قوات الاحتلال تجتاح دير البلح للمرة الثانية وتصيب 6 صبية وتعتقل 20 فلسطينيا في الضفة

TT

للمرة الثانية خلال 48 ساعة اقدمت قوات الاحتلال على اقتحام مدينة دير البلح ومخيمها وسط قطاع غزة. وأطلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي النار باتجاه منازل المواطنين في غرب المطاحن من منطقة البركة فأصابت امرأة في الأربعين من العمر وصبيا بشظايا خلال عملية الاقتحام التي قامت فيها 3 دبابات باطلاق قذائفها على المخيم، وألحقت أضرارا مادية بالعديد من منازل المواطنين وممتلكاتهم.

وزعم ناطق عسكري صهيوني ان الدبابات الاسرائيلية اطلقت قذائفها ردا على قذفها بقنابل يدوية، مما ألحق أضرارا بإحداها أثناء قيامها بمهمة روتينية لكشف أنفاق حفرت تحت الأرض عند الحدود مع مصر تمر أسلحة عبرها.

وقالت مصادر فلسطينية ان جرافات الاحتلال جرفت عشرات الدفيئات الزراعية واقتلعت مئات اشجار النخيل في المنطقة قبل ان تغادرها فجر امس.

وشهدت المناطق المحيطة بمنطقة نتساريم المقامة على الأراضي الفلسطينية جنوب مدينة غزة، تحركات عسكرية، حيث تمركزت العديد من الدبابات والآليات العسكرية في مناطق مختلفة.

وأطلقت قوات الاحتلال النار عشوائيا وبكثافة باتجاه بيارات بيت حانون شمال القطاع مما أثار حالة من الخوف والذعر في صفوف المواطنين خاصة الأطفال والنساء. وأطلقت قنابل الإضاءة فوق منطقتي السودانية ومعبر بيت حانون مما أثار حالة من الترقب بين المواطنين ازاء امكانية توغل قوات الاحتلال في المنطقة.

من ناحية ثانية اعادت قوات الاحتلال اغلاق شارع «صلاح الدين» الذي يصل شمال القطاع بجنوبه عند حاجز «ابو هولي» العسكري، الامر الذي جعل مئات الفلسطينيين غير قادرين على العودة الى مناطق سكناهم.

في تطور اخر اعلنت كتائب شهداء الاقصى ـ الجناح العسكري لحركة فتح عن اشتباك مجموعة من عناصرها مع قوة للاحتلال الى الشرق من بلدة بيت حانون. وذكر بيان صادر عن كتائب الاقصى ان الاشتباك وقع عندما اكتشفت القوة الاسرائيلية قيام عدد من المقاومين بزرع عبوات ناسفة في المكان. واكدت كتائب الاقصى وقوع اصابات مباشرة في جنود الاحتلال في حين استطاع عناصرها الانسحاب بسلام.

على صعيد اخر ذكرت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال اعتقلت 20 فلسطينيا فجر امس. وقالت المصادر ان قوات الاحتلال اعتقلت عدداً من نشطاء حماس في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية من بينهم الكيميائي هشام الشرباتي وشقيقه مأمون في عملية للوحدات الخاصة. وكان الشرباتي قد اعتقل في سجون السلطة بتهمة المسؤولية عن تشغيل معمل لانتاج المتفجرات.

وفي جنين شمال الضفة الغربية اصيب طفل فلسطيني بجراح عندما اطلقت دبابة للاحتلال زخات من الرصاص على مجموعة من الاطفال رشقوها بالحجارة اثناء مرورها في قلب المدينة. وكان خمسة اطفال قد اصيبوا بجراح جراء اطلاق قوات الاحتلال النار عليهم في المدينة الليلة قبل الماضية.

وفرضت قوات الاحتلال اغلاقا شاملا على منطقة الاغوار الشمالية والوسطى وحظرت على الفلسطينيين دخولها او الخروج منها. واصدر جيش الاحتلال تعليمات جديدة لبعض التجمعات السكانية التي تخضع لنظام منع التجول حيث يحظر على سكان هذه المناطق الوقوف على شرفات المنازل او اسطحها.

وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي امس فرض حظر التجول على مدينة طولكرم ومخيمها وضواحيها وعلى القرى والبلدات المحيطة بها، لليوم الثالث على التوالي دون انقطاع، مما حرم المواطنين من التزود بالمواد الغذائية وحليب الأطفال.

واجتاحت دبابات الاحتلال فجر امس المخيم، وفق ما اوردته وكالة الانباء الفلسطينية «وفا»، ورابطت على مدخليه الجنوبي والشمالي وقرب مدارس الوكالة، وسيرت دورياتها المحمولة والراجلة في شوارعه الداخلية، وأطلق أفرادها نيران أسلحتهم الثقيلة تجاه المواطنين وممتلكاتهم بشكل عشوائي، مما أدى إلى تخريب واجهات المنازل وإصابة مواطنين بجروح متوسطة تلقوا العلاج على أثرها في «مستشفى الدكتور الشهيد ثابت ثابت الحكومي» وغادروه بعد تلقيهم العلاج.

وشددت قوات الاحتلال من حصارها على المدينة بشكل مكثف لم يشهد له مثيلاً من قبل، حيث نصبت حواجزها على طرق بلدات قرى الشعراوية شمال طولكرم، وقامت بنشر قواتها بكثافة داخل الأراضي الزراعية التي تفصل قرى الشعراوية عن الخط الفاصل بين الضفة الغربية و«الخط الأخضر».

وذكر شهود عيان، أن جنود الاحتلال أطلقوا النيران داخل بيارات الحمضيات وحقول الزيتون في المنطقة بشكل مكثف، مما أدى إلى بث حالة من الرعب والخوف لدى المزارعين الموجودين في مزارعهم ومغادرتها خوفاً على حياتهم.

إلى ذلك، رابطت دبابة إسرائيلية على مدخل ضاحية شويكة الشمالي. ومنعت السيارات والمواطنين السائرين على الأقدام من دخول قرى الشعراوية، في الوقت الذي سيرت فيه دورياتها المحمولة على طريق جنين ـ طولكرم، مروراً بباقة الشرقية، ونصبت حاجزاً على مفترق قفين، ومنعت المواطنين من الدخول والخروج اليها، مما اضطر الأهالي خاصة المزارعين منهم إلى سلوك طرق ترابية وعرة للوصول إلى مزارعهم معرضين أنفسهم إلى خطر جنود الاحتلال وبطشهم.

في غضون ذلك، كثفت قوات الاحتلال من وجودها على الطريق الالتفافية جنوب طولكرم، ونصبت حاجزاً لها على مفترق الكفريات المتفرع عن الطريق الالتفافية، وقام جنود الاحتلال على الحاجز بالاعتداء على المواطنين، ومنعتهم من اجتياز الحاجز للوصول إلى مزارعهم وإلى قرى المنطقة.

وأفاد العديد من المواطنين، أن قوات الاحتلال كثفت من وجودها على طول «الخط الأخضر» وداخل سهل طولكرم الغربي وداخل الأراضي الزراعية التابعة لقرية الرأس وخربة جبارة، ولم يتمكن أحد من المزارعين من دخولها.