معلومات قدمها عنصر من «القاعدة» في أفغانستان وراء الاستنفار الذي أعلنته أميركا عشية ذكرى تفجيرات سبتمبر

عمر الفاروق اعتقل في إندونيسيا وسلم لأميركا في يونيو ويعتقد أنه كويتي أو عراقي

TT

كان المعتقل عمر الفاروق يقوم بمهمة «المسهل» لنشاطات «القاعدة» في جنوب شرقي آسيا، ويرسل تقاريره مباشرة لمنسق عمليات «القاعدة» أبو زبيدة، حسب ما قالته مصادر حكومية اميركية أول من أمس. وكانت اعترافات عمر الفاروق قد دفعت الإدارة الأميركية إلى الشروع في اتخاذ إجراءات متشددة ضد مخاطر عمليات إرهابية. وقال عمر الفاروق المعتقل في أفغانستان منذ يونيو (حزيران) الماضي الاثنين الماضي إن «القاعدة» تسعى إلى القيام بعمليات متعددة في يوم واحد ضد السفارات الأميركية في منطقة جنوب آسيا، لكنها لم تحدد يوما معينا وأنها ستبادر بعملياتها حالما يظهر ضعف في الإجراءات الأمنية.

ودفعت المعلومات التي قدمها عمر الفاروق إلى إغلاق 13 سفارة أميركية وقنصلية هذا الأسبوع ودفع الحكومة الأميركية إلى رفع درجة الإجراءات الأمنية إلى اللون «البرتقالي» مما يعكس احتمالا «قويا» لوقوع هجمات ضد المصالح الأميركية.

وتأتي اعترافات الفاروق ضمن اعترافات أخرى قدمها العديد من الأعضاء التنفيذيين في «القاعدة»، وُصفت بأنها دقيقة وواضحة، وقدمت مفاتيح لفك الشفرات التي ظلت تتخلل الأحاديث عبر الانترنت والهواتف والتي تمكنت الأجهزة الاستخبارية الأميركية من التقاطها خلال عدة أشهر. وتكشف اعترافاته عن نجاح الحكومة الأميركية في انتزاع معلومات مهمة حول مخططات الإرهابيين من مئات من المعتقلين الموجودين في عهدة الجيش الأميركي إضافة إلى عشرات آخرين اعتقلوا في دول أخرى، حسب ما قال بعض المسؤولين الأميركيين.

لكن السلطات اعترفت أيضا بان التقدم في انتزاع معلومات من المعتقلين بطيء وهذا ناجم عن قلة عدد المعتقلين ذوي المرتبة العالية داخل تنظيم «القاعدة». وكان أبو زبيدة قد قدم بعض المعلومات الربيع الماضي، أدت إلى تصاعد درجة الحذر والحيطة من وقوع عمليات إرهابية وكانت حاسمة أيضا في القبض على خوزيه باديلا من شيكاغو المشتبه في انه كان يستكشف أهدافا لتفجير قنبلة إشعاعية «قذرة»، لكن الكثير من ادعاءات أبو زبيدة لم تثبت صحتها حسب بعض المسؤولين، ولعلها كانت تهدف إلى خداع سجانيه.

وقال مسؤول إن المؤسسة العسكرية الأميركية والوكالات الاستخبارية أصبحت أكثر كفاءة في اكتشاف المعلومات الكاذبة بسبب تزايد ما في حوزتها من أدلة. وأضاف هذا المسؤول: «الكثير من الإرهابيين مدربون ضد تقنيات التحقيق لكن ذلك يمكن تقصيه ومع مرور الوقت أصبح ممكنا التغلب على هذه المشكلة... كل ما تحتاج إليه هو استخدام أساليب مختلفة بشكل مستمر وتدقيق كل معلومة على حدة».

وقال مصدر في إندونيسيا على معرفة بالقضية إن المعلومات التي أعطاها الفاروق تم توسيعها استنادا إلى معلومات مخبر آخر، كان قد أخبر الشرطة الاندونيسية أن اتصالا جرى به كي يقوم بنصب سيارة مفخخة. وقالت المصادر الاندونيسية إن الفاروق كشف عن المعلومات التي أدت إلى اتخاذ الحيطة هذا الأسبوع بطريقة عرضية أثناء التحقيق معه.

وكان الفاروق الذي اعتقلته السلطات الاندونيسية في يونيو (حزيران) الماضي بعد اكتشاف رقم هاتفه في ملفات كومبيوتر يمتلكه شخص آخر مشكوك بانتمائه للقاعدة. ووُصف الفاروق بأنه من الكويت أو العراق وانه ذهب إلى معسكرات «القاعدة» بأفغانستان. ثم قام أبو زبيدة بإرساله إلى أندونيسيا قبل أربعة أعوام، حسب ما قاله المسؤول الاندونيسي. وفي اندونيسيا تمكن الفاروق من تشكيل أواصر مع الناشطين الإسلاميين. وأصبح الفاروق مسؤولا عن كسب عناصر جديدة للقاعدة، لصالح أبو زبيدة، ثم أصبح ممولا للنشاطات المتطرفة في أندونيسيا. وباستخدامه للجمعيات الخيرية الإسلامية تمكن من جمع الأموال داخل وخارج إندونيسيا لتمويل هذه المنظمات.

وطور الفاروق علاقة عمل مع رجل الأعمال الاندونيسي أغوس دويكارنا المتهم بوضع مخططات تفجير بعض المواقع، حسب بعض المصادر في جاكارتا. وصدر حكم على دويكارنا بالسجن لمدة 17 عاما بعد توقيفه في مطار مانيلا في مارس (اذار) الماضي وكانت معه شحنة متفجرات بلاستيكية وسلك للتفجير في حقيبة ملابسه. واكتشف المسؤولون الأميركيون رقم هاتف الفاروق في كومبيوتر دويكارنا. وقامت السلطات الاندونيسية باعتقاله وتسليمه للسلطات الأميركية.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»