القذافي: سأتفرغ لإخراج العالم الإسلامي من قفص الاتهام والحيلولة دون حرب صليبية جديدة بدعوى مكافحة الإرهاب

TT

اعلن امس الزعيم الليبي معمر القذافي، انه دعا أمير قطر، باعتباره الرئيس الحالي لمنظمة المؤتمر الاسلامي، الى ضرورة احداث «تجمع» لفعاليات العالم الاسلامي للتحاور مع العالم الغربي بشأن ظاهرة الارهاب التي تلصق حاليا بالعرب والمسلمين، وذلك بعد ان اعلن اول من امس انه قرر التفرغ للشأن الاسلامي والافريقي لـ«اخراج العالم الاسلامي من قفص الاتهام والحيلولة دون قيام حرب صليبية جديدة».

وذكر مصدر صحافي رسمي ان القذافي دعا خلال اتصال هاتفي أول من امس مع الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر، الى العمل على «مكافحة اسباب الارهاب وتحديد مفهومها» والعمل على اخراج العالم الاسلامي مما أسماه «قفص الاتهام وحالة الرعب» التي فرضت عليه وابعاد «صفة الارهاب» عن العرب والمسلمين. وقالت وكالة الانباء الليبية ان القذافي جدد خلال هذا الاتصال التأكيد على رفض التهديدات الاميركية بضرب العراق وانه اكد عدم القبول بأي حال من الأحوال بالعدوان على العراق باعتبار ذلك أمرا خطيرا جدا يهدد بانهيار المنطقة بأسرها.

وفي مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية اول من امس حذر القذافي الولايات المتحدة من ضرب العراق وقال «ان ضرب اميركا للعراق سيجر المنطقة الى حرب صليبية جديدة وسيصبح العراق مثل افغانستان، واذا انهار العراق سيتحول الى معقل لطالبان واسامة بن لادن والاخوان المسلمين والشيشان وجماعات التكفير والهجرة ويتحول بالتالي الى قاعدة اخرى مثل افغانستان». واستبعد ان تتمكن الولايات المتحدة من السيطرة على العراق «بعد انهياره». وقال «اذا انهار العراق لن تستطيع اميركا السيطرة عليه ويصبح نارا حمراء، واذا ضربوا ايران ستصبح ايضا مرتعا اخر للارهابيين وقاعدة اخرى لافغانستان». وكرر القول «اذا ضربت ايران والعراق سيصبحان مسرحا واحدا للعمل غير المنظم. واذا كانت اميركا تعتقد انها بهذا العمل ستقضي على الارهاب فانا اؤكد لها عكس ذلك»، موضحا ان افغانستان ايام حكم الشيوعيين «لم يستطع بن لادن والقاعدة ان يعملا شيئا فيها باعتبارها تتمتع بحكم قوي ومسيطر وهذا المثل ينطبق الآن على الصومال المتهم بالارهاب نتيجة عدم وجود سلطة وسيطرة مركزية به مثل النظام الحديدي القوي لسياد بري».

من ناحية ثانية، اكد الزعيم الليبي انه قرر التفرغ للشأن الاسلامي والافريقي بهدف «اخراج العالم الاسلامي من قفص الاتهام»، في اشارة الى موضوع الارهاب.

وقال «انني تخليت عن الشأن الليبي نهائيا وسأتفرغ لمهام استراتيجية ودولية في محاولة لاخراج العالم الاسلامي من قفص الاتهام والحيلولة دون قيام حرب صليبية جديدة». واضاف انه يسعى من هذا الغرض الى تشكيل «تجمع اسلامي عالمي على غرار تجمع جوهانسبرغ (لقمة الأرض)، على الا يكون مقتصرا على الحكومات وقادة الدول الاسلامية، بل توجد فيه فعاليات العالم الاسلامي والعربي».

وقال القذافي «ان المهمة الأخرى التي سأتفرغ لها هي الفضاء الافريقي، وهي مهمة غير سياسية، فسياسة الفضاء الافريقي يتولاها الاتحاد الافريقي، ولكن سأحاول ربط النهر الصناعي العظيم في ليبيا مع الانهار الطبيعية الافريقية من النيل الى بحيرة تشاد». ودشنت ليبيا النهر الصناعي العظيم عبر جر المياه الجوفية من الصحراء لتزويد المدن الساحلية بالمياه. وقال ان مثل هذه المشروع «سيحدث توازنا بيئيا واستقرارا بشريا وهو يحتاج الى سلام واستقرار وتموين يجب ان يساهم فيه جهد دولي». واضاف ان هدفه «منع زحف الافارقة الى اوروبا، وتحويل الصحراء الى جنة».