خاتمي يحذر واشنطن من هجوم على بلاده ويندد بتعليق صدور صحف إيرانية إصلاحية

TT

طهران ـ وكالات الأنباء: حذر الرئيس الايراني محمد خاتمي أمس بشدة الحكومة الاميركية من اي هجوم على ايران، مشيرا الى ان مثل هذا الامر سيضر «بالمصالح الاميركية والمنطقة والعالم كله».

وقال خاتمي في مؤتمر صحافي ان «الادارة الاميركية متطرفة وتتسم بنزعة الى الحرب».

وعلى الصعيد الداخلي ، ندد خاتمي بتعليق صدور صحف ايرانية ومحاكمة المعارضين امام القضاء المحافظ.

وفي تحذير للولايات المتحدة ، عبر خاتمي عن امله في «الا ينجروا (الاميركيون) الى هذا الشر» اي الهجوم على ايران، محذرا من ان ذلك «سيضر ليس بالمصالح الاميركية فحسب انما ايضا بالمنطقة وبالعالم كله»، دون ان يوضح ماهية هذا «الضرر».

وأضاف خاتمي «انني احذرهم بألا يقوموا بامر يعود عليهم بالضرر لأن الهجوم على ايران لا يعني ايران فقط بل يزيد من انعدام الامن في المنطقة وفي كل مكان» في العالم. وقال: «لن نعطيهم ذريعة ولكن اذا قاموا بأي عمل ضدنا فانني اؤكد ان الشعب والحكومة سيكونان مصممين على الدفاع عن استقلال البلاد وسلامة اراضيها». ومن جهة اخرى، اعتبر خاتمي اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) 2001 بأنها «حادث رهيب». وقال «كنت من بين الاوائل الذين دانوها وكان يمكن ان يشكل ذلك مناسبة لتغيير المقاربة العالمية للارهاب والعنف لكن هذه الفرصة لم يتم انتهازها مع الاسف». واعتبر خاتمي ان اي تدخل اميركي عسكري في العراق «سيشكل سابقة خطيرة يمكن ان تهدد الامن في العالم».

وعلى الصعيد الداخلي، ندد خاتمي بتعليق صدورالصحف ومحاكمة المعارضين امام القضاء المحافظ.

وقال في مؤتمره الصحافي ان «بعض قرارات تعليق صدور الصحف وبعض الاعتقالات والمحاكمات الاخيرة ليست مقبولة بكل تأكيد» مشيرا الى ادانة 33 مسؤولا وعضوا في حركة تحرير ايران في أواخر يوليو (تموز) الماضي.

وبدون توجيه انتقاد صريح للجهاز القضائي ـ الذي يهيمن عليها المحافظون ـ قال خاتمي «ان الكثير من هذه الاعمال جاءت متعارضة مع الدستور ونحن نعترض عليها». واضاف ان «الدستور ينص على سبيل المثال ان يحاكم المتهمون بجرائم سياسية وصحافية امام محاكم مختصة في حضور هيئة قضائية».

وكان 33 من مسؤولي واعضاء «حركة تحرير ايرا»ن الاسلامية الوطنية والتقدمية قد احيلوا الى محكمة ثورية في طهران حكمت عليهم في 27 يوليو (تموز) الماضي بعقوبات بالسجن من بينها خمس عقوبات بالسجن ثماني سنوات او اكثر.

وأمس ايضا امر القضاء الايراني بتعليق صدور الاسبوعية الاصلاحية «نامه قزوين» (رسالة قزوين) كما ذكرت وكالة الانباء الايرانية، بعد ان اتهمها بـ«نشر اكاذيب وتوجيه اهانات الى اشخاص معنويين وقانونيين» وبـ«اثارة البلبلة بين الرأي العام».

ونقلت الوكالة عن مدير الاسبوعية على شهروزي انه «لم يتلق بعد كتابة الامر بتعليق» الصحيفة و«ليس على علم بتفاصيل هذه الاتهامات».

ومنذ ابريل (نيسان) 2000 قرر القضاء الايراني تعليق صدور 83 مطبوعة من بينها 25 صحيفة يومية (واحدة منها اوقفت نهائيا)، اخرها كانت صحيفة نوروز الناطقة بلسان جبهة المشاركة ـ الحزب الاصلاحي الرئيسي الذي يتزعمه محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس محمد خاتمي ـ كما امر القضاء باعتقال حوالي 20 صحافيا.