دعاة البيئة لباول في قمة الأرض: العار على بوش

TT

جوهانسبرغ ـ وكالات الانباء: قاطع محتجون من دعاة حماية البيئة وزير الخارجية الاميركي كولن باول اثناء القائه كلمة في قمة الارض امس واخذوا يهتفون مرددين «العار على بوش». وكتب على لافتة رفعها محتجون سرعان ما ابعدهم حراس الامن بينما كانوا يصفرون ويطلقون اصوات الاستهجان انتقادا للرئيس الاميركي جورج بوش: «الخيانة من جانب الحكومات». وخرج باول عن سياق كلمته قائلا في الاجتماع الذي كان يناقش الحد من الفقر وحماية البيئة: «اشكركم وسمعتكم. اطلب منكم ان تسمعوني». وفي وقت لاحق اطلق جانب من الحضور صفيرا عندما قال باول ان واشنطن تتخذ خطوات لمعالجة التغير المناخي.

ووجهت كثير من الدول الفقيرة انتقادات واسعة النطاق للرئيس الاميركي بسبب عدم مشاركته في القمة. وينظر دعاة حماية البيئة الى غيابه بوصفه دليلا على ان واشنطن تغلب الارباح على البيئة. وتنفي الولايات المتحدة هذه التهمة وكشفت عن عدد كبير من المشروعات التطوعية يشارك فيها القطاع الخاص وتهدف الى تنظيف الارض. وقال باول: «لدينا خطط لانهاء الاحباط واتاحة الامل.. الان حان الوقت لوضع هذه الخطط موضع التنفيذ لتوسيع دائرة التنمية لتشمل كل البشر».

وبدأ صوت المحتجين يعلو في وجه باول عندما تطرق للحديث عن الجفاف في جنوب القارة الافريقية وخص زيمبابوي بالذكر وتحدث عن برنامج مصادرة الاراضي المثير للجدل هناك. ومضى يقول: «في بلد واحد في هذه المنطقة هو زيمبابوي ادى غياب احترام حقوق الانسان وحكم القانون الى تفاقم هذه العوامل التي تدفع ملايين الناس الى حافة المجاعة». وتدخلت وزيرة خارجية جنوب افريقيا نكوسازانا دلاميني زوما بالمطرقة مرارا رافضة اصوات الاعتراض التي وصفتها بأنه غير مقبولة.

وقال احد المحتجين ويدعى روبرتو فراو وهو اميركي ينتمي لمنظمة غير حكومية انه غاضب من سياسة الولايات المتحدة. واضاف : «شيء يدعو للغضب ان تسمع كأميركي بما تفعله بلادك.. ما يقوله باول مبالغة كبيرة.. وعندما تكون جزءا من ذلك البلد فهو شيء محبط حقا».

وفي الوقت نفسه قررت المنظمات غير الحكومية الرئيسية الممثلة في القمة ان تنسحب منها كخطوة رمزية ونظمت مظاهرة امس احتجاجا على نتائج المفاوضات التي جاءت في خدمة الشركات متعددة الجنسية. وقال ريكاردو نافارو رئيس جمعية اصدقاء الارض: «هذه القمة جريمة. اليوم، نشهد خيانة بحق 6 ملايين شخص من جانب حكوماتهم التي تصرفت كما ولو انها موظفة عند الشركات متعددة الجنسية، والتي تعتبر الارباح اهم من صالح الشعوب». واضاف: «يريدون ان يجنوا الاموال ولهذا يأتون مؤكدين انهم يريدون تسوية المشكلات.. انهم يفضلون مصالح الشركات على مصالح الشعوب والبيئة. انه امر فاضح».

وقال ايضا: «انها جريمة ترتكبها الحكومات، انها جريمة ضد البشرية لانهم يحكمون على الاف والاف الاشخاض بالاعدام.. ستة مليارات من الاشخاص في العالم يخونهم كل يوم زعماؤهم».

وقالت فانداناه شيفاه رئيسة جمعية «نافدانيا» الهندية: «ان مصالح الشركات متعددة الجنسية باتت برنامج عمل القمة.. نريد قمة حول مسؤولية الشركات التي بات يصعب السيطرة عليها.. انها سرطان في الارض».

واضافت ان الشركات متعددة الجنسية «ليس لديها اي قدرة على فرض قواعد على عملها كما يثبت ذلك مثالا ورلدكوم وانرون، غير انها تعمل على تحطيم القمة ونظام الامم المتحدة.. ولهذا نريد اتفاقية حول مسؤولية الشركات». وقال السناتور الاسترالي عن الخضر بوب براون: «لم علينا ان نبقى في المؤتمر عوضا عن ان ندير له ظهرنا ونتظاهر في الخارج من اجل قضية افضل مع الناس في الشارع؟».