اتضح من منشورات دائرة الاحصاء المركزية الرسمية في القدس ان الميزانية العسكرية الاسرائيلية قد ارتفعت بنسبة 4.1% في السنة الأخيرة (2001) وبلغت ذروة جديدة لم يعرف لها مثيل منذ سنة 1993. وأصبحت تعادل ضعفين ـ ستة اضعاف الميزانية العسكرية في الدول الصناعية المتطورة، اذا ما قورنت نسبتها بالناتج القومي.
ففي حين بلغت المصاريف العسكرية في الولايات المتحدة 3% من الناتج القومي (سنة 1999) بلغت في اسرائيل 18% من الناتج القومي في السنة نفسها (للمقارنة بلغت النسبة في مصر 3% وسورية 6% والكويت 7.5%). ولم تحسب هنا الزيادة في سنة 2001 بنسبة 4.2% (في سنة 2000 لم ترتفع المصاريف العسكرية الاسرائيلية). كما لم يحسب الاستيراد العسكري الاسرائيلي في هذا الحساب، إذ ان كل ما تستورده اسرائيل يمول من الدعم الأميركي البالغ ملياري دولار في السنة.
ويذكر ان الميزانية العسكرية في اسرائيل شهدت تطورات مختلفة خلال عشرات السنين. ففي السنوات 1956 ـ 1975 ارتفعت بمعدل 15 ـ 16% في السنة، مع زيادات كبيرة في سنوات الحروب بشكل خاص (خلال حرب العدوان الثلاثي سنة 1956 ارتفعت بنسبة 100% وفي حرب 1967 ارتفعت بنسبة 77% وفي حرب اكتوبر 1973 ارتفعت بنسبة 64%). وهبطت الميزانية العسكرية بمعدل 2 ـ 3% في السنة خلال الفترة منذ 1976 ـ 1995. لكن حكومة بنيامين نتنياهو اعادتها الى نظام الارتفاع بمعدل 1 ـ 2%. وفي سنة 2001 حصلت تلك القفزة (4.2%) لتصل الى اكبر معدل لها منذ عام 1993.