الاستخبارات الأميركية تتهم العراق بـ«تكثيف» محاولاته أخيرا للحصول على معدات يمكن استخدامها في صنع أسلحة نووية

TT

قال مسؤول استخبارات اميركي ان العراق كثف محاولاته اخيرا لاستيراد معدات يمكن استخدامها في تخصيب اليورانيوم او في صنع الاسلحة النووية. وقال المسؤول ان شحنات عديدة كانت في طريقها الى العراق قد اوقفت قبل ارسالها، ولكنه لم يشأ الكشف عن الجهات التي ارسلت تلك الشحنات. وقال ان تلك الشحنات احتوت على انبوب معدني دقيق التصميم يصلح للاستخدام في برامج تخصيب اليورانيوم.

وليس من المؤكد ما اذا كانت شحنات اخرى قد عبرت الى العراق. وصرح المسؤول ان جهود العراق للحصول على هذا النوع من الانابيب، جرت في الشهور الاخيرة، ولكنه رفض اعطاء تفاصيل اكثر، حرصا، كما قال، على حماية مصادر المعلومات الاستخبارية الاميركية. لكن المسؤولين الاستخباريين الاميركيين لا يعتقدون بان العراق حصل بالفعل على اية كميات من اليورانيوم او البلوتونيوم المخصبين. وبدون هذين المعدنين فان الرئيس العراقي صدام حسين لا يستطيع صناعة سلاح نووي.

ووصف المسؤولون هذه الشحنات بانها دليل على ان صدام يسعى لتطوير برنامجه للاسلحة النووية، ولكنها دليل في نفس الوقت على انه لا يملك مثل تلك الاسلحة حاليا. ومن المعروف ان «سعي» صدام حسين للحصول على اسلحة الدمار الشامل، هو الحجة الرئيسية التي تستخدمها ادارة الرئيس جورج بوش في تبرير مخططها لشن الحرب ضد العراق. وكان العراق قد حاول عبر السنين الماضية استيراد بعض المعدات التي يمكن استخدامها في ابحاث تطوير الاسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية، وفي صناعة هذه الاسلحة. وهناك بالطبع استخدامات سلمية لهذه المواد مثل صناعة الادوية او غيرها. لكن استخبارات الولايات المتحدة لا تستبعد مطلقا ان تكون واحدة من هذه القطع ستستخدم في انتاج اسلحة الدمار الشامل. وقد اوردت صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست تقارير حول محاولات العراق لشراء انابيب يمكن استخدامها في تخصيب اليورانيوم.

ومنذ مغادرة المفتشين التابعين للامم المتحدة، العراق عام 1998، صارت المعلومات حول برامج العراق غير منتظمة وغير متكاملة. ويعتقد بان العراق احتفظ ببعض الاسلحة الكيماوية والبيولوجية، مثل غاز الخردل والجمرة الخبيثة، كما احتفظ في نفس الوقت بصواريخ «سكود». ويعتقد الاميركيون بأنه حتى وان لم يزود صدام حسين بعض المنظمات الارهابية بهذه الاسلحة فان خطرها يبقى محصورا بصورة رئيسية في اسرائيل والقوات الاميركية في الخليج.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»