30 مؤسسة إعلامية دولية تطالب بضمانات لمراسليها في الحروب

TT

لاهاي ـ وكالات الأنباء: قال عدد كبير من المؤسسات الاعلامية الدولية، من بينها «نيويورك تايمز» و«سي ان ان» وهيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» ،انه يتعين ان تكون شهادات الصحافيين امام القضاء الدولي محدودة جدا،حتى لا يتعرض نشاط المراسلين في الحروب للخطر.

ووجهت حوالي ثلاثين من المؤسسات الاعلامية ومنظمة «مراسلون بلا حدود» للدفاع عن حرية الصحافة رسالة الى محكمة الجزاء الدولية للنظر في جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة تطلب فيها اقتصار استدعاء الصحافيين للادلاء بشهاداتهم على الحالات التي تكون فيها افاداتهم «اساسية جدا» لكشف الحقيقة.

وجاءت هذه المبادرة بعد قرار للمحكمة يلزم المراسل السابق لصحيفة «واشنطن بوست» جوناثان راندال بالادلاء بشهادته رغما عنه. وتأمل المحكمة في الاستماع لراندال حول مقابلة اجراها في 1993 مع الزعيم البوسني الصربي السابق رادوسلاف بيرديانين الذي دعا في المقابلة الى طرد غير الصرب من شمال غربي البوسنة.

وتجري حاليا محاكمة بيرديانين مع احد القادة الآخرين لصرب البوسنة مومير تاليتش، بتهمة اضطهاد وطرد اكثر من 100 الف شخص من غير الصرب في هذه المنطقة. وكان راندال قد رفض تلبية دعوة المحكمة قائلا: «ان اجبار مراسلي الحرب على الادلاء بشهاداتهم امام القضاء يؤثر على مصداقيتهم واستقلاليتهم ويعرضهم للخطر خلال ممارسة عملهم».

لكن القضاة قالوا ان راندال يمكن ان يجبر على الادلاء بافادته. واستأنف الصحافي الحكم. وفي رسالة الى المحكمة، طلبت المؤسسات الصحافية التي اعربت عن دعمها لراندال، من قضاة الاستئناف اقرار استثناء للصحافيين.

ودعت الرسالة المحكمة الى «وضع قواعد واضحة ليتاح للمحاكم تحقيق التوازن بين حقوق الصحافيين واحتياجات حالات محددة». واضاف: «ان اجبار الصحافيين على الادلاء بشهاداتهم يمكن ان يدفع بعض المصادر الى التحفظ في تصريحاتها للصحافيين وخصوصا في مناطق الحرب».

وقالت الصحافية في «بوسطن جلوب» اليزابيت نويفر: «تغطية اوضاع الحرب مسألة خطيرة،اذ يمكن ان يعتبر مجرمو الحرب الصحافيين اعداء محتملين اذا عرفوا انهم قد يدلون في وقت لاحق بشهادات امام محكمة».

وتقترح المؤسسات التي وقعت الرسالة الا يجبر الصحافيون على الادلاء بافاداتهم ما لم يكن ذلك «اساسيا للقضية ، وخصوصا في معرض التأكد من ادانة او براءة متهم، وبحيث لا يمكن الحصول على المعلومات بطريقة اخرى». ولم يحدد قضاء المحكمة موعدا لاعلان قرارهم الذي يمكن ان يصبح حكما قضائيا ملزما، وخصوصا للمحكمة الجنائية الدولية التي سيكون مقرها في لاهاي ايضا.

ويأتي هذا الجدل بينما بدأت الصحافية البريطانية جاكي رولاند الادلاء بشهادتها في محاكمة الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش. وكان عدد كبير من الصحافيين قد مثلوا طوعا امام المحكمة في قضايا جرائم الحرب في البوسنة، من بينهم جيريمي باون من ال«بي بي سي» و«اد فويلامي» من صحيفة «اوبزرفر» البريطانية. وادلى فيتون سوروي رئيس تحرير الصحيفة التي تصدر باللغة الانكليزية «كوسوفو كوها ديتوري» بشهادته لحساب الاتهام في محاكمة ميلوشيفيتش.