منع الصحافيين غير المسلمين من حضور مؤتمر الأصوليين وملثمون يحرسون مسجدا في لندن

أبو حمزة المصري: سمحنا لثلاث محطات تلفزيونية فقط بالدخول وعثرنا على كاميرات سرية

TT

في الوقت الذي احيا فيه الاميركيون اول من امس بحزن وبمراسم تنكيس الاعلام ذكرى اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) متحدين وراء الرئيس جورج بوش، في جو سادته المخاوف من هجمات ارهابية جديدة، اثنى قادة الحركات الاصولية في بريطانيا على بن لادن، ووصفوا العمليات الارهابية التي ضربت الولايات المتحدة بانها جاءت بسبب انحياز الولايات المتحدة لاسرائيل ووقوفها ضد حقوق الشعب الفلسطيني. ولم يسمح للصحافيين غير المسلمين بدخول مؤتمر الاصوليين بمسجد فنسبري بارك بشمالي لندن سوى لحضور المؤتمر الصحافي عند الساعة العاشرة والنصف من ليلة اول من امس، وتم الفصل بين الصحافيين الذين قدر عددهم بنحو 50 صحافيا من الرجال والسيدات في طابقين منفصلين بالمسجد. وظهر في المؤتمر عشرات من الملثمين من ابناء الحركات الاصولية بلندن بمسجد فنسبري بارك، ولاحظت «الشرق الأوسط» انهم يحاولون تفادي كاميرات التصوير. واثار الانتباه كثرة عدد ضباط الامن الذين قدر عددهم بنحو 40 من ابناء التيار الاصولي. وجاء انعقاد المؤتمر في مسجد فنسبري بارك بشمالي لندن بعد تدخل السلطات البريطانية لالغاء استضافة المؤتمر في ثلاث قاعات بوسط لندن. وأحاط بابي حمزة وعمر بكري مجموعة من الملثمين لحمايتهما من عناصر الحركة اليمينية المتطرفة «الناشيونال فرنت» والذئاب البيضاء الذين احتجوا على عقد المؤتمر. ويتزعم بكري محمد حركة «المهاجرون» التي تطالب بقيام دولة اسلامية عالمية، وهذا الرجل رفضت السلطات البريطانية منحه الجنسية، اما ابو حمزة المصري فهو حاصل على الجنسية البريطانية، لكن تتهمه اليمن بتصدير الارهاب.

وتقول المصادر البريطانية ان عشرات من عناصر شبكة «القاعدة» تم تجنيدهم من جانب ابو حمزة المصري، وتطالب هيئات الامن والتحقيق الاميركية بتسليمه اليها لتورطه بمحاولة اقامة معسكر تدريب لعناصره المتشددة على الارض الاميركية.

وأجاب الاصولي المصري ابو حمزة لـ«الشرق الأوسط»ردا على سؤال حول هوية الملثمين بآية قرآنية تقول «ومايعلم جنود ربك الا هو». واضاف ابو حمزة مؤسس منظمة «انصار الشريعة» بلندن انه تم السماح لثلاث محطات تلفزيونية فقط الدخول الى المؤتمر لانهم احضروا مصورين مسلمين، وهم «الجزيرة» ووكالة رويترز الاخبارية العالمية والقناة الاولى الاميركية «ام ان تي في».

واضاف إنه تم العثور على كاميرات سرية مع بعض الصحافيين عند تفتيشهم، وقال ان الهدف حسب اعتقاده اخذ صور للملثمين من ابناء الحركات الاصولية. ووصف بيان صحافي صادر عن جماعة «المهاجرون» الاصولية التي يترأسها عمر بكري وجماعة «انصار الشريعة» بلندن التي يتزعمها ابو حمزة المصري الولايات المتحدة بانها «دولة فوق القانون». والقى الاصولي المصري ابو حمزة وهو في نفس الوقت امام مسجد فنسبري بارك الذي يعتبر مقر التيارات الاصولية في العاصمة لندن، كلمة تحت عنوان «مؤامرة اميركا الكبرى ضد الاسلام والمسلمين»، قال فيها ان فقرات الحرب ضد الاسلام كانت معدة قبل احداث 11 سبتمبر، واستغل ضرب برجي مركز التجارة العالمي لكي تظهر اميركا بوحشيتها. واعتبر ان الدافع الاساسي للحرب هو الدخول في المرحلة التي بشر بها بوش الاب في حرب الخليج الاولى والمعروفة باسم النظام العالمي الجديد او نظام القطب الواحد، بسبب عدم وجود الاتحاد السوفياتي، واستبدال مفهوم التحالف بمرحلة التبعية للولايات المتحدة. واوضح ابو حمزة المصري ان الولايات المتحدة خسرت حربها ضد الارهاب، من الناحية الروحية والاخلاقية والامنية، لكن المسلمين لايستحقون النصر لانتكاستهم وتفرقهم، والذي ربح المعركة هو الاسلام بقوة حجته ممثلا في ملايين الغربيين الذين بدأوا في التعرف على الاسلام وعلاقته بالاديان الاخرى. وعدد عمر بكري زعيم حركة «المهاجرون» الاصولية في كلمته تحت عنوان «11 سبتمبر.. اليوم التاريخي للابراج» ان هناك 96 نقطة ايجابية و 7 نقاط سلبية تتعلق بالعمليات الارهابية على نيويورك وواشنطن. وقال ان احداث 11 سبتمبر احيت فريضة الجهاد، وكشفت عورة التيار العلماني. وقال ان الهدف من المؤتمر الاصولي كان تسليط الاضواء على النقاط السلبية والايجابية واستنباط العبر والدروس من احداث 11 سبتمبر.

وقال احد قادة التيار الاصولي في كلمته امام المؤتمر «العين بالعين والسن بالسن، وقد غدرت بنا اميركا 100 مرة، وانتقمنا مرة واحدة، فيبقى لنا 99 مرة». وغاب عن المؤتمر ياسر السري مدير «المرصد الاسلامي» بلندن الذي اتهم بالتورط في اغتيال القائد الافغاني احمد شاه مسعود قبل ان تسقط محكمة الجنايات المركزية البريطانية جميع التهم الموجهة اليه، والشيخ عبد الله الفيصل الجامايكي رئيس جماعة «التوحيد» (38 عاما) المفرج عنه بكفالة منذ اقل من شهر بعد ان اتهم بالتحريض على قتل اليهود في بريطانيا في اشرطة كاسيت وفيديو، عن «دروس من التاريخ وتلك الايام نداولها بين الناس».