مسؤولون أميركيون: تحركات لخلايا «القاعدة» في أوروبا مع اقتراب ذكرى 11 سبتمبر

TT

مع اقتراب الذكرى السنوية الاولى لهجمات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، يتملك المسؤولين الاميركيين وحلفاءهم في اوروبا وآسيا وافريقيا، القلق بان تنظيم «القاعدة» ربما يعيد تجميع خلاياه ويخطط حالياً لشن هجمات اوسع مدى على اهداف اميركية في الخارج.

وقد ظلت هذه المخاوف تتعمق لعدة اشهر، استنادا الى ما وصفه المسؤولون الاميركيون بتزايد «الدردشة» في الاوساط الاستخباراتية حول تحركات لـ«القاعدة»، وخصوصاً في اوروبا. وقال احد المسؤولين في وزارة العدل الاميركية «ظللنا نلتقط دردشات طوال فصل الصيف. لم نتحدث عن ذلك طوال الشهر الماضي، ولكن ذلك كان بسبب ان المسؤولين سافروا لاداء عدة مهام. ومعروف ان اغسطس (آب) شهر خامل في واشنطن».

ولم يتلق مسؤولو تطبيق القانون والمسؤولون الاستخباراتيون الاميركيون، او نظراؤهم الاوروبيون، اي معلومات عن تواريخ او اماكن محددة للهجمات المحتملة. ولكن المسؤول بوزارة العدل قال ان المخاوف من حدوث هجمات ارهابية على غرار احداث 11 سبتمبر، لم تأت من مصادر موثوقة كثيرة.

ومن المقرر ان يسافر اكبر مسؤول لمكافحة الارهاب في وزارة العدل، مايكل شيرتوف، يوم 11 سبتمبر، الى لندن، لعقد اجتماعات استراتيجية مع نظرائه في المملكة المتحدة. وقال المسؤول ان تلك الاجتماعات كانت مقررة منذ فترة طويلة ولكن احتمالات الهجمات اكسبت جولة شيرتوف اهمية اضافية. واكد مسؤول كبير بوزارة الخارجية الاميركية، طلب عدم ذكر اسمه، ان السلطات الاميركية مهتمة اهتماما حقيقيا باحتمال حدوث هجمات ضد السفارات والمرافق الاميركية في كل انحاء العالم.

وقال مسؤول وزارة الخارجية ان الاجراءات الامنية اصبحت مشددة حول كل تلك الاهداف المحتملة، ولكن المسؤولين يعتقدون مع ذلك ان تلك الاجراءات ربما لا تكون كافية لرد اعتداءات من طراز الهجمات التي استهدفت السفارتين الاميركيتين في شرق افريقيا عام .1998 وقال مسؤول اميركي مطلع على ملف مكافحة الارهاب «كنا قبل 11 سبتمبر قلقين جدا على المرافق الاميركية في تركيا وفي اوروبا وفي منطقة الخليج. وهم يريدون حالياً استهداف نفس الاهداف التي حددوها من قبل».

وفي الآونة الاخيرة، أصدرت الشرطة البريطانية (اسكوتلانديارد) تحذيرات علنية حول هجمات محتملة في 11 سبتمبر، تستهدف بصورة خاصة سفارات الولايات المتحدة، والاماكن التي يوجد فيها مواطنون اميركيون يحيون ذكرى هجمات العام الماضي. ولكن بعض المسؤولين يقولون ان «القاعدة» ربما تنتظر وتؤجل هجماتها، نسبة لان الاجراءات الامنية مكثفة اثناء احياء ذكرى الاحداث.

وقال ماغناس رانستوب، الخبير في مكافحة الارهاب «ربما يأتي عنصر معزول، يرغب في الاستفادة من ايحاءات تاريخ الحدث، على تنفيذ عمل ما، ولكن ليس من المحتمل ان يكون هناك هجوم كبير. هؤلاء الناس اذكياء، وربما يتفادون الاضواء المسلطة على احياء الذكرى يوم 11 سبتمبر. قد ينتظرون عدة اسابيع قبل تسديد ضربتهم المقبلة. صحيح اننا قللنا من خطرهم حتى بعد 11 سبتمبر، ومن المؤكد انهم سيعودون بصورة او بأخرى. ولكن اية صورة يمكن ان تتخذها عودتهم ومتي تكون هذه العودة، تبقى اسئلة مفتوحة».

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»