بالاثيو: إسبانيا مستعدة لسماع حجج المغرب حول الصحراء وليس عن سبتة ومليلية

الرباط ومدريد توافقان على موعد 23 الجاري للقاء وزيري خارجيتيهما

TT

قالت وزيرة الخارجية الاسبانية، آنا بالاثيو ان اسبانيا مستعدة للاستماع، خلال الاجتماع الوزاري الاسباني ـ المغربي المقبل، المزمع عقده في مدريد يوم 23 سبتمبر (ايلول) الجاري، حسب ما اكدته مصادر متطابقة في الرباط ومدريد أمس لـ«الشرق الأوسط»، الى حجج المغرب حول الصحراء لكنها غير مستعدة للحديث عن سبتة ومليلية. وقالت المصادر ذاتها ان الرباط ومدريد وافقتا على موعد 23 سبتمبر، بعد أن كان المغرب قد اقترح يومي 23 او 26 من الشهر الجاري كموعدين يمكن فيهما عقد اجتماع وزيري خارجية البلدين. وفي مقابلة مع وكالة الانباء الاسبانية (افي) ابدت رئيسة الدبلوماسية الاسبانية ثقتها بأنه سيتم الاتفاق مع المغرب على جدول اعمال الاجتماع مع نظيرها المغربي محمد بن عيسى، مما من شأنه اتاحة المجال لمعالجة المسائل الهامة في اطار العلاقات بين البلدين. وكررت بالاثيو ان حكومتها «لا مانع لديها في الحديث والانصات والتحاور» مع الرباط حول الصحراء، القضية التي «لم تغير منها اسبانيا موقفها»، بيد انها قالت انه بالنسبة لاسبانيا غدا من الملِح للغاية الحديث عن قضايا اخرى مثل الهجرة غير المشروعة «لأننا هنالك بصدد الحديث عن ارواح بشرية»، الى جانب مسائل اخرى مرتبطة بالاتحاد الاوروبي كموضوع الصيد البحري. وحول مدى امكانية ان يطرح المغرب على بساط البحث حرصه على مناقشة موضوع سبتة ومليلية، اعادت بالاثيو الى الاذهان ان «هناك مدونات سلوك عامة» في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تشير الى ان «التفاوض يتم حول قضايا قابلة للجدل، وحول سبتة ومليلية لا يوجد هناك اي جدال قانوني». وشددت على ان وضع سبتة ومليلية في القانون الدولي «واضح جدا» للعيان، فكلتا المدينتين «لهما اوراق حسب الاصول»، وعليه فإن الاجتماع مع بن عيسى يتعين ان يتمحور حول «تلك الامور التي ليست على ما يرام ويجب تسويتها». وذكّرت بالاثيو بوجود التزام من طرف وزير الخارجية المغربي بأن يرد على الزيارة التي قامت بها هي للرباط في 22 يوليو (تموز) الماضي، وبذلك اعتبرت انه خلال انعقاد جلسة الجمعية العامة للامم المتحدة الاسبوع المقبل في نيويورك فلن يتم سوى تحية عابرة بين الاثنين. ونفت ان يقلل اقتراب موعد الانتخابات في المغرب من اهمية مواقف بن عيسى لان الامر يتعلق بـ«وزارة الدولة» في المغرب وباجتماع «يوجد بقدر اكبر فوق» الانتخابات لحد انه لن يمنع من محاولة «الكسب في مجال استعادة مستويات الثقة والحوار» بين البلدين. واضافت الوزيرة الاسبانية: «انا لا اتطلع الى أن تتم تسوية الامور الهامة، يمكن شق المجاري» باتجاه تسويتها لكن ليس حلها نهائيا، واعتبرت انه «كلما تم الشروع مبكرا في الحديث مع المغرب كان ذلك افضل، من دون انتظار لا الانتخابات ولا تشكيل حكومة (جديدة)». وراهنت بالاثيو على استلهاب الخيال من اجل ايجاد حل للقضايا التي تشكل محط خلاف بين البلدين، ووضعت في سياقها احدث التصريحات لنظيرها المغربي في مرحلة الانتخابات، مما يتطلب «احتواء» وقت تأويلها، على حد قولها.