استعدادات للقيادة المركزية للجيش الأميركي للانتقال من تامبا إلى قاعدة «العديد» القطرية ابتداء من الغد

TT

رفضت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) التعليق على تقارير افادت بأن القيادة المركزية للجيش الاميركي ستبدأ اعتبارا من يوم غد الانتقال من مقرها الحالي في تامبا بولاية فلوريدا الى قاعدة «العديد» في قطر في مؤشر جديد على ان الولايات المتحدة تستعد للتحرك عسكريا ضد العراق بهدف اطاحة الرئيس صدام حسين.

ونقل تقرير لشبكة «فوكس نيوز» التلفزيونية الاميركية امس عن مصدر عسكري وصفه بأنه «بارز» قوله ان عملية نقل معدات وموظفي القيادة المركزية التي تشرف على القوات الاميركية في 25 بلدا الى قاعدة «العديد» في قطر ستبدأ غدا. وينظر الى هذه الخطوة على انها اوضح مؤشر حتى الآن على عزم الولايات المتحدة ضرب العراق وتحقيق هدف الرئيس بوش المعلن المتمثل في اطاحة الرئيس العراقي. وقالت مصادر عسكرية ان في النية بعد عملية الانتقال هذه زيادة عدد الطلعات التي تقوم بها الطائرات الاميركية والبريطانية فوق منطقتي الحظر الجوي في شمال العراق وجنوبه لاستهداف الدفاعات الجوية العراقية. ورفض «البنتاغون» والقيادة المركزية التعليق على التقرير وقال متحدث باسم الاخيرة «لا نعلق على العمليات او التحركات المستقبلية». كما رفض المصدر العسكري الآنف الذكر بيان متى سينتقل قائد القيادة المركزية الجنرال تومي فرانكس الى قطر، علما بأنه يتولى الآن الاشراف على الحرب في أفغانستان. ويأتي اختيار قطر لموقعها الاستراتيجي في نظر الولايات المتحدة اذ تقع في منتصف ساحل الخليج وتضم قاعدة «العديد» اطول مدرج للطائرات في المنطقة ويمتد مسافة 14.760 قدما مما يسمح لها باستيعاب لغاية 120 طائرة حربية. وتظهر صور التقطتها الاقمار الصناعية اخيرا ان التحسينات التي بدأت الولايات المتحدة بادخالها على القاعدة قبل ثلاث سنوات وتسارعت وتيرتها الخريف الماضي، اثر رفض السعودية السماح لاميركا باستخدام قاعدة الامير سلطان الجوية لادارة حملتها في افغانستان، عززت الى حد كبير حظائر الطائرات وثكنات الجنود. وبدت في الصور طائرات «كيه سي ـ 130» لتزويد المقاتلات في الجو.

وخلال الحرب في افغانستان استضافت «العديد» عددا كبيرا من الطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع اضافة الى بضعة آلاف من الجنود الاميركيين. وتضم القاعدة حاليا 50 طائرة ونحو ثلاثة آلاف جندي اميركي ولكن بعد الانتهاء من البرنامج الحالي لتوسيعها بحلول ديسمبر (كانون الاول) المقبل سيكون بامكانها استيعاب لغاية 10 آلاف جندي. وكان الجنرال فرانكس اعلن في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي انه يدرس نقل مقر قيادته لمكان قريب من افغانستان ورجح استخدام قطر كقاعدة للعمليات. وقال مسؤول اميركي لرويترز الشهر الماضي «لا يمكنا ان نقول متى او كيف ستستخدم المنشآت ولكن في ما يتعلق بتقدم العمل فقد جرى الانتهاء من نحو 80 في المائة منه واعتقد انه سيستكمل مع حلول نهاية العام». وفي وقت سابق قال فرانكس انه يجري تطوير القاعدة الواقعة على بعد 45 كيلومترا غربي الدوحة لاستخدامها في «اوقات الازمات». وتقع القاعدة قرب مستودع اسلحة ضخم نقلت اليه القيادة المركزية دبابات وحاملات جنود مدرعة واسلحة تكفي لتسليح فرقة كاملة. وقال دبلوماسيون ان قاعدة العديد مزودة بمنشآت قيادة وخطوط اتصال عبر الاقمار الصناعية يمكنها التحكم في آلاف من الغارات الجوية يوميا وانها ستلعب دورا هاما في حالة القيام بعمل عسكري ضد العراق.