استطلاع: 54 % من الأميركيين باتوا يشتبهون في الأجانب أكثر بسبب أحداث سبتمبر

TT

تدفق المارة على جسر بروكلين في صبيحة اليوم التالي لذلك اليوم الذي حذر فيه المسؤولون من ان إرهابيين قد يحاولون نسفه. وقالت ماري كوينفيل وهي تمر بالجسر في ذلك الصباح في مايو (ايار) الماضي «نعم أنا خائفة، لكنني لا أريد ان اترك الارهابيين يقولون لي ما افعل. إذا غيرنا (طريقة حياتنا) فاننا سنجعلهم المنتصرين».

هكذا بدا حال الاميركيين بعد عام على اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، إذ باتت غالبيتهم تصر على العيش بنفس الطريقة التي كانوا يعيشونها قبل الهجمات، لكن باحاسيس مختلفة. وكشف استطلاع للرأي اجرته كل من صحيفة «يو. اس. ايه. توداي» وشبكة «سي. ان. ان» التلفزيونية ومؤسسة «غالوب» لاستطلاعات الرأي، ان الاميركيين صاروا اكثر حذرا وحيطة الا انهم اكثراً توحداً.

فقد اوضح الاستطلاع ان 38 في المائة من الاميركيين لا يزالون خائفين من ان يسقطوا، او يسقط احد اقاربهم، ضحية لعمل ارهابي. كما كشف عن ان 60 في المائة يعتقدون باحتمال وقوع اعتداءات ارهابية جديدة خلال الاسابيع المقبلة. وقال 54 في المائة انهم صاروا اكثر اشتباها بالاجانب مقارنة مع ما قبل 11 سبتمبر.

كما صار بعضهم اقل رغبة في السفر عبر الطائرات (33 في المائة)، او الوجود في مبان عالية جداً (30 في المائة) او حضور مناسبات عامة كبيرة (29 في المائة) او السفر خارج الولايات المتحدة (47 المائة).

وتعكس نتائج الاستطلاع ان التغيرات النفسية والعاطفية التي تملكت الاميركيين عقب الهجمات بدأت تعود الى طبيعتها. فقد انخفضت نسبة الذين اظهروا مزيداً من القرب تجاه محبوبيهم من 77 في المائة في منتصف سبتمبر الماضي الى 47 في المائة هذه الايام. وحتى أولئك الذين كانوا يتوقعون حدوث الاسوأ بدأت نظرتهم للأمور تتغير.

وتوصل الاستطلاع كذلك الى ان 74 في المائة من الاميركيين واصلوا طريقة عيشهم اليومية بالضبط مثلما كانوا يمارسونها قبل الهجمات، في حين قال 26 في المائة فقط بأن حياتهم اليومية تغيرت. ومن بين اولئك الذين لم يتغيروا، قال 57 في المائة انهم ارادوا ان يظهروا لـ «الإرهابيين» انهم لا يستطيعون ترويعهم. كما قال 37 في المائة انهم لم يغيروا نمط حياتهم لانه لم يتمخض عن الاحداث ما يدعو لذلك.

لكن رغم ذلك، فان احداث 11 سبتمبر لا تزال ذات وقع كبير في نفوس الاميركيين الذين لا يزال الكثير منهم يتأثر بدرجات متفاوتة عند تذكرها. فقد كشف الاستطلاع ان تذكر يوم 11 سبتمبر يشعر غالبيتهم بالامل (84 في المائة)، والكثير منهم بالحزن (78 في المائة)، واكثر من نصفهم بالغضب (68 في المائة)، وقرابة نصفهم بالرغبة في الانتقام (45 في المائة) ونسبة قليلة نسبياً بالقلق (31 في المائة).

ولم يكن مفاجئاً أن كشف الاستطلاع ان النساء كن اكثر تأثراً من الرجال بالاعتداءات. فقد قال ثلثهن ان الاحداث غيرت طريقة حياتهن مقارنة مع 19 في المائة فقط من الرجال. وأعربت 83 في المائة من الاميركيات عن حزنهن الشديد مقارنة مع 72 في المائة من الاميركيين. وقالت 38 في المائة من النساء انهن لا يرجحن استخدام الطائرات في السفر مقارنة مع 27 في المائة من الرجال.

* خدمة «يو. اس. ايه. توداي» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»