غالبية الأحزاب المغربية اختارت رموزها الانتخابية واضعة في الاعتبار أن تكون سهلة شعبيا

TT

تدخل الأحزاب السياسية المغربية غمار الانتخابات التشريعية ليوم 27 سبتمبر (ايلول) المقبل وهي تحمل رموزا بدل الالوان التي كانت تختارها للتعريف بنفسها طيلة التجارب الانتخابية التي عرفها المغرب منذ مطلع الستينات.

وكانت اللجنة التقنية المكلفة تتبع الانتخابات التشريعية قد اقرت 20 رمزا، وطلبت من خمسة أحزاب حذف اللونين الاحمر والاخضر من الرموز التي اختارتها باعتبارهما لوني العلم المغربي، ويرمزان للسيادة الوطنية، فيما طلبت من حزب «العهد» تغيير لون السيارة الاصفر بعد احتجاج حزب الحركة الشعبية (معارضة) الذي كان يعتمد في السابق هذا اللون، اضافة الى كونه لون خلفية الخنجر الذي اختاره رمزا له. يذكر ان نجيب الوزاني الذي يترأس حزب العهد، كان قد انشق عن الحركة الشعبية.

ومن الاحزاب التي طلب منها تغيير لون رموزها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، متزعم الائتلاف الحكومي الذي اختار وردة بالاحمر والاخضر، وحزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية الذي اختار رمز نخلة خضراء، وحزب الحركة الوطنية الشعبية الذي طلب منه تغيير الخلفية الخضراء لرمز السنبلة، وحزب القوات المواطنة الذي اختار رمز قرميد اخضر يعلو البيت. كما طُلِب من حزب المؤتمر الوطني الاتحادي تغيير لون العلم الأحمر الذي يعلو الزورق (رمز الحزب)، فيما لا يزال الخلاف مطروحا بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي واللجنة التقنية التي طلبت من الحزب ان يطلق على رمزه اسم «الكف»، فيما يشدد الاشتراكي الديمقراطي على ان يطلق عليه اسم «اليد» لاعتبارات تتعلق بانتشار هذه الكلمة في الأوساط الشعبية اكثر من كلمة «الكف».

ويعتقد المتتبعون ان اختيار الاحزاب للرموز «خضع لمنطق انتخابي وشعبوي اكثر مما فكر مسؤولوها في التشاور مع فنيين ومع ذوي الاختصاص لوضع رموز تتضمن الشروط الجمالية والقيم الفنية».

وحسب رأي أحد المختصين في فن التسويق السياسي فان «الاحزاب فكرت فقط في التعريف بنفسها بطرق سهلة في الاوساط الشعبية، كالاشارة اليها فقط بحزب الحصان» في اشارة الى الاتحاد الدستوري، «او حزب الجمل» في اشارة الى حزب الشورى والاستقلال، «او حزب الحمامة الزرقاء»، في اشارة الى التجمع الوطني للأحرار.

وقال المصدر ذاته ان صورة الأسد التي اختارها الحزب المغربي الليبرالي هي نفس الصورة التي توجد على علب الكبريت، فالحزب لم يكلف نفسه عناء البحث عن صورة اخرى لأسد الاطلس الذي اختاره كرمز له.

وسألت «الشرق الأوسط» نبيل بن عبد الله، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية (مشارك في الحكومة) عن خلفيات اختيار حزبه للكتاب كرمز له، فكان جوابه «نحن في بلد في حاجة الى تطوير المعرفة وتعميم التربية. واعتقادنا الراسخ انه لا تنمية في المغرب بدون تربية وتكوين. والكتاب يرمز الى كل ذلك».

وسئل بن عبد الله حول ما اذا كان حزبه استشار فنيين لاختيار رمزه، فأجاب «اشتغلنا مع وكالة للتواصل، واعتقد اننا كنا أول حزب ندشن هذا النوع من التعامل منذ عام 1995عشية المؤتمر الوطني الخامس للحزب».

وقال بن عبد الله في تعليقه على الاحزاب التي فكرت في اختيار رموز انطلاقا من منطق انتخابي شعبوي، «ان الامر سيكون جميلا لو جمعت تلك الاحزاب بين هذا المنطق وبين الخصوصيات الجمالية والفنية للرمز».

يذكر ان حزب الاستقلال (مشارك في الحكومة) اختار رمز «الميزان»، واختار حزب جبهة القوى الديمقراطية (مشارك في الحكومة) رمز «غصن الزيتون»، واليسار الاشتراكي الموحد (غير مشارك في الحكومة) «الشموع»، والعدالة والتنمية (الاصولي المعتدل غير مشارك في الحكومة) رمز «الفانوس»، والحزب الوطني الديمقراطي (معارضة) رمز «المفتاح»، ورابطة الحريات (حزب جديد) رمز «الساعة»، والبيئة والتنمية (حزب جديد) رمز «رأس الغزال»، والاصلاح التنمية (حزب جديد) رمز «الهلال»، والوسط الاجتماعي رمز «النحلة»، والعمل رمز «العين»، والتجديد والانصاف (حزب جديد) رمز «كفان متشابكان»، ومبادرة المواطنة والتنمية (حزب جديد) رمز «الباب».