مقتل جندي لبناني وعنصرين من جماعة «أبو نضال» بعد عملية دهم لمخزن أسلحة قرب مدينة بعلبك

الجيش يطوق مخيم الجليل ولا يفاوض حتى تسليم مطلقي النار

TT

قتل جندي لبناني وفلسطينيان من مخيم الجليل للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة بعلبك في البقاع اللبناني في اشتباك اعقب عملية دهم قام بها الجيش فجر امس لمخزن ذخيرة تابع لحركة «فتح ـ المجلس الثوري» التي كان يتزعمها صبري البنا «ابو نضال» الذي قتل في العراق اخيراً. وبعد الاشتباك حاصر الجيش المخيم مغلقاً مداخله من جميع الاتجاهات مانعاً الدخول اليه والخروج منه حتى تسليم مطلقي النار. وعلم ان الجيش اعتقل عدداً غير محدد من الاشخاص.

واكد مصدر امني لبناني لـ«الشرق الاوسط» ان المخزن تابع لجماعة«ابو نضال» مشيراً الى ان العملية «محدودة جداً». واعلن ان الجيش اتخذ اجراءات «صعبة جداً» ملوحاً بـ«اجراءات اصعب واكثر ازعاجاً حتى تسليم قتلة الجندي ومطلقي النار». واكد المصدر ان الجيش غير معني بالحديث عن مفاوضات مع الفصائل في المخيم، مؤكداً ان الجيش لا يفاوض وانه وضع شروطاً بينها تسليم جميع مطلقي النار، قبل رفع الاجراءات في محيط المخيم.

وكانت وحدات من الجيش اللبناني نفذت عملية دهم خاطفة فجر امس لمنزل عند طرف المخيم الذي يقع عند المدخل الجنوبي لمدينة بعلبك على الطريق العامة، وهو مؤلف من ثلاث غرف مقفلة من جميع الجهات، حيث قام عناصر القوة بهدم احد جدرانه ومصادرة حمولة شاحنة من الاسلحة المتوسطة والخفيفة، اضافة الى ذخائر ووثائق.

ومع ذيوع خبر عملية الدهم صباحاً تجمهر فلسطينيون على الطريق العامة احتجاجاً على العملية. وما لبثوا ان قطعوا الطريق الى بعلبك بالاتجاهين واحرقوا الاطارات المطاطية فانذرهم الجيش وطالبهم بفتح الطريق. ولما لم يمتثلوا تحركت وحداته لفتح الطريق فأطلقت النار باتجاهها من داخل المخيم ما ادى الى مقتل الرقيب اول في الجيش محمود سرور وكان على برج احدى ناقلات الجند، فرد الجيش بإطلاق النار ما ادى الى مقتل خالد فضل الحسن (33 عاماً) وربيع فاعور (24 عاماً) وسقوط 15 جريحاً بينهم مسؤول من «الجبهة الشعبية- القيادة العامة». فيما اكدت مصادر عسكرية لبنانية ان القتيلين هما من جماعة «ابو نضال».

وصدر عن قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه بيان حول الحادث ذكرت فيه ان الجيش اتخذ «تدابير امنية مشددة لاعادة الوضع الى طبيعته حيث يقوم بملاحقة المطلوبين».

اما وزير الداخلية الياس المر فقد روى ان الجيش قام بعملية مداهمة لمخزن اسلحة وضبط اسلحة بحمولة شاحنة. وخلال عملية الدهم تعرض لرمي الحجارة ونتيجة الاشكال الذي وقع تم اطلاق النار من داخل المخيم على الجيش فاضطر الى الرد، فوقع قتيلان وعدد من الجرحى. وعما اذا كان هذا القرار سياسياً، قال المر: «القرار ميداني» واضاف: «الجيش اللبناني والدولة اللبنانية هذه ارضها وعليها ان تطبق القانون وتدخل الاماكن التي تريدها».

وعقد في سراي بعلبك اجتماع حضره مسؤولون امنيون لبنانيون وممثلون عن الفصائل الفلسطينية لم يؤد الى نتيجة، فيما اصدرت اللجنة الشعبية وفصائل المقاومة الفلسطينية بياناً استنكر «الحادث الامني الذي وقع داخل المخيم لدى مداهمة الجيش مقر فتح - المجلس الثوري التابع لابو نضال مما خلق حالة من التوتر الشعبي». واشار البيان الى ان «هذا العمل لا يخدم مصلحة الشعبين اللبناني والفلسطيني».

الى ذلك دعا امين سر حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، العميد سلطان ابو العينين «الجهات اللبنانية المختصة وعلى رأسها رئيس الجمهورية العماد اميل لحود والرؤساء الى تضميد الجراح في مخيم الجليل (بعلبك) باجراءات فورية بحق الذين هانت عليهم دماء اخوانهم، خاصة ان هؤلاء لم يهددوا امن او حياة احد من القوى الامنية التي دهمت احد المكاتب في المخيم».

وقال ابو العينين في بيان اصدره تعليقاً على الحادث: «اننا نؤكد على سوء استخدام السلطة اللبنانية لهذا الحادث المؤسف. وندعو الجهات المختصة الى محاسبة المسببين». واعتبر ان الحادث «يؤكد الحاجة اللبنانية وضرورتها لوجود مرجعية فلسطينية موحدة تجنبنا جميعاً وقوع مثل هذا الحادث وسواه» مشدداً على «ان جميع مخيماتنا تحت سلطة القانون اللبناني. ولن تكون خنجراً في خاصرة الاستقرار والسلم الاهلي في لبنان».