقصف احدى المستوطنات المجاورة بقذائف الهاون.

وفي الضفة الغربية داهمت قوات الاحتلال منزل سيف دلة المصور بوكالة الانباء الفلسطينية «وفا»، وعبث الجنود بمحتويات المنزل. وقال سيف ان احد الضباط نصحه بتغيير مهنته حتى لا يكون مصيره كمصير عماد ابو زهرة المصور الفلسطيني الذي قتل في جنين. واضاف انه اكتشف بعد مغادرة الجنود انهم سرقوا مصاغا لزوجته يقدر بـ1500 دينار اردني الى جانب الهاتف الجوال. وداهمت قوات الاحتلال مجددا بلدة حلحول في منطقة الخليل واعتقلت اربعة من سكانها ليصل عدد الذين تم اعتقالهم من البلدة 56 معتقلا خلال اغسطس (آب) الجاري.