بوش يدعو الأمم المتحدة إلى مواجهة «تحدي» النظام العراقي

الرئيس الأميركي حدد لبغداد في خطاب أمام الأمم المتحدة شروطا فورية التنفيذ أو «مواجهة التحرك»

TT

دعا الرئيس الاميركي جورج بوش في خطاب قوي اللهجة ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة امس المجتمع الدولي الى مواجهة ما وصفه بـ«الخطر والتهديد» اللذين يشكلهما نظام الرئيس العراقي صدام حسين على الأمن والسلام في العالم، وحث الامم المتحدة على القيام بمسؤولياتها لمواجهة التحدي المستمر من هذا النظام لارادة المجتمع الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي.

وقال الرئيس بوش في خطابه الذي استغرق حوالي نصف ساعة، خصص معظمه لشرح سياسة بلاده تجاه النظام العراقي، انه بعد عقد من تحدي النظام العراقي للمجتمع الدولي للعالم، «فان العالم يواجه اختبارا، والامم المتحدة تواجه لحظة تحد صعبة»، ولذلك عليها ان تتحمل مسؤولياتها.

وسرد الرئيس الاميركي تحدي النظام العراقي، وعدم وفائه بما تعهد به، وعدم تنفيذه ما ورد في قرارات مجلس الأمن الدولي منذ احتلاله الكويت عام 1990 وانتهاكه القانون الدولي وارادة المجتمع الدولي. واشار الى ان النظام العراقي مستمر حتى الآن في انتهاك قرارات مجلس الأمن الدولي، ومستمر في رفض الكشف عما لديه من اسلحة بيولوجية وكيماوية ومن مواد تمكنه من انتاج هذه الأسلحة.

وقال الرئيس الاميركي في خطابه الذي هدف منه حشد التأييد الدولي للقيام بعمل عسكري ضد النظام العراقي، ان في استطاعة هذا النظام اذا تمكن من الحصول على المواد الأساسية ان يصنع سلاحا نوويا خلال عام.

وفي سرده لممارسات النظام العراقي وتحديه للعالم قال الرئيس بوش ان نظام صدام لا يزال يدعم الارهاب الدولي، ويستمر في قمع واضطهاد الشعب العراقي، كما يستمر في رفضه الكشف عن مصير المفقودين من الكويتيين ورعايا دول اخرى. وفند الرئيس الاميركي ادعاء النظام العراقي بان الامم المتحدة هي التي تتحمل مسؤولية استمرار معاناة الشعب العراقي، وقال: ان النظام العراقي يستغل برنامج «النفط مقابل الغذاء» الذي اقرته الامم المتحدة ليبني القصور ويحقق مصالحه الشخصية.

وحدد الرئيس بوش عدة شروط اذا نفذها النظام العراقي كاملة، فان ذلك سيكون مؤشرا على انفتاح جديد، او انه «سيواجه التحرك» فقال:

ـ اذا أراد النظام العراقي السلام فان عليه فورا ودون شروط مسبقة ان يكشف أو يدمر جميع اسلحة الدمار الشامل والصواريخ بعيدة المدى، وجميع المواد المتعلقة بذلك.

ـ واذا أراد النظام العراقي السلام فعليه ان يوقف فورا كل انواع دعمه للارهاب، وان يكافحه، مثل جميع دول العالم كما تطلب قرارات مجلس الأمن الدولي.

ـ واذا أراد النظام العراقي السلام فعليه ان يوقف قمع المدنيين العراقيين من الشيعة والسنة والاكراد والتركمان وغيرهم.

ـ واذا أراد النظام العراقي السلام فعليه ان يفرج او يكشف عن مصير المفقودين منذ تحرير الكويت، وان يعيد الممتلكات التي سرقها اثناء احتلال الكويت، وان يتعاون مع المجتمع الدولي لحل هذه القضايا، كما تطالب بها قرارات مجلس الأمن الدولي.

ـ واذا أراد النظام العراقي السلام فان عليه ان يتوقف فورا عن تهريب النفط الذي يقوم به خارج ما ينص عليه نظام «النفط مقابل الغذاء»، وان يتقبل ما تقرره لجنة الامم المتحدة المشرفة على ذلك لضمان ان تلك الأموال (المتأتية من بيع النفط) تذهب لمصلحة الشعب العراقي ولما فيه فائدته.

وقال الرئيس بوش ان النظام العراقي اذا قام بهذه الخطوات، فان ذلك سيكون مؤشراً على انفتاح جديد في العراق، ويمكن ان يؤدي الى احتمال قيام الامم المتحدة بالمساعدة في اقامة حكومة تمثل جميع العراقيين، حكومة تقوم على احترام حقوق الانسان، وحرية الاقتصاد، واشراف دولي على انتخابات تجرى هناك.

وكرر الرئيس الاميركي حث العالم على العمل لاجبار النظام العراقي على تنفيذ ما تطلبه قرارات مجلس الامن الدولي، واذا لم يمتثل، فان على العالم والامم المتحدة ان يتحركا، وان الولايات المتحدة ستعمل مع الامم المتحدة. لكنه لم يشر صراحة الى ان بلاده ستقوم بعمل عسكري بمفردها، اذ بدا واضحاً ان الرئيس بوش ترك الباب مفتوحاً بقوله ان بلاده ستواصل العمل مع الامم المتحدة لحل المشكلة.

وقال انه في حال فشل الرئيس العراقي في تنفيذ المطلوب منه، فان الامم المحدة، لا يمكن ان تقف متفرجة من دون القيام بعمل شيء، أمام تعاظم مخاطر النظام العراقي.

وأكد الرئيس بوش في خطابه انه لا خلاف بين الولايات المتحدة والشعب العراقي الذي عانى طويلاً، وهو يستحق الحرية والحياة الكريمة، وهذا ما تطالب به جميع قرارات مجلس الامن الدولي ايضاً.

وحذر قائلا انه «اذا فشلنا في مواجهة الخطر» فان الشعب العراقي سيستمر في معاناته، وان النظام ستكون لديه قوة جديدة للاستمرار في بسط هيمنته وتهديده لجيرانه، وستستمر منطقة الشرق الأوسط ولسنوات في حالة من عدم الاستقرار وسفك الدماء.

وتابع «اما اذا تحملنا مسؤولياتنا تجاه هذا الخطر، فاننا سنصل الى مستقبل واعد أفضل»، وسينال الشعب العراقي حريته، ويوما ما «سينضمون الى افغانستان الديمقراطية، وفلسطين الديمقراطية».

يذكر ان الرئيس بوش قال في خصوص الصراع العربي ـ الاسرائيلي: «انه لن يكون هناك سلام للطرفين الاسرائيلي والفلسطيني، دون حرية للطرفين، وان الولايات المتحدة ملتزمة بقيام دولة فلسطينية ديمقراطية تعيش في أمن وسلام جنباً الى جنب مع اسرائيل».