ساترفيلد يقدر تعاون سورية ولبنان مع واشنطن في مكافحة الإرهاب

رفض الرد على سؤال عن موقف الإدارة من «حزب الله»

TT

اكد نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد ساترفيلد ان «اهتمامات اللبنانيين والسوريين وشعوب المنطقة لا يمكن ان تتحقق بالتدهور والاستفزازات». وكشف انه التقى بعض اعضاء «لقاء قرنة شهوان» الذي يضم معارضين مسيحيين وترعاه البطريركية المارونية، متجنباً الحديث عن «توجيهات اميركية» لهذا اللقاء للاستقواء بواشنطن ومشدداً على ان محادثاته مع الحكومة والشخصيات اللبنانية تعكس «احترامنا للحوار القائم الآن».

وكان ساترفيلد، وهو السفير الاميركي السابق لدى لبنان، قد بدأ لقاءاته الرسمية في بيروت التي وصل اليها اول من امس، بزيارة الى مقر وزارة الخارجية حيث التقى الامين العام للوزارة السفير محمد عيسى.

وقال ساترفيلد تعليقاً على اعلان نائب الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم ان الحزب سيستمر بالمقاومة في مزارع شبعا المحتلة: «نعتقد ان ما يهم اللبنانيين والسوريين وجميع شعوب المنطقة لا يمكن ان يتحقق بالتدهور والاستفزازات. وان الحوار والتفاوض والتقدم باتجاه السلام هو الذي يخدم اهتمامات المنطقة خصوصاً بالنسبة الى لبنان»، مشيراً الى «ان هدفنا النهائي هو التوصل الى سلام عادل ودائم في المنطقة بين كل من فلسطين وسورية ولبنان، من جهة، واسرائيل، من جهة اخرى، استناداً الى القرارين 242 و338 والمبادرة العربية للسلام ومرجعية مدريد. وهذا ما نعمل لأجله».

وتعليقاً على ما ذكر من ان سورية سمحت لـ230 عنصراً من «القاعدة» بالدخول الى مخيم عين الحلوة قال ساترفيلد: «نقدر كثيراً جهود الحكومات في المنطقة بالتعاون معنا لمكافحة الارهاب بما في ذلك لبنان وسورية».

وانتقل ساترفيلد لاحقاً الى قصر بعبدا حيث التقى رئيس الجمهورية اميل لحود الذي ابلغه موقف لبنان من التطورات الاقليمية الراهنة، كما تم التداول في عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك وبعد اللقاء، تحدث ساترفيلد الى الصحافيين، فقال: «لقد كانت محادثات جيدة جداً مع فخامة الرئيس، اجرينا خلالها جولة افق تناولت عدداً كبيراً من المواضيع التي تهم المنطقة ولبنان. ولقد اكدت لرئيس الجمهورية اننا مستمرون في بذل الجهود مع اصدقائنا وشركائنا في المنطقة بمن فيهم لبنان، لاحراز تقدم بالنسبة الى الاهداف التي وضعها الرئيس الاميركي (جورج بوش) في 24 يونيو (حزيران) الفائت للتوصل الى سلام شامل في المنطقة، وانهاء حالة العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وهذه الاهداف تتضمن انشاء دولة فلسطينية في مدة ثلاث سنوات. والاهم من ذلك هناك تعهد اميركي بمساعدة شعوب المنطقة للوصول الى ازدهار وسلام ومستقبل واعد، ما يؤدي الى انهاء حالة القلق والخوف وعدم الاستقرار التي يتصف بها الوضع الحالي مرحباً بـ «موقف لبنان تجاه الولايات المتحدة الاميركية. والصداقة التي تجمع هذين البلدين قوية ومتينة ومستمرة».

وأكد ساترفيلد اجتماعه اول من امس ببعض اعضاء «لقاء قرنة شهوان» الذي يضم معارضين مسيحيين، مشيراً الى ان «اجتماعات اخرى ستعقد مع فرقاء آخرين في لبنان». وقال: «ان لبنان يفتخر بنظامه المنفتح الذي يسمح باجراء مناقشات سياسية. وهذا امر مهم يفخر به ويقدره اللبنانيون واصدقاء لبنان»، مكرراً معارضة الادارة الاميركية لمشروع قانون محاسبة سورية.

ونفى ساترفيلد حمله تهديدات اسرائيلية حول استغلال لبنان لمياه نبع الوزاني. وقال: «ان اميركا لا تحمل رسائل او تهديدات او تحذيرات من اي جهة الى اي جهة اخرى. نحن نعبّر عن وجهات نظرنا وحدنا وعن فهمنا للاوضاع. اما موضوع مباحثاتنا مع المسؤولين اللبنانيين، وكذلك مع المسؤولين الآخرين الذين التقيتهم في جولتي، فهي تبقى غير علنية». ورفض الرد مباشرة على سؤال حول الموقف الاميركي من حزب الله. وقال: «لقد تكلمت هنا وفي دمشق، عن اهمية انهاء العنف والتوصل الى حالة دائمة من الهدوء. نحن نعتبر ان اعمال العنف ومن اي جهة اتت، واياً كان مصدرها، ومهما كانت الدوافع لها، وفي اي مكان حصلت، تبقى امراً مسيئاً، ليس فقط للازمة الفلسطينية ـ الاسرائيلية ولكن ايضاً للتوصل الى السلام الشامل. وليس في مصلحة اي فريق استمرار اعمال العنف». كما تجنب ساترفيلد الحديث عن اجراء اميركي ضد «حزب الله» قائلاً: «يجب الادراك ان العنف لا يساعد احداً الا هؤلاء الذين لا يوجد لديهم اهداف تتصل بالسلام والاستقرار والامن والحل الشامل».

وقال ساترفيلد بعد زيارته رئيس مجلس النواب نبيه بري: «لقد بحثنا الوضع في الجنوب اللبناني. واملنا ونحن نتشارك مع اللبنانيين في ان يبقى الجنوب ليس هادئاً فحسب بل مزدهراً».

وقيل له: هل صحيح ان قرنة شهوان واطرافاً اخرى تتلقى توجيهات اميركية للاستقواء بها في لبنان؟ فأجاب: «ان محادثاتنا مع اللبنانيين ومع الحكومة اللبنانية ومع شخصيات لبنانية اخرى تعكس احترامنا وتقديرنا للحوار القائم الآن. وهذه هي ثروة لبنان، وعندكم قضايا حساسة في هذا البلد، وهي بحاجة لان تبحث وتعالج يومياً، وهذه القضايا تخصكم». واضاف: «ان الولايات المتحدة الاميركية تدعم الاسس لعملية بحث منفتحة لمشاكل البلد على الصعيد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، لكنها قضايا داخلية. وفي النهاية فان الجهات الخارجية غير معنية بهذه القضايا الداخلية التي تعني اللبنانيين».

وزار ساترفيلد ايضاً رئيس الحكومة رفيق الحريري في دارته في قريطم في حضور وزير المال فؤاد السنيورة ووزير الاقتصاد باسل فليحان. ثم زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط.