الرئيس الإيراني يبدأ زيارة للسعودية ويجري مباحثات مع الأمير عبد الله السبت

TT

تشهد مدينة جدة يوم السبت المقبل قمة سعودية ـ ايرانية تجمع الرئيس محمد خاتمي والامير عبد الله بن عبد العزيز نائب خادم الحرمين الشريفين. وتعد زيارة الرئيس خاتمي للسعودية، التي تستغرق أربعة أيام، الأولى منذ اعادة توليه السلطة، والثانية له ولرئيس إيراني منذ عام .1979 واطلعت مصادر سياسية ايرانية رفيعة المستوى في طهران «الشرق الأوسط» على تفاصيل زيارة الرئيس خاتمي الثانية للسعودية، بقولها «ان الرئيس خاتمي فضل ان تكون زيارته الثانية للسعودية بعيدة عن الاجواء الرسمية البروتوكولية، حيث سيبدأها بزيارة للمدينة المنورة ثم يؤدي مناسك العمرة خلال اليومين الاولين على ان يجري مباحثات رسمية يوم السبت مع الامير عبد الله بن عبد العزيز في مدينة جدة. وسألت «الشرق الأوسط» المصادر ذاتها حول المحاور الرئيسية لمباحثات خاتمي مع الامير عبد الله بن عبد العزيز، فقالت «هناك ثلاثة ملفات مهمة سيناقشها خاتمي مع نائب خادم الحرمين الشريفين. الملف الاول يخص تطورات الوضع في العراق، والثاني يتعلق ببلورة موقف اسلامي من القضايا المختلفة، والثالث هو عبارة عن رغبة ايران في الاطلاع على قراءة للوضع العربي عبر النافذة السعودية».

وأوضحت المصادر انه في ما يخص تطورات الوضع في العراق، فان خاتمي سيضع على طاولة المباحثات ورقة مهمة هي محاولة التنسيق في مرحلة ما بعد ضرب العراق لو حدثت، باعتبار ان العملية العسكرية ستدخل الجميع في موقف حرج، ولا يرغب الجميع ان يكونوا متفرجين وفي الوقت نفسه هم يرفضون العملية العسكرية اصلا.

وشددت المصادر على ان هناك اتفاقا سعوديا ـ ايرانيا على ان العملية العسكرية ضد العراق ستدخل المنطقة في فوضى واضطرابات، كما ان هناك تفاهما وتطابقا على رفض العملية ورفض مغامرات الرئيس العراقي. وبخصوص المحور الثاني للمباحثات، والمتعلق ببلورة موقف اسلامي، قالت المصادر ان خاتمي سيستجيب لطلب القيادة السعودية الذي قدمته لايران عبر رسائل عديدة منها الزيارة الاخيرة للامير سعود الفيصل وزير الخارجية لطهران، ومفادها أن الحاجة ملحة في الوقت الحاضر لبلورة موقف اسلامي من القضايا المختلفة التي تشكل تحديا كبيرا امام الامة الاسلامية.

وكشفت المصادر ان الرئيس خاتمي سيطلب من القيادة السعودية دعم مبادرة بلاده التي اطلقها وهي «التحالف من اجل السلام لا من اجل الحرب»، وتخص قضية الحرب ضد الارهاب، لقناعته الشخصية بان مبادرة من هذا النوع يجب ان تلقى دعما سعوديا لانجاحها على مستوى العالم الاسلامي انطلاقا من مركزها ومكانها القيادي في العالم الاسلامي.

وفي ما يتعلق بالمحور الثالث من المباحثات، اوضحت المصادر الايرانية «ان الرئيس الايراني يرغب في قراءة عميقة وعملية للوضع العربي تجاه العديد من القضايا من النافذة السعودية، على اعتبار انها النافذة التي تعبر عن الواقع والهم العربي والرؤيا الصادقة، فحينما تعبر السعودية فانها تعبر عن الجميع».

وحول ما اذا كانت هناك افكار ورؤى محددة سيطرحها خاتمي في مباحثاته، قالت المصادر «الصحيح أن الرئيس الايراني يرغب في الاستماع اكثر من رغبته في ابداء الرأي». واوضحت قائلة «فعلى سبيل المثال سيستمع ويطلب من السعوديين رأيهم بخصوص جولته العربية المقررة بهدف انجاحها، مستعينا بهم في قضية الجزر مع الامارات تقديرا للدور الذي ادته وتؤديه في الخلاف على اعتبار انه ابرز الملفات التي ستطرح في زيارته المرتقبة للامارات ضمن جولته العربية». وأوضحت المصادر الايرانية ان الرئيس خاتمي سيناقش مع المسؤولين السعوديين المواضيع ذات الاهتمام المشترك والثنائية في كافة المجالات ومنها ما يتعلق بأمور المنطقة والعالم الإسلامي، واستقرار سوق النفط والقضية الفلسطينية.

وعلاوة على ذلك فإن الملف الاقتصادي سيكون أيضا محورا رئيسيا في مباحثات خاتمي مع المسؤولين السعوديين، على خلفية التعاون والتقارب بين البلدين.