الادعاء الأميركي: «القاعدة» طلبت من صاحب «القنبلة القذرة» تفجير فنادق ومحطات للوقود أيضا

TT

اكدت عدة مصادر في الاستخبارات الاميركية ان الشخص الذي حاول تفجير قنبلة إشعاعية (القنبلة القذرة) داخل الولايات المتحدة تلقى تعليمات وتدريبات من عناصر في تنظيم «القاعدة»، وخطط ايضا لتفجير قنابل في محطات للوقود وغرف في فنادق، حسبما ورد في مذكرة حكومية اميركية.

وتم الكشف عن هذه المذكرة امام محكمة فيدرالية في نيويورك لتأييد استمرار حبس المواطن الاميركي خوسيه باديلا، المدعو عبد الله المهاجر، في سجن تشارلستون البحري بولاية ساوث كارولاينا. واوردت الوثيقة ان باديلا قابل عدة مرات خلال سفره العام الماضي الى افغانستان وباكستان قياديين في شبكة «القاعدة» وتلقى بناء على تعليمات صادرة منهم تدريبا من عناصر اخرى في «القاعدة» على تفجير العبوات الناسفة. وحوت مذكرة ارفقت مع المذكرة الرئيسية بشأن التهم التي يواجهها باديلا انه التقى العام الماضي القيادي البارز في «القاعدة» ابو زبيدة في اطار مخطط تنفيذ تفجيرات في الولايات المتحدة، اذ وجه ابو زبيدة باديلا بالسفر الى باكستان حيث تعلم كيفية تصنيع قنبلة إشعاعية، حسبما افادت وكالة «اسوشييتد برس».

واوردت المذكرة التي كتبها مايكل هوبز، المستشار في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون)، ان بعض المصادر التي زودت باديلا بمعلومات ربما تحاول تضليل السلطات الاميركية. واشارت المذكرة الى انه جرى تثبيت بعض المعلومات، الا ان المصادر السرية «لم تكن محايدة تماما». فقد ورد في المذكرة ان احد المصادر انكر كثيرا من المعلومات التي ادلى بها، فيما يخضع مصدر آخر للعلاج.

واشارت المذكرة الى انه بالاضافة الى خططه الخاصة بتفجير القنبلة القذرة، فإن باديلا ناقش انشطة واعمالا اخرى مع عناصر اخرى بشبكة «القاعدة» مثل تفجير عبوات ناسفة في غرف ببعض الفنادق وتفجير محطات للوقود. وتزعم المذكرة ان باديلا تلقى توجيهات من عضو في شبكة «القاعدة» بالتوجه الى الاراضي الاميركية «لاستكشاف وتطوير» امكانيات شن المزيد من الهجمات داخل الولايات المتحدة.

من جهتها، قالت دونا نيومان، محامية باديلا، انها تريد الاطلاع على الدليل الذي استخدم لدعم ادعاءات الحكومة ضد موكلها والوقوف ايضا على طبيعة المصادر التي استندت اليها السلطات وما اذا كانت معلومات هذه المصادر مباشرة او غير مباشرة وكيفية حصولها على هذه المعلومات. واشارت نيومان الى انها لا تستطيع دحض هذه المعلومات لانه غير مسموح لها بمقابلة موكلها.

وكانت السلطات الاميركية قد القت القبض على باديلا في 8 مايو (أيار) الماضي لدى وصوله الى مطار اوهير الدولي بشيكاغو قادماً من زيوريخ. واحضر باديلا الى نيويورك على اعتبار انه شاهد اثبات بحوزته معلومات مهمة متعلقة باجراءات جنائية، بيد ان باديلا رفض التعاون مع السلطات وخشي المدعون ان يستخدم حقه في رفض الإدلاء بالشهادة، وفي هذه الحالة ستكون السلطات مضطرة اما لإطلاق سراحه او منحه حصانة من المحاكمة.

ووقع الرئيس جورج بوش على اعلان رئاسي اعتبر باديلا، بموجبه، «مقاتلاً معادياً»، وجرى ترحيله بناء على ذلك من مانهاتن الى سجن تشارلستون البحري.

وكان من المقرر ان يعرض امس البيان الرئاسي الذي اعتبر بموجبه باديلا «مقاتلاً معادياً»، حسبما افاد متحدث باسم النائب العام الاميركي الليلة قبل الماضية. ولم تقدم الحكومة من جانبها ادلة على الادعاءات الموجهة ضد باديلا على اعتبار ان الادلة متضمنة في البيان الذي رفعه المستشار موبز.

وتقول مصادر الحكومة ان «المصادر الاستخباراتية المتعددة اكدت بصورة منفصلة» تورط باديلا في التخطيط لتنفيذ هجمات ارهابية مستقبلا لشبكة «القاعدة» ضد مواطنين اميركيين. كما اكدت المصادر، حسب ادعاءات الحكومة، هدف باديلا المتمثل في تفجير قنبلة إشعاعية في الولايات المتحدة.

ورغم ان السلطات لم تكشف حتى الآن عن دليل يثبت تورط باديلا مع شبكة «القاعدة»، فإن مصادر الاجهزة الامنية قالت ان هذه الادلة جرى الحصول عليها في الاساس من ثلاثة مصادر استخباراتية اجنبية على الاقل، بما في ذلك ابو زبيدة.

وشكك بعض المنتقدين في صحة المعلومات التي ادلى بها ابو زبيدة وفي ما اذا كان إلقاء القبض على باديلا مهما في إطار الحرب ضد الارهاب كما روجت الحكومة الاميركية.

وكان محامو باديلا قد طعنوا في مذكرة سابقة في حق الحكومة في اعتقال موكلهم على اساس انه «مقاتل معاد»، واشاروا الى انه حرم من حقه في الاستعانة بمحاميه واطلاعهم على الادلة التي استخدمت ضده. وكان المدعون قد اوردوا في المذكرة الاخيرة التي قدمت لتأييد استمرار حبس باديلا حق الحكومة في اعتبار الرجل «مقاتلاً معادياً» واحداً من الحقوق الاساسية في كل الأحكام العسكرية.

وقال المدعون ان قضية باديلا تقع ضمن قواعد القانون العسكري وليس المدني. وتقول الحكومة انه نسبة للمخاوف الامنية وطبيعة النزاع، فإن الرئيس يمنح صلاحيات تحديد ما اذا كانت الادلة كافية. كما يعتقدون ايضا ان هذا التحديد يتضمن معلومات استخباراتية حساسة وجوانب متعلقة بمصداقية المصادر الاستخباراتية الاجنبية، كما يؤكدون ايضا ان مذكرة المستشار موبز كافية لهذا التحديد.

وتقول الحكومة ان تحول باديلا الى الاصولية المتشددة بدأ بعد ان قضى عقوبة بالسجن لمدة عام بسبب اطلاقه النار على سيارة خلال مشاجرة بسبب حركة السير. وعقب اطلاق سراحه مطلع عقد التسعينات، سافر بديلا، طبقا لمذكرة الحكومة، الى باكستان ومصر والسعودية وافغانستان، مستخدماً كنية عبد الله المهاجر.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»