رئاسة الاتحاد الأوروبي: متفقون مع أميركا على أولوية عودة المفتشين

TT

قال رئيس الوزراء الدنماركي اندرس فوغ راسموسن ان «الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة متفقان على ان علينا ان نركز جهودنا الان لكي نؤمن للمفتشين الدوليين وصولا حرا وغير محدود الى العراق للبحث في الوضع» وذلك في استعراض لنتائج لقائه مع وزيرالخارجية الاميركي كولن باول امس على هامش قمة الارض. وقال راسموسن «اعتقد انه من الاهمية الحيوية ان نواصل» البحث في هذه القضية في اطار الامم المتحدة مضيفا «على المجتمع الدولي ان يبذل القدر الاقصى من الضغوط» على الرئيس العراقي صدام حسين لتأمين «وصول حر وغير محدود» للمفتشين الدوليين. وتابع «من السابق لأوانه ان ننظر في هذه المرحلة في ما يجب فعله وفي اي وقت اذا لم يسمح للمفتشين العودة الى العراق». وقال رئيس الحكومة الدنماركية «انا مسرور لان ابلغكم بان وزير الخارجية (باول) اشار الى ان الولايات المتحدة تعلق الاهمية الكبرى على دور للمجتمع الدولي وانا متفق معه تماما حول هذه النقطة».

من جهته، اعتبر الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ان «التهديد العسكري» ضد العراق قد يكون «ضروريا» في اخر المطاف، وذلك في مقابلة مع صحيفة «برلينر تسايتونغ» الصادرة امس. وصرح سولانا «قد يكون من الضروري تهديد العراق عسكريا. ولكن هذا القرار لا يمكن ان تتخذه سوى الامم المتحدة». الا ان المسؤول الاوروبي قال «اننا نعارض حربا وقائية ضد العراق. ان هذا النوع من التصرف يتنافى مع القانون الدولي. يجب ان تقرر الامم المتحدة كل العمليات الضرورية ضد العراق. اننا ندعم الامم المتحدة في كل الانعكاسات حتى الاخر». واضاف «لا اريد استثناء ضرورة التهديد العسكري عندما يتبين ان كل وسائل الضغط الاخرى قد نفدت. بطبيعة الحال ان تهديدا من هذا القبيل قد لا يروق لبلد او اخر» في اشارة الى المانيا التي اعلن مستشارها جيرهارد شرودر رفضه اي تدخل عسكري حتى وان قررته الامم المتحدة.

وحذر سولانا الولايات المتحدة من عملية عسكرية ضد العراق قد تشنها انطلاقا من مبادرة فردية وقال «نعتقد انها ستكون خطأ فادحا. سيكون ذلك وخيما بدون شك على بقية العالم وحتى على الولايات المتحدة نفسها ايضا على ما يبدو. ولذلك نقول بوضوح للاميركيين ان فكرة اعادة تنظيم الشرق الاوسط بالوسائل العسكرية رديئة». واضاف «صحيح ان مواقفنا تختلف اصلا مع مواقف الولايات المتحدة» في مكافحة الارهاب و«انها تعتبر تعدد الاطراف مؤشر ضعف وان القوة دائما تقرر من جانب واحد» مضيفا «ان ذلك ليس من باب السذاجة بل الايديولوجيا. ان احادية الولايات المتحدة لا تضرب جذورها في الواقع بل تقوم على افكار مسبقة».

الى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر ان الولايات المتحدة يجب ان تتوقع احتلالا طويلا للعراق في حال تدخل عسكري، وحذر واشنطن من انها مقدمة على «عملية ضخمة». وقال فيشر في مقابلة مع صحيفة «ميتلبايريش تسايتونغ» الالمانية «ان القضية الاساسية حسب رأيي هي التالية: هل الولايات المتحدة مستعدة حقا، بعد تدخل عسكري محتمل، لدعم النظام الجديد والاستقرار والامن في العراق وبالتالي الاستقرار والسلام في كامل الشرق الاوسط؟ انها عملية ضخمة». واوضح «اذا اردنا اقصاء صدام حسين من البلد فسيتعين احتلاله لفترة طويلة. ان الرئيس (الاميركي جورج) بوش (الاب) تراجع في 1991 امام ضخامة هذه العملية» معتبرا «ان افضل شروط للمزيد في عزل صدام حسين هي التوصل الى تغيير ايجابي يكون تقدما حاسما في عملية السلام في الشرق الاوسط». وخلص الى القول «اذا حصلت الولايات المتحدة على تغيير النظام واحتلت بغداد عن طريق عمل عسكري فانها ستكون البداية فحسب. هذه هي المشكلة الاساسية وفي هذا الصدد لم احصل على اي رد مرض حتى الان مع انني اناقش ذلك مع الطرف الاميركي منذ نهاية السنة. ادعو بالحاح الى التفكير في ذلك حتى النهاية».

ودعت المفوضية الأوروبية الى ضرورة تغيير النظام العراقي واحلال قيادة جديدة محله تخدم الشعب العراقي بشكل افضل مما ينعكس بشكل ايجابي على المنطقة بأسرها بل والعالم ككل.

وقال كريس باتن المفوض الأوروبي للعلاقات الخارجية في كلمة أمام اعضاء البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ ان هناك انظمة اخرى في مناطق مختلفة لا بد ان تتغير وهناك مناطق في العالم يمكن ان تكون افضل بدون قيادتها الحالية.

وحث باتن العراق على ضرورة الانصياع لقرارات مجلس الأمن دون شروط وعليه ان يسمح بعودة المفتشين والتعاون معهم في كل المجالات وهذا يعني ان يسمح لهم بالوصول من دون اي اعاقة الى اي موقع او منشأة في أية منطقة وفي أية لحظة دون شروط. وتساءل باتن قائلا اذا كان العراق ليس لديه ما يخفيه لماذا يمنع وصول المفتشين الدوليين ويضع شروطا.