لندن تؤكد أن أدلتها ضد العراق ستكون مقنعة وباريس تعارض نشر أسرار الأسلحة العراقية

TT

أعلن وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية مايك اوبراين امس ان الرئيس العراقي صدام حسين يطور برنامجا نوويا وانه يملك اسلحة كيماوية وجرثومية. وصرح لاذاعة «بي.بي.سي» قائلا «فيما يخص الاسلحة النووية نعتقد انه في صدد تطوير برنامج في هذا المجال وان ليست لديه اسلحة نووية فحسب بل ايضا تكنولوجيا الصواريخ الباليستية التي تتيح استخدامها». وشدد على انه «فيما يخص الاسلحة الكيماوية والجرثومية نعتقد انه يملك قدرة في هذا المجال». وخلص الى القول ان الملف البريطاني حول الخطر العراقي، الذي اعلن رئيس الوزراء توني بلير أول من امس انه سينشر خلال اسابيع، سيقدم تفاصيل مقنعة جدا في هاتين النقطتين.

الى ذلك اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية امس ان فرنسا لا تؤيد نشر وثائق سرية حول الاسلحة العراقية ولا تزال تعطي الاولوية لعودة مفتشي الامم المتحدة لنزع السلاح الى العراق. وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية برنار فاليرو انه «منذ مغادرة مفتشي الامم المتحدة عام 1998 بات من الصعب جدا تحديد موقف» عن وضع الاسلحة الكيماوية والبيولوجية والنووية للعراق. واضاف «لهذا السبب ونظرا الى قلقنا حيال الامن والاستقرار في المنطقة وعزمنا على مواجهة خطر انتشار اسلحة الدمار الشامل، نطالب دوما بعودة سريعة من دون انذار ومن دون شروط لمفتشي الامم المتحدة في العراق». وردا على سؤال حول ما اذا كانت فرنسا تنوي كشف المعلومات المتوافرة لديها حول اسلحة الدمار الشامل التي يتهم العراق بحيازتها، اكتفى فاليرو بالقول ان «هناك معلومات سرية تعرفون تعلقنا ببقائها في هذا الوضع».

من جهته، وصف وزير الخارجية الاميركي كولن باول نفي العراق منذ وقت طويل امتلاك اسلحة دمار شامل بأنه «هراء» وخداع. وقال باول للصحافيين الذين رافقوه في رحلته الى جنوب افريقيا حيث يشارك في قمة الارض ان طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي «يستطيع ان يجعل (التصريحات) تنقل عنه تأكيد عدم وجود مثل هذه الاسلحة... انه هراء.. محض هراء». واضاف «هو يعرف انه هراء ونحن نعرف انه هراء. معروف ان النظام العراقي وخاصة السيد طارق عزيز يهول على المجتمع الدولي منذ سنوات وحان الدور على المجتمع الدولي الان ان يرد». وقال عزيز الذي يشارك ايضا في قمة الارض اول من امس ان العراق مستعد للعمل مع الامم المتحدة بشأن حل ازمته مع الولايات المتحدة. وشدد باول امس على ضرورة «اقامة ائتلاف دولي» لتسوية الازمة العراقية، حسب ما افاد ممثلون عن الاتحاد الاوروبي. واعلن رئيس الوزراء الدنماركي اندرس فوغ راسموسن الذي تتولى بلاده حاليا رئاسة الاتحاد الاوروبي ان وزير الخارجية الاميركي «شدد على اهمية اقامة ائتلاف دولي»، واشار الى «ان الولايات المتحدة تعلق اهمية كبيرة على دور المجتمع الدولي» في القضية العراقية. وقال راسموسن للصحافيين اثر لقاء على هامش قمة الارض في جوهانسبرغ «انا اتفق بالكامل» (مع وجهة نظر باول). واضاف «الولايات المتحدة واوروبا متفقتان على ان علينا ان نركز جهودنا من اجل ضمان وصول المفتشين الدوليين بحرية الى العراق». وكرر راسموسن الموقف الاوروبي ومفاده ان كل الاعمال التي يمكن ان تتخذ ضد العراق يجب ان تقرر في اطار الامم المتحدة من ناحية اخرى، اكد المستشار الالماني غيرهارد شرودر امس مجددا معارضته لعمل عسكري ضد العراق قائلا ان موقفه يؤيده كثيرون في اوروبا رغم وجود تحركات دبلوماسية لزيادة الضغوط على بغداد. وقال شرودر في مؤتمر صحافي ببرلين «ما زال الموقف كما هو وان المانيا تحت قيادتي لن تشارك في تدخل في العراق». ونجح شرودر الذي يسعى لاعادة انتخابه في الانتخابات المقرر اجراؤها في 22 سبتمبر الجاري في تقليص الفارق بينه وبين المحافظين في استطلاعات الرأي حتى انتهى تقدم المحافظين تقريبا بعد ان استمروا على هذه الحال لشهور فيما يرجعه المحللون الى تعامله الحازم مع الفيضانات التي تعرضت لها البلاد في اغسطس (اب) الماضي والى موقفه بشأن الحرب مع العراق. وقال شرودر انه على الرغم من دعوة دول مثل بريطانيا واسبانيا في اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي مطلع هذا الاسبوع الى موقف حازم ضد الرئيس العراقي صدام حسين، فان المانيا ليست المعارض الوحيد لعمل عسكري يطيح به. واضاف «المانيا على اي حال ليست وحدها في المخاوف التي ابديناها»، مشيرا الى ان رئيس الوزراء البريطاني لا يتحدث باسم القارة الاوروبية كلها.