السفارة الأميركية في بيروت أحيت ذكرى 11/9 بحضور ممثلين للرؤساء وذوي الضحايا اللبنانيين

TT

اجهشت ماري مرعب بالبكاء مقاطعة كلمة للسفير الاميركي لدى لبنان فنسنت باتل كان يلقيها في الاحتفال الذي اقامته امس السفارة الاميركية في منطقة عوكر (شمال لبنان) لمناسبة الذكرى الاولى لهجمات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي في نيويورك وواشنطن، وذلك بحضور وزير الصناعة جورج افرام، ممثلاً الرئيس اللبناني اميل لحود، والنائب علي بزي، ممثلاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ووزير المال فؤاد السنيورة، ممثلاً رئيس الحكومة رفيق الحريري وممثلين عن وزارة الخارجية وقيادة الجيش ولجنة الحوار الاسلامي ـ المسيحي، اضافة الى عدد من اعضاء السلك الدبلوماسي في لبنان واسر اللبنانيين الذين قضوا في احداث 11 سبتمبر وهم روبير الديراني وبطرس جرجس الهاشم ووليد اسكندر وجود جوزيف موسى، وهو ابن شقيقة ماري مرعب. وقال باتل في كلمته ان الحملة على الارهاب ادت الى «اعتقال اكثر من 2400 ارهابي في اكثر من 90 بلداً، من اسبانيا الى سنغافورة، اضافة الى تجميد اكثر من 100 مليون دولار من ارصدة او اموال ذات صلة بالارهابيين وداعميهم في اكثر من 160بلداً. كل هذا يضاف الى افغانستان التي اصبحت لديها حكومة منتخبة».

ولم تقفل السفارة الاميركية ابوابها امس وعززت القوى الامنية الاجراءات حولها. وقطعت الطريق المؤدية الى مقر السفارة ولم تسمح بالمرور الا للذين وضعت اسماؤهم عند الحواجز الامنية التي دققت في الاوراق الثبوتية.

وكان السفير الاميركي يستقبل المدعوين مصافحاً. ولوحظت كتيبات موضبة على طاولة. وحمل احدها عنوان «بعد عام على 11 سبتمبر» وآخر بعنوان «الذكريات الحية». ويتحدث الكتيب الاول عن كلفة الهجمات على نيويورك وواشنطن والتي قدرت بنحو 120 مليار دولار، اضافة الى موضوعات اخرى حول النهوض الاقتصادي بعد هذه النكسة والحقوق الفردية والامن الوطني في ظروف معينة. فيما خصص الكتيب الثاني لعرض احداث ارهابية وقعت حول العالم.

وكانت الكلمة الاولى لممثل رئيس الجمهورية اللبنانية الوزير افرام الذي قال: «نحن نجتمع اليوم في هذه المناسبة الاليمة على الانسانية ونحن في لبنان قد ذقنا مرارة الارهاب على ارضنا وتألمت العائلات وكانت الضحايا البريئة تسقط امام اعيننا...». واضاف: «لقد كانت للبنانيين مشاركة في الضحايا البريئة التي سقطت في هذا اليوم المشؤوم»، في اشارة الى 11 سبتمبر 2001. وأكد «المشاركة الحقيقية التي يشعر بها اللبناني اليوم، مواطناً ومسؤولاً». وقال: «نأمل كما نؤمن بان الحوار بين الحضارات قد انتصر وان لبنان والولايات المتحدة بمجتمعاتهما المتعددة هما المكان الذي ينمي العلاقات بين الناس بغض النظر عن دينهم ومذهبهم واصولهم. وهذا ما يؤكد قناعتنا بان العلاقات ستتعمق بين الولايات المتحدة ولبنان حكومة وشعبا لان القيم المشتركة ستكون افضل رابط بيننا».

والقى النائب علي بزي كلمة جاء فيها: «ان الحادي عشر من سبتمبر قد شكل وصمة عار على جبين الانسانية. وهذه الاعتداءات الارهابية التي طاولت الابرياء والمدنيين في الولايات المتحدة الاميركية كانت مثار شجب وادانة واستنكار من كل مواطن حر وشريف يؤمن بالانسانية والحرية والكرامة والعزة...ولا يمكن على الاطلاق لاي عاقل ان يقر بهكذا اعمال». من جهته، قال الوزير السنيورة: «ان هجمات 11 سبتمبر لم تكن ضد الولايات المتحدة الاميركية فحسب بل كانت جريمة وحشية ضد الانسانية نفسها». واضاف: «ان لبنان الذي كان بين الدول الاولى التي ادانت هذه الهجمات كان بدوره ضحية اشكال مختلفة من الارهاب طوال سنوات».

واعرب السنيورة عن «التعاطف مع الشعب الاميركي في هذه الكارثة». وقال: «نحن ندرك تماما الحاجة الى مكافحة الارهاب والحاجة ايضاً الى حماية حق شعوبنا في العيش بسلام. ونحن ما زلنا على موقفنا المتشدد في وجوب ازالة التطرف ووجوب ازالة الاسباب الجذرية الكامنة وراء غضب هؤلاء المتطرفين»، مشدداً على «ضرورة حل النزاعات الاقليمية بالسبل السلمية وبطريقة تعيد لكل شعوب هذه المنطقة حقوقها في السيادة على ارضها وتقدم لها رؤية سياسية واقعية تضمن حقها في تقرير مصيرها». وأكد «اننا شركاء في الحرب ضد الارهاب، فإما ان نربح هذه الحرب واما ان نخسرها معاً».

من جهته شكر السفير باتل في كلمته باسم الشعب الاميركي الشعب اللبناني لتعاطفه ودعمه «اثر تلك المأساة» وقال: «انكم تدركون اكثر من معظم الآخرين الاثر المدمر الذي تسببت به التفجيرات الارهابية المفاجئة والعبثية ضد ضحايا بريئة واسرها، اذ خبرتم الاسى والحزن. ولكنكم ايضاً تفهمون اهمية التحرك لاعادة بناء نسيج الحياة اليومية واعادة اللحمة الى فئات المجتمع والى الوطن عموماً». وأكد باتل تقدير الولايات المتحدة للبنان ودول اخرى «في التحالف ضد تنظيم «القاعدة» الارهابي». وقال: «اننا نتطلع الى تعاونكم المستمر في هذا المجال في الاشهر والسنوات المقبلة. ونحن نعمل على فهم وحل جذور اسباب الارهاب حول العالم».

وفي ختام كلمته دعا باتل الى الوقوف دقيقة صمت «كي نتذكر جميع ضحايا 11 سبتمبر».

وكانت «الشرق الأوسط» التقت ماري مرعب خالة جود موسى الذي كان يعمل في احد برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك. وقد تحدثت عن اتصاله الهاتفي الاخير بعائلته قبل دقائق من اصطدام الطائرة بالبرج. اما عم وليد اسكندر الذي كان على متن احدى الطائرتين اللتين اصطدمتا بمركز التجارة العالمي فتحدث بفخر عن ابن شقيقه الذي كان يتولى منصباً ادارياً في احدى الشركات التي تعنى بالقضايا الاقتصادية في الدول النامية.