في أقل من 24 ساعة طوقت الحكومة المصرية أزمة محدودة مع نواب الاخوان المسلمين في البرلمان بسحبها من الاسواق كتاباً لمؤلفين يهود يصور «الجهاد» الفلسطيني ارهابا. وأعلن فاروق حسني وزير الثقافة عن سحب كتاب «الارهاب.. التهديد والرد عليه» نشرته الوزارة ضمن سلسلة «كتاب الأسرة» التي تشرف على اصدارها الهيئة العامة للكتاب، وشدد حسني على خلو الاسواق من اي نسخة منه، كما تم تحويل المسؤولين عن نشره إلى التحقيق. وأكد الوزير المصري رداً على سؤال لنائب الاخوان جمال حشمت حول السماح بتداول الكتاب، رفضه القاطع لتداول أي كتاب في مصر يصدر عن «مكتبة الأسرة» يحمل مجرد شبهة الاساءة إلى التقاليد والقيم المصرية الأصيلة. وأوضح أن هناك العديد من الكتب التي تم رفضها قبل أن تطبع لوجود المفاهيم التي تسيء لتعاليم الدين وقيم المجتمع المصري وتقاليده. وشدد فاروق حسني على حرصه الكامل على اتخاذ الاجراءات الفورية ضد أي خطأ وتصحيحه من دون تباطؤ.
وكان النائب حشمت قد ذكر في سؤاله ان الكتاب قدم تعريفات مجردة للارهاب تصنف المجرمين والمظلومين من منطلقات تختلف كثيراً عن توجهات الأمة وتخلط بين الجلاد والضحية، وقال «هذا واضح في كتاب ـ الارهاب التهديد والرد عليه ـ لمؤلفين يهود، فاذا به يتحدث عن الارهاب العربي الاسلامي ووحشية الفلسطينيين ووداعة الاسرائيليين حتى ثورة يوليو اعتبرها الكتاب عملاً ارهابياً». وتساءل النائب معنفاً الوزارة هل خلت مصر من كتاب يعلقون ويوضحون الحقائق حال اصرار هيئة الكتاب على نشر الكتاب الخطير وكيف يروج الكتاب لمفهوم الأميركي الصهيوني للارهاب وسط الشباب وفي نفس الوقت يهيل التراب على الجهاد الفلسطيني ويشوه صورته. ولماذا خلا الكتاب من مقدمة توضح وتصحح ماسوف يتم عرضه.