استطلاع بريطاني للرأي: معارضو الحرب ضد العراق من كل الأحزاب وفي ازدياد

TT

أعرب ناخبو حزب العمال البريطاني الحاكم عن معارضتهم لتوجيه ضربة أميركية للعراق، وطالبوا رئيس الوزراء توني بلير بعدم دعم هذا العمل العسكري المحتمل، حسبما جاء في استطلاع للرأي نشرت صحيفة «الغارديان» امس نتائجه التي ستتسبب في مزيد من الاحراج للحكومة البريطانية، خصوصاً أن مؤتمرين للحزب الحاكم ولاتحاد نقابات العمال سيعقدان الشهر القادم.

ويشير الاستطلاع الى عدم تأييد غالبية البريطانيين، بمن فيهم أنصار الاحزاب الرئيسية الاخرى للحملة المفترضة، ويؤكد ارتفاع نسبة المعارضين البريطانيين للضربة بصورة ملحوظة عنها قبل ستة اشهر. واُعلنت نتائج الاستطلاع في وقت تتسع فيه الفجوة بين واشنطن ولندن، لا سيما في ما يتعلق بعودة مفتشي الامم المتحدة الى العراق.

وأظهر الاستطلاع ان 52% ممن دأبوا دائماً على التصويت لحزب العمال الحاكم يعتقدون أن حكومتهم العمالية ينبغي ألا تساهم في دعم الحملة الاميركية المفترضة. أما الناخبون العماليون الذين عبروا عن تأييدهم للإجراء المحتمل فكانت نسبتهم 35%. ويشير الفارق بين المؤيدين والمعارضين الى تنامي التذمر في اوساط الحزب وأنصاره بصورة ملموسة، إذ كانت نسبة المعارضين العماليين 46% والمؤيدين 43% في مارس (آذار) الماضي حسب استطلاع أجرته «الغارديان» في حينه.

واللافت ان نصف ناخبي حزب المحافظين المعارض (49 بالمائة) المشاركين في الاستطلاع، أعربوا عن معارضتهم للعمل العسكري الذي تؤيده قيادتهم بقوة. أما أنصار حزب الديمقراطيين الاحرار، وهو ثالث أكبر الاحزاب البريطانية، فقد أكد 66% منهم عدم اقتناعهم بالذرائع الاميركية لضرب العراق.

وفي هذا السياق، قال 52% من المساهمين في الاستطلاع من أنصار الاحزاب الرئيسية الثلاثة ان الرئيس الاميركي جورج بوش ينتهج سياسة خاطئة حيال العراق. ولم تزدْ نسبة المؤيديين لطريقة تعاطي بوش وبلير مع الأزمة العراقية عن 21%، فيما قال مساهمون بلغت نسبتهم مجرد 4% ان من الضروري مساندة الاميركيين مع أنهم على خطأ. والجدير بالذكر ان الاستطلاع أُجري بين 23 و25 الشهر الجاري، وشارك فيه 1003 بريطانيين.

ومن ناحية ثانية، شدد وزير الخارجية البريطاني جاك سترو أول من امس على وجوب إعطاء مفتشي الامم المتحدة فرصة لاستئناف عملهم في العراق قبل اتخاذ قرار بصدد الضربة العسكرية. وأكد في مقابلة أجرتها معه هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إن عودة المفتشين «بلا شروط او قيود» ستسمح بالتأكد من وجود «تهديد مستمر» مصدره ترسانة الاسلحة العراقية او من عدم وجوده. واعتبر ان إفادة المفتشين «ستضعنا في موقع نكون قادرين معه على اتخاذ القرار بخصوص العمل العسكري».

ولفت مراقبون بريطانيون الى أن موقف سترو يتناقض مع وجهة نظر نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني الذي دعا أخيراً الى «عمل وقائي» ضد العراق بغض النظر عن عودة المفتشين، معتبراً أن الرئيس العراقي صدام حسين قد رفض سلفاً «نظام تفتيش مقنع»