قضية التطرف الأصولي في المغرب تهيمن على ندوة محلية حول الشباب والمشاركة السياسية

TT

كادت ندوة نظمتها أول من أمس في الدار البيضاء جمعية الشعلة للتربية والثقافة بشراكة مع منتدى الحوار العربي ـ الأوروبي حول موضوع «الشباب والمشاركة السياسية»، أن تتحول إلى مناقشة لحجم وخطورة الظاهرة الأصولية في المغرب.

ورغم أن محمد الساسي، المنسق الوطني لحركة «الوفاء للديمقراطية»، اعتبر أن التيارات الاصولية اليوم هي أقوى فاعل في الساحة السياسية في المغرب، إلا أنه حذر من تهويل الظاهرة، الذي يستغل لتضييق هامش اللعبة السياسية وإقصاء الشباب.

وتساءل الساسي عن سبب معارضة الأحزاب التقليدية تخفيض سن التصويت في الانتخابات المقبلة من 20 إلى 18 سنة، رغم أنها كانت تطالب بذلك في الماضي، وأيضا عن عدم السماح للمغاربة المهاجرين بالمشاركة في هذه الانتخابات وتقليص الحجم الانتخابي لمدينة الدارالبيضاء. وأشار إلى أن الإعداد للانتخابات تم لفائدة الأحزاب التقليدية التي شاخت على حساب الأحزاب الشبابية والتيارالأصولي.

وحذر الساسي من عواقب تهويل خطورة التيارات الأصولية، وإيقاظ الفتنة والتضحية بمستقبل البلاد للتغطية عن المشاكل الحزبية، وقال «إن السلفية الجهادية ليست لها حتى الآن أية زعامة في المغرب، لكن الصحافة اليوم تصنع هذه الزعامة حين ينصب أمراء لهذه الجماعة وتروج لهم».

ونفى ما يروج حول ظاهرة عزوف الشباب عن السياسة، وقال إن الصحيح هو عزوف الشباب عن الانخراط في الأحزاب التقليدية، موضحا أن «الشباب يشارك في السياسة عبر قنوات أخرى كالصحافة المستقلة التي اضطلعت خلال السنوات الأخيرة بدور المعارضة والانخراط في التيارات الأصولية التي أصبحت لها جاذبية خاصة عند الشباب بسبب شبابية قياداتها وفشل التيارات اليسارية، ونظرا لحدة إشكالية الهوية التي يعتبر الشباب العربي عموما أنها موضوع عدوان وأن الانتماء للتيارات الأصولية يشكل نوعا من الدفاع عنها، غير أن الشباب، يقع في خطأ اختزال الهوية في الدين».

وبخلاف الساسي، أكد حسن رشيق، الباحث في جامعة محمد الخامس في الرباط، وجود عزوف حقيقي لدى الشباب عن ممارسة السياسة. وأشارإلى أن بحثا ميدانيا أشرفت عليه الجامعة أظهر ضعف الانتماء السياسي للطلبة، حيث لم تتجاوز نسبة المنتظمين في كل التيارات بما فيها الأصولية الـ15 في المائة، وقال «إن مرد ذلك هو طبيعة النسق السياسي السائد في المغرب، الذي يجعل من السياسة شأنا خاصا يمارس داخل مجال مغلق يعتمد الكواليس والعلاقات الزبونية واتخاد القرارات خارج المجال العام».

ودعا رشيق إلى تجاوز مرحلة الديمقراطية التمثيلية والانتقال إلى الديمقراطية التشاركية التي لا تقتصرعلى إبداء الرأي والمشاركة في التصويت فحسب، بل تدعو للاشراك الفعلي في الشأن العام.

وأشار رشيق إلى تجربة الجمعيات التنموية في البادية التي أحدثت ديناميكية تشاركية جديدة في أوساط الشباب بسبب الضغط الذي تمارسه الهيئات الدولية التي تربط منح القروض والتمويلات لإنجاز مشاريع المرافق العامة في البادية بضرورة إشراك المستفيدين في التدبير.