كتاب «الأنصار» الأصولي: تدمير «كول» كلف أقل من عشرة آلاف دولار وموقع «الجهاد أون لاين» يعتذر عن بث خبر مغلوط حول مقتل بن لادن

TT

اعتذر موقع «الجهاد أون لاين» الاصولي القريب من «القاعدة» عما سببه من لغط ببثه خبرا يؤكد مقتل اسامة بن لادن، ويتحدث عن «قصة الصاروخ الذي محا من الوجود الخندق الذي كان يحتمي به أسامة بن لادن في مرتفعات تورا بورا ليلة 24 من شهر رمضان الماضي».

وقال: «اعتذر للاخوة القراء بسبب كتابة هذا الخبر أو المقال وما سببه لهم من ارباك وبكاء كما راسلني الكثير منهم، وأقول لهم في البداية ان بن لادن حي يرزق، وأسامة في هذا الخبر هو أحد الاخوة وليس الشيخ نفسه». وقال انه استغرب خبر وفاة بن لادن، مع العلم بأن المقصود ليس الشيخ، ولكن الاستعجال هو المشكل، فأرجو قراءة المقال كاملا والانتباه للبس الذي حدث. وحسب مصادر اصولية فان الذي قتل في خندق تورا بورا هو اسامة العدني من قيادات «القاعدة» وليس بن لادن نفسه، الذي ترك الخندق قبل ليلتين فقط إلى منطقة تبعد كيلومتراً لا غير وجاء البيان الطويل موقعا من احد شهود العيان من «الافغان العرب» واسمه ابو جعفر الكويتي. وقال البيان: «ليس من السهل الحديث عن الرجال أو عن صفاتهم ومواقفهم فضلاً عن الحديث عن موتهم أو قتلهم، فموت الرجال مصيبة عظيمة وخطب جلل، خاصة إذا كان هؤلاء الرجال ممن عز معدنهم وقل أمثالهم وندر من يحمل صفاتهم». الى ذلك، نشرت مجلة «الأنصار» الالكترونية كتابها الأول، بمناسبة الذكرى الأولى لـ«غزوة 11 سبتمبر» كما سمتها، وهو كتاب، يلم بالموضوع من جميع جوانبه الفكرية والاستراتيجية والسياسية والتربوية، وقالت انه رؤية متكاملة للحدث الذي هز العالم، ووصفت المجلة التي يشرف على تحريرها مجموعة من انصار بن لادن احداث 11 سبتمبر بأنها «المستحيل الذي صار ممكنا». وهناك فصول تحت عنوان «نوعية الاداء والرسائل المشفرة والعبر المستفادة من العملية». وقالت مقدمة الكتاب: «ليس غريبا ان يكون تنظيم «القاعدة» وراء هذا العمل، لانه يعمل في هذا الاتجاه منذ زمن طويل، وله تجارب سابقة في صراعه مع الولايات المتحدة، تثبت انه جاد في ذهابه الى ابعد الحدود، منذ تفجيرات الخبر، ثم عمليتي سفارتي اميركا في نيروبي ودار السلام عام 1998، ثم حادثة المدمرة «كول» عام 2000، وكلها احداث تؤكد عزم «القاعدة» على مقارعة اميركا. ومن أبرز المقالات في الكتاب لأبي عبيدة القرشي، الذي يعتبر حسب مصادر اصولية من المقربين من «القاعدة»، مقال آخر لسيف الدين الانصاري تحت عنوان «قراءة تأصيلية»، والابعاد الحقيقة لـ11 سبتمبر لأبي أيمن الهلالي، ويعتقد ان اسماء المؤلفين هي عبارة عن كنى لشخصيات من المقربين من «القاعدة»، ثم فصل كامل عن الابعاد الحقيقية للعملية، وتنظيم «القاعدة» وكيفية اعداده لها، والعبر المستفادة والآثار المرحلية والمستقبلية، واهم مميزات «الانتحاريين» الـ19. ويقول ابو عبيدة القرشي اذا كانت مقولة «المال هو العصب الحقيقي للحرب» فانه لم يكن كذلك في حالة منفذي العملية الـ19 الذين عاشوا حياة من الزهد والتقشف حفاظا على اموال «القاعدة» بل انهم اعادوا ما تبقى معهم من اموال الى التنظيم السري قبل قيامهم بعملية 11 سبتمبر. واضاف ان المنفذين عاشوا في فنادق رخيصة الثمن وتنقلوا في سيارات مستعملة قبل العملية، غير انهم اقتنوا بطاقات سفر درجة اولى في الطائرات التي اختطفوها قبل تنفيذ العملية حتى يكونوا على مقربة من هدفهم. وأوضح ان «القاعدة» تضع «الدينار المناسب في المكان المناسب»، ومسؤولو التنظيم لا يحبون الاسراف المبالغ فيه، اذا توفرت شروط نجاح العملية. وضرب مثلا بعملية تدمير المدمرة الاميركية «كول» في المياه اليمنية عام 2000 بأنها تكلفت اقل من عشرة آلاف دولار.

ومن الجهة الاستراتيجية، قال القرشي ان تنظيم «القاعدة» دمر بعملية 11 سبتمبر ركائز «الانذار المبكر» و«الهجوم الوقائي» و«الردع». وقال ان قادة التنظيم استعدوا لكل الاحتمالات قبل الغارات الاميركية على افغانستان، فقد تم سحب التشكيلات المقاتلة بطريقة ذكية، وتم تخزين المعدات العسكرية في الجبال، والتهيؤ لحرب عصابات طويلة الامد، وتوزيع «الخلايا الجهادية» بين الامم، حيث تتهيأ كل خلية لاداء مخطط دقيق لا مجال فيه للارتباك او الارتجال. ويختم المؤلف بقوله ان أهداف الحرب الاميركية المعلنة لم تتحقق، فلم يتم اعتقال بن لادن أو الملا عمر أو كبار قادة «القاعدة» بل ان جميعهم متفرقون في الارض، ولم يتحقق شيء سوى قتل المدنيين الأبرياء في أفغانستان.