العاهل المغربي يستقبل الوزير الأول الصيني والرباط وبكين توقعان على خمس اتفاقيات للتعاون

TT

استقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس أمس في الديوان الملكي بالرباط الوزير الأول الصيني زو رونغجي الذي يقوم بزيارة رسمية للمغرب.

وخلال هذا الاستقبال كان رونغجي مرفوقا بزينغ بيان رئيس لجنة الدولة في التخطيط والتنمية وليو هياكي رئيس المكتب المركزي للشؤون الخارجية، ويانغ جينغ يو، مدير مكتب الشؤون التشريعية لمجلس شؤون الدولة، ووي ليكان رئيس مكتب الأبحاث لمجلس شؤون الدولة، وكسيونغ زهانكي سفير جمهورية الصين الشعبية بالرباط.

حضر الاستقبال محمد بن عيسى وزير الخارجية والتعاون المغربي، والطيب الفاسي الفهري كاتب الدولة (وزير الدولة) في الشؤون الخارجية والتعاون.

ووقع المغرب والصين أول من أمس على خمس اتفاقيات تعاون. وتتعلق هذه الاتفاقيات التي وقعها عن الجانب المغربي الطيب الفاسي الفهري كاتب الدولة في الشؤون الخارجية والتعاون، وعن الجانب الصيني زينغ بيان رئيس لجنة الدولة في التخطيط والتنمية، ويانغ وينشانغ نائب وزير الشؤون الخارجية باتفاقية للتعاون الاقتصادي والتقني بخصوص قرض بدون فائدة بمبلغ حوالي 40 مليون درهم (الدولار يساوي نحو 10.5 درهم)، واتفاقية حول تبادل الرسائل بخصوص استعمال القرض الموقع بتاريخ 5 فبراير (شباط) 2002 بمبلغ 6.7 مليون درهم، لتمويل إعداد خرائط جيوكيميائية بمنطقة كولميم ـ السمارة.

اما الاتفاقيات الثلاث الأخرى فتتعلق باتفاقية حول تبادل الرسائل بخصوص هبة صينية للمغرب على شكل معدات واتفاقية بشأن تفادي الازدواج الضريبي الموقعة بالاحرف الاولى في بكين بتاريخ 26 أبريل (نيسان) 2002 واتفاق في ميداني التعمير والاسكان بين الوزارتين المعنيتين بكلا البلدين.

وقبل التوقيع على هذه الاتفاقيات كان الوزيران الاولان المغربي والصيني قد عقدا محادثات على انفراد تلتها جلسة عمل موسعة بين الجانبين حضرها عدد من الوزراء المغاربة والصينيين.

وقال اليوسفي في تصريح للصحافة عقب حفل التوقيع إن الزيارة التي يقوم بها الوزير الاول في مجلس الدولة بجمهورية الصين الشعبية للمغرب تأتي بعد أربع سنوات من أول زيارة لوزير أول مغربي للصين وكذلك بعد زيارة الرئيس الصيني جيانغ زمين للمغرب وزيارة الملك محمد السادس للصين.

وأضاف ان المحادثات التي أجراها مع المسؤول الصيني أبانت ان العلاقات السياسية بين البلدين «ممتازة» وان هناك علاقات «صداقة وتضامن حقيقية» بين البلدين اللذين «يتبادلان دائما مواقف المساندة والتضامن».

وقال اليوسفي «نحن نناصر الوحدة الصينية أي دولة الصين الواحدة ونرفض جميع الكيانات المصطنعة أو المستعمرات المتبقية في التراب الصيني ونقف دائما بجانب الصين في المحافل الدولية كلما كانت مصالحها مستهدفة، لذلك فصداقتنا هي حقيقة ثابتة والزيارات التي قام بها المسؤولون في السنوات الاخيرة عززت هذه الصداقة واليوم نضع لبنة أخرى في تعزيزها».

ومن جهته، قال الوزير الاول الصيني ان المحادثات التي أجراها مع نظيره المغربي كانت «ودية وبناءة». وأضاف انه تم تبادل الاراء على نطاق واسع حول القضايا الثنائية والدولية «ووجدنا ان وجهات نظرنا وارائنا متماثلة ومتقاربة وليس لدينا اي خلافات مبدئية».

وأكد انه عبر للجانب المغربي عن شكر الحكومة والشعب الصينيين على «ما قدم المغرب للصين من تأييد في المحافل الدولية وعلى تأييده الدائم لسياستها الواحدة وكذا تأييد المغرب لطلب الصين استضافة المعرض الدولي في 2010».

واشار الى انه بحث كذلك مع اليوسفي سبل تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين وانه ستتخد إجراءت للنهوض بهذه العلاقات.وان الجانب الصيني طرح إجراءات ملموسة وفعالة لتحسين وضع عدم توازن التبادل التجاري بين البلدين.

وأشار ايضا الى ان الجانب الصيني اقترح دراسة مشاريع من أجل التصنيع المحلي لمنتجات يستوردها المغرب حاليا من أوروبا من شأنها توفير العملة الصعبة.

وأوضح أن من بين هذه المشاريع مشروع إقامة معمل لصنع أجهزة تلفزيون «من نوعية جيدة وبسعر جيد».

وقال إن «حكومة الصين تشجع رجال الأعمال الصينيين على القدوم إلى المغرب لإقامة مشاريع تعاونية وصناعات تحويلية لتحسين الميزان التجاري».

الى ذلك، أشار اليوسفي في كلمة ألقاها خلال مأدبة عشاء أقامها الليلة قبل الماضية في الرباط على شرف زو رونغجي إلى الدينامية التي تعرفها العلاقات المغربية ـ الصينية مذكرا بأنه «من بين الخمسين اتفاقية التي تربط الصين والمغرب تم إبرام ثلاثين منها خلال الأربع سنوات المنصرمة».

ومن جهته، قال رونغجي إن علاقات البلدين دخلت مرحلة جديدة بعد تبادل الزيارات بين الرئيس جيانغ زمين والملك محمد السادس سنتي 1999 و.2002 وقال رونغجي إن المغرب والصين لديهما «مواقف متشابهة ومتقاربة تجاه جميع القضايا الدولية والثنائية»، مشيرا إلى استمرار تبادل التأييد بين البلدين. وشكر للمغرب تمسكه بسياسة الصين الواحدة وتأييده للصين في المحافل الدولية.