مصدر دبلوماسي أوروبي: ملك بلغاريا السابق وراء فكرة تقاسم بريطانيا وإسبانيا السيادة على جبل طارق

TT

كشف مصدر دبلوماسي أوروبي في الرباط النقاب عن أن اقتراح تقاسم السيادة بين بريطانيا واسبانيا على صخرة جبل طارق مع وضعية مماثلة تقضي باقتسام السيادة بين المغرب واسبانيا على مدينتي سبتة ومليلية والجزر المجاورة لهما، كان قد أطلقه قبل خمس سنوات ملك بلغاريا السابق سيميون الثاني، الذي أصبح حالياً رئيساً للحكومة البلغارية. وقال المصدر ذاته لـ«الشرق الأوسط» إن الملك البلغاري السابق قدم هذا الاقتراح في ابريل (نيسان) 1997 الى الملك الراحل الحسن الثاني حيث كانت تربط بين الرجلين علاقة صداقة وثيقة. وكان ضيفاً دائماً على القصر الملكي المغربي في جميع المناسبات الرسمية. وأوضح المصدر أن الملك الحسن الثاني وافق يومئذ على الاقتراح. ولم يستبعد المصدر أن يكون هو الذي أوحى به، على أساس ان يشكل تقاسم السيادة على سبتة ومليلية مرحلة انتقالية قبل انتقال السيادة الكاملة للمغرب، وهو الامر المتوقع حالياً بالنسبة لجبل طارق حيث يتوقع أن تنتقل السيادة بالكامل على الصخرة لاسبانيا في وقت لاحق. وكان بيتر كارونا، رئيس حكومة جبل طارق المحلية أعلن أنه سيستبق أي اتفاق اسباني ـ بريطاني حول الصخرة بتنظيم استفتاء للسكان في السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل يتوقع ان تكون نتيجته رفض أي سيادة اسبانية. بيد أن لندن قالت إنها لن تأبه بهذا الاستفتاء أو بنتيجته رغم أنها كانت نظمت استفتاء مماثلا عام 1969 في جبل طارق رفض خلاله السكان الانفصال عن التاج البريطاني. واشار المصدر الى أن سيميون الثاني نقل اقتراحه الى كل من مدريد ولندن لكنه لم يتلق آنذاك جواباً. وطبقاً للاقتراح الذي قدمه ملك بلغاريا السابق الذي تربطه كذلك علاقات صداقة مع عاهل إسبانيا الملك خوان كارلوس، يتولى السيادة الرمزية على جبل طارق كل من ولي عهد إسبانيا الامير فيلبي دي بوربون وولي عهد بريطانيا الامير تشارلز في حين يتولى السيادة على مدينة سبتة كل من العاهل المغربي الملك محمد االسادس، الذي كان آنذاك ولياً للعهد والأميرة ايلينيا ابنة ملك اسبانيا، في حين يتولى السيادة على مدينة مليلية الامير مولاي رشيد شقيق العاهل المغربي والأميرة كريستينا الابنة الثانية لملك إسبانيا. تجدر الاشارة الى ان الملك الحسن الثاني كان قد اقترح تشكيل «خلية تفكير» في مصير مدينتي سبتة ومليلية اللتين تحتلهما اسبانيا في شمال المغرب، لكن مدريد لم تتحمس لهذا الاقتراح، رغم أنه سيتم لاحقاً تشكيل «لجنة ابن رشد» التي تضم مثقفين من البلدين.