أقدم نائب مغربي دخل البرلمان بالصدفة

عبد العزيز الوزاني عمره 72 عاما أمضى منها 29 في النيابة

TT

يعتبر النائب عبد العزيز الوزاني البالغ من العمر 72 سنة، من معالم المشهد النيابي المغربي الذي انطلق عام 1963، فهو جاء الى السياسة من باب الصدفة. وكانت اكبر الصدف في حياته هي انه اصبح نائبا لمدينة اخرى غير مسقط رأسه مدينة وزان (محافظة القنيطرة).

وهكذا اصبح نائبا لاحدى دوائر محافظة مدينة الحسيمة (شمال المغرب) على امتداد 29 سنة مدة الولايات البرلمانية التي عرفها المغرب حتى الان، محطما بذلك الرقم القياسي في الجلوس تحت قبة البرلمان.

في عام 1963 انضم الوزاني الى حزب جديد أسسه انذاك وزير الداخلية الاسبق احمد رضا كديرة، تحت اسم «جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية»، وهو عبارة عن تكتل سياسي ضم انذاك مجموعة من الاحزاب الموالية للسلطة، ففاز الوزاني بمقعد في اول برلمان (1963) لكن ذلك البرلمان لم يعمر سوى سنتين، اذ سرعان ما اعلن الملك الراحل الحسن الثاني عام 1965 حالة الاستثناء التي حل على اثرها البرلمان.

ولم ييأس الوزاني من تقلبات السياسة، فاعاد ترشيح نفسه من جديد في انتخابات عام 1970 التي قاطعتها احزاب المعارضة، احتجاجا على دستور 1970، وغياب ضمانات نزاهة الانتخابات، لكن الولاية التشريعية لبرلمان 1970 لم تدم هي الاخرى سوى سنتين بسبب المحاولتين الانقلابيتين اللتين عرفهما المغرب مطلع السبعينات.

ومع انطلاق المسلسل الديمقراطي في المغرب بعد قيام المسيرة الخضراء عام 1975، التي تم من خلالها تحرير الصحراء واسترجاعها من اسبانيا، سيكون الوزاني من أوائل الذين ترشحوا لانتخابات عام 1977 بصفته مستقلا، اي دون انتماء سياسي حزبي، ففاز بمقعد نيابي، ثم انضم الى حزب جديد اسسه المستقلون هو «التجمع الوطني للاحرار» الذي يتزعمه الوزير الاول انذاك احمد عصمان. وفي انتخابات عام 1984ضمن الوزاني لنفسه ولاية انتخابية دامت 8 سنوات. وفي عام 1997 وجد نفسه نائبا لمدة خمس سنوات اخرى.

وعرف عن النائب الوزاني بأنه «رجل يتكلم بصراحة، ويطرح مشاكل السكان والمواطنين بوضوح ودون مجاملة، ويدلي برأيه حتى ولو اختلف مع الجميع». لم يدخل النائب الوزاني المدرسة لكنه تعلم فك ابجديات الحرف في الكتاب التقليدي (مدرسة قرآنية).

المقربون منه يعزون نجاحه المتتالي الى قربه من المواطنين ومساهماته الاجتماعية في مساعدة المعوزين والفقراء والارامل والطلبة والمرضى. فهو معروف بكونه لا يحتاج الى القيام بحملة انتخابية لانه دائم التواصل مع سكان دائرته الانتخابية.

ويعزو الوزاني سر نجاحه الى مساعدته للآخرين بإيمان واقتناع. ومن ثم فإنه لا يهاب منافسيه وهو يخوض تجربة انتخابية جديدة، قال عنها انه سيخوضها لأول مرة مضطرا تحت ضغط اصدقائه وأطر حزبه ومناضليه.