خبراء مصريون يرصدون في ندوة بالقاهرة التحول في فكر الجماعات الإسلامية بعد أحداث 11 سبتمبر

TT

في أول تدشين لمركز المستقبل للدراسات والأبحاث الذي أسسه أخيراً محامي الجماعات الاسلامية في مصر منتصر الزيات، رصد خبراء مصريون شاركوا في ندوة عقدها المركز تأثير أحداث 11 سبتمبر (ايلول) في الولايات المتحدة على فكر الجماعات الاصولية في مصر والعالم الاسلامي، مؤكدين حدوث تحول كبير في الاتجاهات الفكرية لهذه الجماعات باتجاه الانفتاح على الحكومات واقترابها كثيراً من طريق الحركات القومية تدعيماً لفكرة الاسلام السياسي.

وقال محامي الجماعات الاسلامية رئيس المركز منتصر الزيات في كلمته الافتتاحية للندوة ان المخاطر تحيط بالأمة العربية والاسلامية من جراء الهيمنة الأميركية وتحميل التيار الاسلامي مسؤولية أحداث 11 سبتمبر، داعياً إلى توحيد الحركات الاسلامية الداخلية والخارجية سواء على الساحة المصرية أو العربية والتنسيق بينهم للعمل على زيادة الانفتاح السياسي على الحكومات العربية. وعلق الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بمؤسسة ضياء رشوان بأن الحركات الاسلامية سلكت بعد أحداث 11 سبتمبر طريق التيار القومي وتأثرت كثيراً باطروحات فكرة الاسلام السياسي خاصة فيما يتعلق بالصراع مع الغرب.

وشدد استاذ العلوم السياسية الدكتور احمد ثابت فرج على ضرورة الاستفادة من خطوة تحول الجماعة الاسلامية الى العمل السياسي السلمي والتي تمثلت في اقدام عدد من قيادات الحركة الاسلامية على تأسيس حركات سياسة علنية وشرعية كأحزاب «الوسط الجديد» و«الاصلاح» و«الشريعة» في مصر وتراجع فكرة الكفاح المسلح ضد الداخل الاجتماعي والسياسي.

وانتقد الباحث الدكتور رفعت سيد أحمد رئيس مركز يافا للدراسات والأبحاث الأوراق المقدمة الى الندوة قائلا «ان اللغة التي كتبت بها يغلب عليها سمة الاعتذار والتراجع في غضب». وتساءل عن سبب هذه اللغة الصادرة عن ممثلي الحركات الاسلامية بالذات بعد «الحادي عشر من سبتمبر وهل اصبحنا في موضع المتهم؟» وابدى غضبه الشديد على الخطاب الاعتذاري الذي ظهر به الاسلاميون ووصفه بأنه «يرتدي رداء ورديا يسر الناظرين والحاكمين ولكنها تخفي شعورا مبطنا بالذنب عما لا دخل لهم فيه واعتذارا عن جريمة لم يكونوا هم فاعليها وواقع لم يكونوا صانعيه». وقال انه يرى ان «المجرم الحقيقي هو تلك الهيمنة القادمة من الغرب منذ عشرة قرون».