خلافات الإدارة الأميركية حول العراق: باول يؤكد وجودها ويتجنب ذكر تغيير النظام

TT

أعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول انه يدرس مقترحات تفيد في اعادة مفتشي الاسلحة الى العراق على الرغم مما سماه « كثيرا من الخلافات» داخل الحكومة الاميركية بشأن ما يجب ان تفعله. وكان باول يتحدث للصحافيين على متن الطائرة التي اقلته اول من امس الى جوهانسبورغ، وقال ان المفتشين يمكنهم ان يلعبوا دورا في نزع اسلحة الدمار الشامل للعراق وان موقفه في هذا الشأن هو موقف الرئيس جورج بوش. وكان نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني قال الاسبوع الماضي ان مفتشي الامم المتحدة للاسلحة الذين لم يذهبوا الى العراق منذ اربعة اعوام قد لا يقدمون اى ضمان، بل قد يزيدون الخطر باعطاء احساس كاذب بالاطمئنان. ويقول تشيني وغيره من الصقور في حكومة بوش ان واشنطن ليس امامها من خيار سوى اطاحة الرئيس العراقي صدام حسين بدعوى انه قد يستخدم اسلحة الدمار الشامل ضد الولايات المتحدة.

وجاءت تصريحات باول الاخيرة بعد صمت طويل ومعارضة لعمل عسكري متسرع مما خلق انطباعا بوجود انقسامات داخل الحكومة الاميركية بشأن الموقف من العراق. وبدا ان باول يؤكد هذا الانطباع، اذ قال «ارى انه يوجد كثير من الخلافات بعضها حقيقي والبعض متصور والبعض مبالغ فيه». واستدرك بقوله «اننا نعمل في انسجام لضمان ان يحصل الرئيس (بوش) على افضل المعلومات. ويجب استكشاف كل الاراء المختلفة الموجودة داخل هذه الحكومة في هذا الشأن حتى يمكنه اتخاذ افضل قرار». وخلال حديثه مع الصحافيين لم يورد باول ذكرا «لتغيير النظام» وهو التعبير الذي تستخدمه الحكومة الاميركية للاطاحة بالرئيس العراقي بالقوة، وقال انه لم يناقش اي خيارات عسكرية مع زملائه من وزراء الخارجية. واضاف «انني استكشف دائما مع زملائي وزراء الخارجية الخيارات الدبلوماسية..عودة المفتشين واي دعم اخر وطبيعة عمليات التفتيش وفي اي وقت وفي اي مكان.. وهل يمكننا حقا اعادة المفتشين ثم نشعر بطمأنينة ام ان الامر سيتطلب شيئا اخر».

وذهب باول الى القول بان بوش يقترب من اتخاذ قرار بشأن العراق، وقال «هناك الكثير من وجهات النظر داخل الحكومة وخارج الادارة، في الكونغرس وفي وسائل الاعلام والمناقشات التلفزيونية وفي المجتمع الدولي. ان الرئيس يدرس كل ذلك وسيعلن في الوقت المناسب كيف يعتزم معالجة هذه المشكلة».

لكن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد، بخلاف باول، نفى وجود خلافات داخل ادارة بوش في ما يتعلق بتدخل ضد العراق. وقال في هذا الصدد «لست على علم بوجود خلافات»، مؤكدا ان مسؤولي الامن القومي يتحادثون بانتظام في واشنطن ويعود الى الرئيس بوش اتخاذ القرارات. واضاف ان «الرئيس منتخب وهو يتخذ القرارات ويفعل ذلك بشكل جيد جدا»، موضحا انه «يمكن ان يكون هناك تباين في الرأي داخل الادارة لكن ذلك لا يعدو كونه مؤسساتيا». وجدد رامسفيلد التأكيد على ان هدف الولايات المتحدة هو تغيير النظام العراقي. وقال في مؤتمر صحافي عقده في البنتاغون اول من امس ان «سياسة حكومتنا هي تغيير النظام» في العراق، معتبرا ان «العالم سيكون افضل اذا لم يطور النظام في هذا الجزء من العالم اسلحة دمار شامل ولا يشكل تهديدا لجيرانه».