السلطات اليمنية اكتشفت 300 كيلوغرام من متفجرات السيمتيكس مع خلية «القاعدة» في صنعاء

TT

تمكنت السلطات اليمنية في الشهر الماضي من اكتشاف كمية كبيرة من المتفجرات البلاستيكية في موقع حدث فيه انفجار غير متعمد قتل شخصين من أعضاء «القاعدة» التنفيذيين، وهذا ما دلل على صحة المخاوف الأميركية من تنامي تهديدات إرهابية جادة في المنطقة، حسب ما قالته مصادر استخبارية أميركية أول من أمس.

واكتشفت السلطات اليمينة حوالي 300 كيلو غرام من مادة السيمتيكس كانت مخبأة في مستودع بالعاصمة اليمنية صنعاء، حيث وقع الانفجار يوم 9 أغسطس (آب). وتم إخفاء مادة السيمتيكس في ثلاثة عشر قفصا ووُضعت فوقها فاكهة رمان حسب ما قالت نفس المصادر.

وكان أحد الأعضاء التنفيذيين في «القاعدة» والمعتقل حاليا في أفغانستان قد أخبر المحققين بوجود خلية تابعة لتنظيم «القاعدة» وهي تستعد لاستخدام المتفجرات ضد أهداف أميركية هناك، حسب ما ذكره مسؤول استخبارات أميركي.

وقال ذلك المسؤول إن المعتقل لا يعرف شيئا عن الانفجار وما تبعه من اكتشاف مادة السيمتيكس حينما كشف عن معلومات حول خلية «القاعدة» اليمنية.

وكانت السلطات الأميركية قد عبّرت عن قلقها الشديد لعدة أسابيع حول سلامة الأميركيين في اليمن. وعلى الرغم من أن السلطات الأميركية تنفست الصعداء من اكتشاف هذه الكمية الكبيرة من السيمتيكس لكنها شعرت في الوقت نفسه بالخوف من أن تمتلك خلية واحدة تابعة لتنظيم «القاعدة» هذا المقدار من هـذه المادة المتفجرة، وهذا الخوف تعمق أكثر مع حقيقة أن بعض أعضاء الخلية ما زالوا طليقين.

ومادة السيمتيكس تصنع في جمهورية التشيك وهي شبيهة بالمتفجرات البلاستيكية الأميركية «سي 4». وفي الوقت الذي يمكن للمتفجرات البلاستيكية أن تكيَّف إلى أشكال مختلفة، فان مادة السيمتيكس التي عُثر عليها تتميز بقدمها وسرعة عطبها لكنها مع ذلك سريعة الانفجار. وقال كريس روني رئيس معهد صناعة المتفجرات واصفا ما تم العثور عليه: «إنها بشكل عام متفجرات حربية. وهي مؤذية لدرجة كبيرة». وتساوي الكمية التي تم العثور عليها نصف ما استُخدم في محاولة هدم مركز التجارة الدولي سنة .1993 وكانت المتفجرات البلاستيكية مفضلة بين أعضاء «القاعدة» التنفيذيين في السابق، فريتشارد ريد الذي حاول تفجير طائرة ركاب فوق المحيط الأطلسي في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي استخدم متفجرات بلاستيكية وضعها في حذائه. واستخدمت المتفجرات البلاستيكية أيضا في الهجوم على السفينة الأميركية الحربية «كول» سنة 2000 في ميناء عدن، وأدى إلى مقتل 17 بحارا.

وقال ناطق باسم السفارة اليمنية في واشنطن يوم الثلاثاء الماضي إن الحكومة الأميركية لم تؤكد بعد بأن الرجال الذين قتلوا في ذلك الانفجار غير المتعمد هم أعضاء في «القاعدة». لكن الناطق باسم السفارة اليمنية تجنب ذكر أي نوع من المتفجرات تم العثور عليها في موقع الانفجار.

* (خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»)