نجوم الإعلانات الانتخابية في المغرب: مشاركتنا في الوصلات الإعلانية واجب لتنبيه الرأي العام إلى أهمية المشاركة المكثفة في الاقتراع

TT

يدفع الفضول عددا كبيرا من مشاهدي القناتين التلفزيونيتين المغربيتين لمتابعة برامجهما منذ انطلاق الوصلات الاعلانية الخاصة بالانتخابات، فقط لمشاهدة بعض الوجوه المعروفة في عالم الفن، وهي تؤدي «ادوارا» مختلفة. فقد استقطبت حملة حث المغاربة على التصويت في الانتخابات التشريعية المقرر اجراؤها يوم 27 سبتمبر (ايلول) الجاري، وجوها مألوفة في عالم التمثيل التلفزيوني والمسرحي والسينمائي والغنائي، وهي وجوه يتكرر ظهورها في وصلات اعلانية في اطار الجزء الثاني من الحملة التي اتخذت شعار «الشفافية والمصداقية».

وكانت الحملة الاولى قد انطلقت يوم 28 مايو (ايار) الماضي حول مراجعة اللوائح الانتخابية وتعميم بطاقات الهوية. عبد القادر مطاع، وهو ممثل معروف شارك في عدة اعمال درامية في المسرح والتلفزيون، بالاضافة الى ان صوته ارتبط بالاعلانات التلفزيونية والاذاعية التي تروج لمختلف المواد الاستهلاكية، والمفارقة هو ان مطاع الذي يشرح للمواطنين في هذه الوصلات الاعلانية اهمية التصويت والمراحل التي تمر منها العملية الانتخابية، بنبرة هادئة، ارتبط في اذهان المشاهدين بادوار الشر، حيث يؤدي ببراعة شخصية الرجل المتسلط الانتهازي والوصولي وهي نفس الصورة الشائعة عن بعض المنتخبين، كما هي في الواقع وكما تنقلها الاعمال التلفزيونية والسينمائية المغربية والعربية ايضا. «الشرق الأوسط» اتصلت بمطاع للتعليق على هذا الموضوع، الا انه كان في كل مرة يتهرب من الادلاء برأيه ويتحجج بكونه لا يملك دقيقة واحدة للاجابة عن سؤالنا نظرا لانهماكه في تصوير دوره في احد الاعمال التلفزيونية. والملاحظ ان مطاع بدا شكله في الاعلان مختلفا عن الشكل الذي الفه به المشاهدون، اذ حلق ذقنه وشاربيه وقص شعره الطويل، وربما لجأ الى ذلك بغرض التشويش على الصورة التي يحفظها له المشاهدون في اذهانهم وليبدو بصورة جديدة ملائمة للدور الجديد الذي يلعبه في الاعلان الا وهو اقناع المواطنين بالتصويت في هذه الانتخابات. اما رشيد الوالي، وهو ممثل محظوظ يفوز في اغلب الاحيان بادوار البطولة، اجتاحت صوره الشوارع اخيرا عبر لوحات اعلانية ضخمة لصالح احدى شبكات الاتصال الهاتفية، فهناك من يلومه على ظهوره المكثف في الاعلانات الا انه لا يعبأ بهذه الانتقادات. ويقول الوالي لـ «الشرق الأوسط» ان مشاركته في هذه الوصلات الاعلانية تأتي من منطلق الواجب لتنبيه الرأي العام الى اهمية المشاركة المكثفة في الانتخابات، ودفع الناس الى اتخاذ القرارات المناسبة التي ستحدد ملامح المستقبل. وردا على سؤال حول ما اذا كانت هذه الحملات تـأتي بنتيجة ايجابية، قال الوالي ان مشاركة الفنانين فيها تشد الانتباه اليها على الاقل.

وبشأن اهتماماته الشخصية بالانتخابات والسياسة عموما، قال انه بعيد جدا عما وصفه بـ «المضاربات»، لان كل حزب يدافع في رأيه عن مصالحه الخاصة ولا يوجد كما قال حزب نموذجي في المغرب.

اما الممثلة امينة رشيد، التي ترمز الى الجيل الاول من الممثلين، وهي من بين الوجوه النسائية القليلة التي استطاعت ان تستمر في الوقوف امام كاميرات التلفزيون والسينما، فقالت لـ «الشرق الأوسط» ان اختيار الفنانين الذين يحظون بشعبية واسعة لمثل هذه الاعلانات يعطي نتيجة ايجابية لانهم يحظون بثقة عدد كبير من الناس.

وأضافت، انه من مصلحة المغاربة ان يشاركوا بكثافة في التصويت «حتى لا نعطي فرصة لتيارات سياسية لا نريدها، ونسقط في الفخ الذي سقطت فيه بعض الدول العربية الاخرى».

واضافت رشيد ان كل فرد حر في ان يمنح صوته للشخص الذي يراه مناسبا، بشرط ان يكون الاختيار مبنياً على اسس موضوعية، دفاعا عن المصلحة العامة وليس بدافع القرابة او العاطفة.

وختمت رشيد كلامها قائلة: بالرغم من ان العطار لا يصلح ما افسده الدهر فإنه من حقنا ان نتفاءل بالمستقبل ونقول كفى من الارتجال.

وقال المطرب البشير عبده ان الفنانين والرياضيين هم الاقرب الى المواطنين، ويتمتعون بثقة الناس باعتبار ان «الاحساس بينهم متبادل»، لذلك «تم استدعاؤنا من طرف وزارة الداخلية للمشاركة في هذه الحملة التي غرضها بالاساس التوعية والتحميس وليست اقامة دعاية لاي طرف». وبخصوص موقفه الشخصي من الانتخابات، قال انه غير منتم لأي حزب، الا ان ذلك لا يمنعه من متابعة الاحداث. وشبه عبده الاحزاب السياسية بفريق كرة القدم. وقال إنه يشجع من «يلعب» افضل. واكد انه يولي اهتماما خاصا للانتخابات الحالية وتمنى ان تكون ناجحة وتحقق قفزة الى الامام.