ناخبو رئيس الوزراء البريطاني في بلدته قلقون حيال الضربة المحتملة للعراق

TT

اعرب عدد من اعضاء حزب العمال البريطاني الحاكم في دائرة رئيس الوزراء توني بلير الانتخابية في سيدجفيلد بشمال انجلترا، عن معارضتهم لشن هجوم عسكري على العراق اذا وافقت بغداد على السماح لمفتشي الأمم المتحدة باستئناف عملهم. وقال بعض ناخبي بلير لـ«الشرق الأوسط» امس ان لا حاجة للقيام بالحملة المفترضة اذا استأنف المفتشون مهمتهم في العراق.

إلا ان بعض ناخبي رئيس الوزراء البريطاني شددوا على ثقتهم الكاملة بأن بلير، ممثلهم في مجلس العموم البريطاني، «سيتخذ القرار الصائب»، موضحين انهم سيؤيدون رئيس الوزراء تأييدا كاملا في اي خطوة يقوم بها حيال العراق. وأبدى هؤلاء الناخبون، قلقهم من الادارة الاميركية ومواقفها السياسية، مع انهم اكدوا ضرورة وقوف بلادهم الى جانب الولايات المتحدة.

وقال آندي ووكر، عضو «نادي العمال» في دائرة توني بلير الانتخابية ان على بريطانيا ان تؤيد الحملة المتوقعة على العراق. واضاف ان من الضروري «ان ندعم القوة الأعظم في العالم وهي حليفتنا، خصوصا ان اسمنا (بريطانيا) على قائمة الأهداف التي يعتزم (الرئيس العراقي) صدام حسين مهاجمتها». وزاد «كان ينبغي ان تتم الاطاحة به عام 1991، لكننا للأسف تأخرنا طويلا ويجب ان نعالج هذه المشكلة».

واكد اعضاء آخرون في النادي العمالي رفضوا الافصاح عن اسمائهم، انهم على ثقة من النجاح «اذا كانت وجهة نظرنا تتفق مع الأميركيين». واعتبروا ان «مواقف الدول الأخرى الأوروبية يجب ألا تقلق الحكومة البريطانية، اذا كنا نقف جنبا الى جنب مع اقوى دولة في العالم»، واوضحوا ان بريطانيا «ستعاني اذا عانت اميركا».

غير ان البعض أبدوا قناعتهم في ان «بريطانيا واميركا يجب ان لا تهاجما العراق اذا سمح صدام للمفتشين بالعودة». وقال ووكر «اذا رضي بعودة المفتشين للعمل بحرية في العراق، فان هذا يعني انه لا يسعى الى اخفاء اي شيء، وبالتالي لن يكون هناك مبرر لمهاجمته قبل الاستماع الى افادة هؤلاء المفتشين بعد مدة من الزمن».

ومن جانبه، اكد بول تربيت، الذي يعتبر نفسه «صديقا شخصيا قديما لتوني بلير منذ انتخب نائبا عن منطقتنا عام 1983» ان الادارة الاميركية ليست جديرة بالثقة. وقال ان من الصعب «ان يثق المرء بالجمهوريين الاميركيين».

واضاف «لا يمكننا ان نطيح بكل الأنظمة الديكتاتورية في العالم مع ان هذه كثيرة فعلا». وارفد «ان صدام يمثل حالة متميزة، واذا لم تبادر قوة خارجية الى تغييره فانه سيبقى في السلطة الى اجل غير مسمى». بين ان «صديق» بلير أقر بان الغاية الرئيسية من استهداف العراق هي «النفط». واعتبر ان الغرب «لم يكن ليقلق بشأن المنطقة لو لم تكن تملك كل هذا النفط».

ولفت آخرون الى ان معظم اعضاء الدائرة العمالية قد عبروا عن قلقهم بخصوص الحملة المحتملة وما قد تثيره من اعمال ارهابية قد تطال بريطانيا. وقال ناشطون ان «هناك مجازفة باذكاء نار الارهاب العالمي من جراء العمل العسكري المتوقع»، إلا انهم اعربوا عن أملهم في أن «بلير سيأخذ كل هذه الأمور في الاعتبار قبل ارسال جنودنا للقتال مع الأميركيين».

الجدير بالذكر ان وكيل بلير في دائرته الانتخابية، جون بروتون، اعترف اول من امس بأن غالبية ابناء سيدجفيلد يطالبون بمنح مفتشي الأمم المتحدة بعض الوقت لانجاز مهماتهم قبل الشروع بالحملة المفترضة. وأشار الناشط الذي يتابع شؤون الدائرة الانتخابية وشكاوى ابنائها بالنيابة عن بلير، ان ناخبي المنطقة لا يرون مبررا للقيام بعمل عسكري لا تباركه الأمم المتحدة وتعارضه معظم دول العالم.